الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما سقط الحياء من وجوه حكام العرب

حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)

2017 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية



أظهر لقاء وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية، مدى ما وصلت إليه الأنظمة العربية من سقوط وتردي على مستوى غير مسبوق، فلم يكن هذا الإجتماع لإيجاد حل للأوضاع في اليمن ووقف حصار الشعب اليمني وتجويعه والتنكيل به، ولكنه جاء تنفيذا لتعليمات السيد الأمريكي حيث لم يعد هناك من يخفي عمالته وتبعيته للغرب وللكيان الصهيوني.

وتجلّى ذلك في تصريح وزير الخارجية البحريني بدون مواربة أن وجود نظام بلاده يعنمد على ما يوفره الأسطول الخامس الأمريكية على أرضه من حماية، أي أن مصير هذا النظام بين يدي أمريكا وعليه أن يقدم لهم كل ما يبتغون من تمويل ودعم سياسي ويقوم عنهم بالأعمال القذرة.

ولذلك يجتمع هؤلاء بإشارة من السيد الأمريكي وطفلته المدللة إسرائيل لمهاجمة من يزعج إسرائيل ويطالبون نيابة عنهما بنزع سلاحه بل أنهم يمعنون في إظهار موالاتهم وخضوعهم، ولا يمانعون في شن حرب على من تعتبره إسرائيل تهديدا لها.
فإذا رأت إسرائيل إن سلاح حزب الله يجب أن ينزع سيطالب هؤلاء بنزعه وإذا رأت أن حكومة حماس تمثل تهديدا لها فليضغط الجميع على حماس للتنازل عن حكومة القطاع، بل أكاد أجزم أن الحرب في اليمن والتنازل عن تيران وصنافير، لم تكن إلا لتمد إسرائيل سيطرتها على مداخل ومخارج البحر الأحمر بلا منازع.

وقديما قالوا أنه عند وقوع جريمة يجب أن تبحث عن المستفيد، ولا أرى هناك مستفيد من كل هذا القدر من القتل والدمار والتخريب وإهدار الثروات وقمع الشعوب وقهرها والتنكيل بها في منطقتنا المنكوبة، إلا الطرف الإسرائيلي.
فالأن فقط أصبح الحلم الإسرائيلي حقيقة، والأن فقط تم تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير الذي كانت تعد له إدارة جورج بوش الإبن منذ سنوات وتحولت منطقة الشرق الأوسط لدول فاشلة متصارعة تقتل بعضها على أسس عقائدية وعرقية.

وبنظرة فاحصة سيتبين لك أن نفس الأنظمة التي تعلن صراحة بلا خجل ولا مواربة عن دعمها للكيان الصهيوني ويبادلها الكيان الدعم، هي نفس الأنظمة التي قادت بلادها نحو الفشل بكفاءة تامة، وبددت ثروات شعوبها وأثقلتهم بالديون وقمعت كل صوت مخلص يطالب بالإصلاح والتنمية وحماية مصالح الشعوب العربية.

إن مستقبل المنطقة برمتها واقع في يد مجموعة من المغامرين العابثين الذين لا يعنيهم إلا الإبقاء على مصالحهم الخاصة والعيش في ترف وبذخ حتى لو على حساب جوع شعوبهم وإنهيار بلدانهم، فهم قد اشتروا لأنفسهم أوطان أخرى غير تلك التي باعوها رخيصا وعندما تغرق السفينة سيكونوا أول المغادرين.

أما المآساة الكبرى فزمرة المطبلين والمزمرين المصاحبة لهم والذين يزينون الباطل ويقودون الشعوب كالقطيع نحو الهلاك، وهذه لعمري الخطيئة الأعظم.
إن هذا هو العصر الذي أصبحت فيه الخيانة "وجهة نظر" كما هو الحال في مقولة ناجي العليّ الشهيرة " أخشى ما أخشاه أن تصبح الخيانة وجهة نظر"

إن التحالف مع الكيان الصهيوني ضد شعوب عربية وإسلامية بل وقصفهم ومحاصرتهم وتجويعهم أصبحت مجرد "وجهات نظر" أما الشعوب العربية فمن منها لم يخضع لضغوط المصالح يتعرض يوميا لعمليات غسيل مخ، ومن يحتفظ بفطرته ومبادئه إما معتقل أو مطارد أو مشغول بلقمة عيشه.

نحن في إنتظار الهزة القوية التي إما أن تزيل الخبَث وتترك بلداننا حية نقية، أو تقضي عليها قضاءا مبرما لا رجعة فيه، وعسى أن تكون قريبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت