الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موكب الربيع

مرام عطية

2017 / 11 / 14
الادب والفن


على التِّلالِ القريبةِ من أقاليمِ الخريفِ تساقطت ورقةٌ من إحدى الأشجارِ الباسقةِ ، يسبحُ فيها العطشُ فيغادرها الألقُ وتلاحقها أسرابُ اليبابِ القادمةِ من الصحراءِ
الأَرْضِ أنثى عذراء يخالجها الأسى ترتعدُ أوصالها يرتعشُ فؤادها من شتاءٍ قاسٍ
تخلعُ الورقةُ ثوبَ الصَّمتِ : لاتقلقي ياصديقتي لستُ بطائرةٍ حربيةٍ ، تنهمرُ منها حممُ الموتِ أوالهواءُ الأصفرِ ، وإنما ورقةٌ يابسةٌ من سلالةِ السنديانِ والزيتون ، بين يديها تاريخٌ حافلٌ بالغنى والخصبِ ، وأغنياتٌ جميلةٌ أودعتها حقائبَ روحها في صباها، وحين جاء الشتاءُ أسلمتْ للريحِ ساقيها ؛ فاختارتكِ عنوانَ حياتها الجديدةِ ، لا تخافي فسأقطنُ في دياركِ ضيفةً سمحاءَ، أمنحكِ كنوزَ جسدي و سكينةَ روحي
أرعى كلَّ نبتٍ أخضرَ يتبرعمُ .
ثلجٌ ورديٌّ يصحو على ضفتي السَّحابِ يترنَّمُ : إنَّني أنشودةِ السَّماء حين يجفُّ الندى في ثغرِ الوردِ ، وينأى الشَّوقُ من عيونِ البشرِ ، جئتكِ أيتها الجميلةُ من فيضِ الغيومِ العاشقة للبحرِ، وأحلامِ النوارسِ العائدةِ للوطنِ ، فما أنا إلا رسولُ سلامٍ وحبٍّ وعطاءٍ ، أحملُ رسالاتِ النقاء في سلالي البيضاءِ ، وما ندفي المنهمرة إلا جنودٌ للفرح ، وحرابٌ تقصمُ فؤادَ الحربِ حين تمتدُّ أذراعَهُ للقتلِ والفناء
خيولُ الأَرْضِ تصهلُ ، تهرولُ لاحتضانِ الثَّلجِ ، وعناقِ أوراقِ الشجرِ كعاشقةٍ تلاقي حبيبها بعد طويلِ غيابٍ .
موكبُ الربيعِ يتهادى على أمواجِ الحنينِ ، الحقولُ تشهقُ فرحاً بلقاءٍ مجيدٍ رتَّبه الإلهُ : لقد عادَتْ إلى جسدي الحياةِ .
------
مرام عطية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل