الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقتل من في العراق ؟

حمزة الشمخي

2006 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا يمر يوم علينا إلا ونسمع الأخبار العراقية المؤلمة ، التي تهز كل الضمائر الحية ، لأن هذه الأخبار المأساوية تتحدث عن القتل الجماعي للناس الأبرياء في الشوارع والساحات العامة وأماكن عملهم وحتى في بيوتهم .
ويبقى السؤال المدوي يصرخ بوجه كل المسؤولين من قادة العراق ، الذين أصبحوا على ما يبدو عاجزين عن الأجابة ، لأنهم منشغلين هذه الأيام بالمناصب والمكاسب ... وتاركين أمن المواطن العراقي وإحتياجاته الحياتية اليومية في مهب الريح ، وكأن الأمر لا يعنيهم بشئ .
كيف يقتل العراقيون في كل مكان ويبقى القاتل مجهول الهوية لحد الآن ؟ ، علما أن هؤلاء القتلة يستخدمون في أغلب الأحيان مثل سيارات الشرطة وملابسهم وأجهزتهم الإخرى ، فهل هذا يعني أن هؤلاء القتلة الجهلة لهم خيوط سرية مع المؤسسات الأمنية العراقية ؟ ، أو أن هناك تواطئ من قبل بعض منتسبي الشرطة والجيش وقوات الأمن مع مثل هؤلاء القتلة ؟ .
ويبقى السؤال دون جواب ، والدم العراقي الطاهر ينزف في كل يوم يمر دون توقف ، والى متى يبقى الإستهداف اليومي لبنات وأبناء العراق من قبل زمر من المجرمين واللصوص الذين إمتهنوا الخطف والقتل والسرقة مهنة لهم مقابل حفنة من الدولارات والمغريات الإخرى ؟ .
ما قيمة وفائدة المناصب الحكومية والحزبية وغيرها للناس ، إذا كانت حياة المواطن العراقي وحريته معرضة للموت والإستلاب في أية لحظة ؟ ، ما فائدة الخطابات اليومية والتصريحات الإعلامية والوعود المؤجلة إذا كان كل هذا الخراب والموت والفساد يحدث في عراق اليوم ؟ .
ما فائدة كل هذا يا قادة العراق ؟ ، متى تديروا وجهكم للشعب من أجل تحقيق مصالحه وطموحاته وحلمه في الأمن والأمان والإستقرار والحياة الحرة الكريمة ؟ ، وأن تحقيق هذه وغيرها ليست بمعجزة ، وإنما هي من أبسط ما تقدمه الحكومات ومؤسساتها للشعوب من حقوق مشروعة وطبيعية ولا بد منها .
وسيستمر هذا القتل الجماعي للأبرياء ، إذا لم تتحرك كل القوى والأحزاب والمنظمات العراقية المخلصة للمطالبة بكشف الوجوه الملثمة للقتلة ، وكشف كل إرتباطاتهم وعلاقاتهم السرية والعلنية في داخل العراق وخارجه ، وفضح كل المؤسسات والأشخاص المتعاونين معهم لأسباب تصفات سياسية أو ثأرية .
لأن السكوت عن كل هذا جريمة لا تغتفر ، والمستهدف أولا وأخيرا هو الإنسان العراقي ، فمتى تتوقف دورة الموت الهمجية ، وتكشف وجوه كل المتورطين فيها مهما كانوا ومن أين أتوا ؟.
ويبقى السؤال اللغز ... من يقتل من في عراق اليوم ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم