الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سدود اثيوبيا الثلاثه الجديده تستكمل الكارثه المائيه

عدلي محمد احمد

2017 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


سد النهضه اصلا ليس " فكيره " اثيوبيه , بل مشروع امريكي الاصل اطلق عليه مشروع النيل الازرق , جرت بلورته من جانب مكتب استصلاح الاراضي الامريكيه في العام في مواجهة مصر الناصريه , وهو مشروع مكون من اربع سدود احداها هو سد النهضه علي الحدود المصريه السودانيه ولذلك اطلقوا عليه سد الحدود , اما الثلاثه سدود الاخري فهي سدود مندايا ومابيل وكارادوبي , واجمالي مخزون هذه السدود يعادل تقريبا 71 مليار مترمكعب اي ما يعادل تقريبا مخزون سد النهضه المستهدف من جانب النظام الاثيوبي, واكبرها كارادوبي بحوالي 32 مليار , ثم مندايا 15 , ويليه مابيل 13مليار , ثم سد الحدود بحوالي 11 مليار.
النظام الاثيوبي وخلفه الامبرياليه العالميه لم يحولا هدف هذه السدود من الكهرباء الي الزراعه مع توليد الكهرباء فقط, ولكنهم اختزلوا مخزون هذه السدود في مخزون سد النهضه المشئوم , حتي يمكنهم انتزاع حق بناء هذه المشروع علي نهر النيل الازرق علي حساب حصة مصر والسودان , فطرح اربع سدود غير طرح سد واحد بالتاكيد ,رغم استمرار الخطوره بالطبع نظرا لان مخزون السد الذي قررت اثيوبيا طرحه للتنفيذ ( النهضه ) ,معادل لمخزون السدود الاربعه.
ورغم ان ذلك السلوك اثار في وجه اثيوبيا اعتراضات اضافيه , فيما يتعلق بامان السد المقام علي ارتفاع لا يقل عن 1350متر من سطح الارض , وهي اعتراضات فاقمت بالتأكيد من فزع المصريين الاصلي مع ضخامة هذا المخزون الذي لم يكن يعني الا الاستيلاء الاثيوبي علي كامل مياه نهر النيل الازرق .
ولكن لم يكن هناك من وجهة النظر الاثيوبيه من بد , مع ادراكهم ان طرح الاربع سدود لن يحل المشكله طالما انها بهذا المخزون الكبير , بل سيمنح مصر الاصرار الذي قد يحظي بوجاهه اكثر من اقتصار السدود علي سد الحدود وفقا لمخزونه الاصلي المقترح لدي مكتب الاستصلاح اي 11 مليار.
الان اثيوبيا نجحت بالفعل مع خيانة حكم السيسي وراسماليته التابعه , في انتزاع سد النهضه مع مخزون السدود الاربعه اي 74 مليار متر مكعب من مياه النيل , اي تصريف النيل الازرق بالتمام والكمال.
فاصبحت بالتالي امام مهمة الرجوع لمضمون مكتب الاستصلاح الامريكي , الذي لم يقترح الاربعة سدود الا لامكانية توزيع المياه علي كمساحه واسعه نسبيا , خصوصا وان الاراضي التي يمكن زراعتها في منطقة بني شنقول المقام عليها سد النهضه اصلا محدوده.
وهكذا يتضح لنا ان قصة السدود الاربعه الجديده لن تؤثر علي حصة مصر والسودان المائيه التاريخيه, فهذه الحصه في الحالتين , سد واحد او حتي الف سد " خطفها الغراب وطار ".
ولكن عودة اثيوبيا الي ما حدده مكتب الاستصلاح الامريكي , تهمنا من زاوية فضحها لحدود الامان في سد النهضه , الذي تؤكد وجهة العوده للاربع سدود انه مجرد سد مؤقت , فكرته التصميميه اساسا سياسيه قبل ان تكون هندسيه , فالمؤكد ان الاخيره تحمل ثغرات فادحه مع هذا المخزون الرهيب , علي هذا الارتفاع الشاهق في منطقه بركانيه شهيره كهضبة بني شنقول , حدود خطورة هذه الثغرات في "الراوي الاثيوبي " , الذي تشير هرولته السريعه واستجابة البنك الدولي السريعه ايضا للمساهمه في التمويل الي اننا ازاء مؤامره لا تقتصر علي نهب المياه بل تمتد للتهديد بطمر السودان وتعريض مصر لمستويات عاليه من الخطر يصعب تحديدها نظرا لاننا سنكون حال انهيار سد النهضه الي شئ لم تمر به مصر من قبل , اخفاء اثيوبيا لتصميم السد يؤكد علي المؤامره , اللجؤ الي الشركه الايطاليه المغموره التي تقوم ببناء السد يشير الي جريمه , فكيف يتصدي لبناء هذا السد الضخم المخزون شركه متواضعه جري التعامل معها بالامر المباشر , بعيدا عن اي مناقصات موجهه لكبريات الشركات العالميه المشهوره , كما جري الامر مع السد العالي.
كما تهمنا ثانيا , من زاوية ما تثيره من علامات استفهام حول الهدف من مشروع النيل الازرق برمته , والهدف الاصلي بالطبع لسد النهضه الآن , فسد النهضه الكبير المرتفع جدا بحكم ضخامته واحجام توربيناته , حتما سيولد من الكهرباء ما يعادل تقريبا او اقل قليلا مما ستولده الاربعة سدود , خصوصا وان التكاليف المرتفعه لانشاء هذه السدود الثلاثه في مندايا وميبل وكارادوبا , تحتاجها اثيوبيا لانشاء شبكة توزيع كهرباء سد النهضه الذي سيبدأ التوليد مع الفيضان الجديد في شهر يونيو المقبل , وكيف يقبل البنك الدولي المساهمه في توفير تكلفة هذه السدود الثلاثه في ظل هذا الاستفسار ؟
هذه الاسئله المشروعه منطقيا لا تؤكد لنا الا ان الهدف الاصلي هو توزيع السدود من اجل ري اوسع مساحه من الاراضي الزراعيه , والقابله للزراعه , وايضا توليد الكهرباء وتوزيعها بتكاليف اقل من نقلهاالي هذه المناطق الداخليه المستهدفه للزراعه في اثيوبيا , كما هو الحال مثلا مع السد العالي .
كما تهمنا ثالثا , من زاوية ما سيترتب علي هذه العوده من تأمين خصوصي لجريمة نهب حصتنا التاريخيه , فاثيوبيا تدرك جيدا ان حكم السيسي لن يطول به المقام , ووثيقته يمكن للشعب مع وقوع الكارثه بالفعل ان يدوسها بالاقدام , فمن هنا فان احتمال ضرب سد النهضه عسكريا يظل احتمالا مهددا خصوصا مع ما سيكتشفه الشعب المصري قريبا من شروع في افناؤه , ومن هنا فان توزيع دم الجريمه علي عدة سدود يضعف من تأثير وخطورة هذا الاحتمال , فضرب سد واحد يختلف بالطبع عن استهداف ضرب اربعة سدود.
ومهما يكن من شئ , فان الشعب المصري لن يستطيع ان يوقفه اي شئ عن الدفاع عن حياته ومياهه مهما بلغ اجرام النظام الاثيوبي والمتعاونون معه في مشروعه المشئوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -