الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اللاَّمُبَالاَةِ..!

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


كل يوم ننهض و نقوم بأعمال اعتدنا على القيام بها ، ليس مهما من هو الأكثر عملا طالما المرأة و الرجل أصبح الاثنان يتبادلان الأدوار، في البيت و في العمل، كنت يوما على متن حافلة عائدة إلى البيت و قد أرهقني التعب، فإذا بدوي (من أهل البادية) جاء لزيارة ابنته تزوجت حديثا، و رجل آخر من أهل الحضر، كنت استرق السّمع لحديثهما، قال الأول ( البدوي) هل النساء عندكم يخرجن يوميا و بهذا الشكل؟، ردّ ابن المدينة: نعم، ثم أضاف طالما هي تساعدني في جلب القوت و لوازم الحياة اليومية، أقوم أنا بمساعدتها في غسل الأواني و تنظيف البيت، و أحيان أتكفل بأخذ الأولاد إلى الروضة، و في المساء أعود بهم إلى البيت، ليس القصد طبعا الحديث عن واجبات المرأة و الرجل و من له الدور الأكبر في الحياة، أو أناقش قضية خروج المرأة للعمل أو بقاؤها في البيت للإنجاب و تربية الأولاد فقط، و إنما أردت أن أناقش مسألة تبدو لي في غاية الأهمية..
إنه الروتين المُمِلُّ، فنحن كل يوم نعيد نفس الأعمال منذ طلوع الفجر إلى قدوم الليل ، و أحيانا دون توقف أي منذ طلوع الفجر إلى غاية الفجر الجديد، ولمّا تشغلنا قضية ما، تجدنا نطيل التفكير فيها و الكتابة عنها، و كأن الحياة مركبة على تلك القضية فقط، حتى عندما نتصفح الصحف و المجلات نجد أن ما نشر اليوم أعيد نشره بصيغة مختلفة، و أن ثمّة خللا ملموسا في ما يُكْتَبُ و يُقَدَّمُ، قد لا يقنع الآخر الذي يبحث عن التغيير و التنوير لا التطبيل و المجاملات، و للمسألة مسببات كثيرة، الحديث عنها غير مناسب هنا ، فلكل مقام مقال، طبعا كل واحد و ما يشغله من متاعب الحياة في عصر طغت عليه الماديات و المصالح، حتى مع الأقربون، حياة تعددت فيها الهموم و المشاكل و الأمراض و الأزمات، و كلما تسمع إلى همّ الآخر تنسى همومك، و إن كانت هذه سُنَّةُ الحياة، فقد صبغت "اللامبالاة" حياة البشر، و لو سألنا كل واحد ماذا تعرف عن اللامبالاة؟ لوجدنا ألف إجابة، و كل إجابة تشبه الأخرى أو تختلف عنها بدرجات متفاوتة.
الأمر طبعا متعلق بالسنّ و الجنس ( المرأة و الرجل) و المستوى الثقافي و الاجتماعي، و خصوصية المجتمع الذي نعيش فيه، و طريقة تفكير كل واحد منّا، كما هو مرتبط بالنظام، و الإيديولوجيا و حتى العقيدة، و الحقيقة ليس الروتين وحده ، بل التهميش و ألإقصاء كذلك يقودنا إلى اللامبالاة ( عند النفوس الضعيفة طبعا) ، فلحديث عن "اللامبالاة" يستوجب إعادة صياغة بعض المفاهيم والتصورات اللازمة، مثل الواجب أو الالتزام، الحق، الضمير، الإنسانية، الحب و الكراهية، العدائية، الاستعمار و القابلية للاستعمار، الظلم و العدالة، الأخلاق و القيم، المبادئ، الذمّة، الإيديولوجية، السلطة، الديمقراطية، الرأسمالية و الاشتراكية، التدين و اللاتديُّن، الدين و اللادينية، العِلْمُ و الثقافة، العمل، التنمية ، الوقت ، الحوار، التغيير ، التجديد، التقدم و الحضارة، و غيرها من المفاهيم التي غابت عنّا، أو التي لم نعد نؤمن بها، و لم نعد نولي لها أي اهتمام أو اعتبار، لأن المادة قتلت فينا تلك الروح النقية ، فأصبحنا نعيش الروتين الممل، نأكل و ننام مثل الحيوان، و قادنا هذا الروتين إلى الشعور باللامبالاة، في كل شيئ، حتى مع أنفسنا، حيث أصبحنا لا نفرق بين الأنا و الآخر، و لا نفرق بين الثابت و المتغير، و بين المقدس و الغير مقدس، و لا نعرف إن كنا أحياءً أو موتى بالحياة - و الفاهم يفهم -
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد