الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحمة السورية (1)

حكمت حمزة

2017 / 11 / 20
الادب والفن


إلى نور الشمس انطلقوا في جوف الظلام
يسرقون أملا من عبق عطر الياسمين
ينتهي ذاك الليل في أفئدتهم المتوجعة
ليكون هواء السلم في أيدي الجميع
من نبض قلب من سبقوا أرواحنا
من حروف شعر خطه ثوار قلعتنا
أطياف ثوار الجياع تحركت نحو الأمل
وجياعنا ليسوا جياع الزاد والماء
من قال أن جاسوسا انبثق ثائرا
جاهل بأرق أجزاء الطبيعة
وحاقد إن لم يجد أحدا يبيعه
فحشرجة الأبرياء لم تكن
في أي يوم جاسوسا عميلا
أًصوات جراح مثخنة بالعويل
لم تكن يوما مسمارا
يدق في نعش الحرية والسكينة
أنتم يا من تقاسمتم بقايانا
تجار الحياة والممات والقرية والمدينة
أما نحن فلسنا سوى براعم
أبت أن تنمو إلا في حقل أشواككم
لم تحصد منها سوى الأوجاع والندم
أرضعتمونا القهر في جنباتنا إبرا
و تحملناها...عندما كنا صغارا
سقيتمونا الذل في ربيع خطوتنا
نخرتم رؤوسنا في كل مدرسة
شعارات...نفاقا أو أكاذيبا
وتحملنا رغم نعومة أكفنا
تعودنا الوقوف تحت الأمطار
تآخينا وحبات الثلوج على وجناتنا
فحتى مظلتنا التي نحتمي بها
سرقتموها لتأخذوا منها قماشا
تسترون به عورات ما عملتم
فكنتم عراة وما زلتم عراة
كل ذلك مضى في حياتنا
والألم يخط قصتنا على أجفاننا
كي نراها في أحلامنا ولو نمنا
تأكلت أجسادنا وأنتم يا ديدان الأرض
من تغذى عليها جشعا
ولم تتركوا لنا إلا
أعصاب الأه وحناجر الويل
أحسبتم أن لن نستطيع صبرا
وأن الحنظل الذي تجرعناه
سينسينا حلاوة الحرية
خسئتم فلو كنتم بشرا
لعرفتم ما يفعل الإنسان
إن أحس بضياع البشرية
وأنتم فقدتم أحاسيسكم
ونحرتم كل أعناق المشاعر
بريق الذهب أعمى عيونكم
والأفق ما عاد أمامكم جميلا
واختفت كل الألوان ما نواظركم
فلم تروا إلا اللون الأخضر
ويا ليته كان لون المروج والأشجار
أو لون بستان في حضانة الإزدهار
ولكنه لون قذارتكم، فضلات أسياد الدولار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل