الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البارزاني في مهب الريح

مرتضى ناصر كاظم

2017 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بعد صراع طويل ومخاضات عسيرة مع الحكومة الاتحادية استطاع الكرد في شمال العراق ان يحصلوا على جل مطالبهم، مستغلين الانشقاقات الطائفية والفئوية بين الاحزاب العراقية، وبعد ان اصبحوا بيضة القبان بعد 2003 ، تمددت حكومة الاقليم عبر غباء وعنجهية الانظمة السابقةوتواطؤ والحالية ، وليس بنظال كردي كما يدعون، وان هروبهم من اول اطلاقة للحشد الشعبي والجيش حينما دخل كركوك خير دليل على انهم ليسوا مؤهلين للنظال اصلا، فلولا حماقة البعث واجتياحه الكويت لم يكونوا لينعموا بربع اقليم حتى لو ناضلوا الى قيام الساعة .
وبعد نجاح سياسة لي الاذرع لمسعود البارزاني ها هي تفشل اخيرا لتخلف انكسارا كرديا، سيبقى يلام عليه عقودا طويلة، باعتباره هو من اخذ على عاتقه مسرولية استفتاء الاقليم، وايهام باقي الاحزاب الكردية بانه يحضى بتأييد قوى المنطقة، سيما اللوبي الصهيوني واسرائيل التي اصبحت نقمة عليه بعد ان رفعت اعلامها وسط اربيل، فقد نالت العقاب الايراني التركي بشتى الاصعدة .
وعلى الرغم من اصرار مسعود البارزاني على نقل جل صلاحياته الى رئيس الحكومة نجيرفان بعد التنحي ، لكي يبقي المصالح في قبضة العئلة الحاكمة، الا ان الخلاف الذي انكشف جليا بين البارزاني وباقي الاحزاب الكردية امتد ليصبح داخليا هذه المرة، حيث لاح في الافق خلاف صلاحيات الحوار بين ابناء البارزاني ورئيس حكومة الاقليم نجيرفان البرزاني، بعد حل الاخير محل ابيهم المستقيل قسرا، فهو يفضل الحوار مع القوات الاتحادية حول تسليم كامل النقاط الحدودية، بما فيها فيشخابور التي تعد الرئة التي يتنفس منها آل البارزاني، كذلك تحول خطابه الى خطاب مرحلي معتدل ليصلح بعض ما افسده ابيهم، وعلى ما يبدو فان العنجهية البارزانية المتجذرة ترفض ذلك جملة وتفصيلا ، فعناد نجلي مسعود وهما مسرور ومنصور اللذان يقودان جزءاً من البيشمركة ، عطلا نتائج المفاوضات لحد الان.
وبعد علو كعب الحكومة الاتحادية واستعادتها لاغلب المناطق المتنازع عليها وغلق المطارات والمنافذ الحدودية وانابيب النفط، لن يصبح بمقدور الكرد اسعاف شعبهم الا اذا رضخوا لمطالب الحكومة الاتحادية بعقلائية ودراية، فالاوراق التي تلعب بها بغداد لازالت خانقة ولا زال المزيد منها خارج اسوار اللعبة ، مثل التعامل المصرفي والغاء الاجنحة الدبلوماسية الكردية في السفارات ، فضلا عن استخدام القوة التي لم ولن تستطيع قوات البيشمركة ان تجاريها .
من جانبه يبدو حيدر العبادي مسترخيا على قدرات الجيش والحشد الشعبي الذي هزم اعتى قوة في المنطقة ، راميا بالكرة في ملعب الكرد للحوار بشرط الغاء الاستفتاء الذي بات كالزجاجة في فم مسعود واتباعه، فكل الادلة تشير الى انه لم تعد لغة لين الحوارمجدية مع العبادي دون الغاء الاستفتاء وضربه عرض الحائط .
و بما ان الاستفتاء هو قفزة للمجهول فعلى ما يبدو ان الازمة بين الاحزاب الكردية وآل البارزاني لن تنتهي الى هذا الحد ، كون الاحزاب تحمل مسعود مسؤولية خسارة الاراضي والمنافذ وعائدات النفط ايضا، في حين يحملهم الاخير مسؤولية الخيانة و ترك خنادقهم للقوات العراقية المشتركة ، حتى بات الاسايش والبيشمركة والبارتي يقف على صفيح ساخن من الازمة التي اضعفت وارهقت الاقليم، بعد ان كان يرقص على جراحات بغداد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا