الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر الرياض وتعويم بشار

محمد أحمد الزعبي

2017 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



بينما كنت أتجول بين عدد من الفضائيات ، في إطار متابعتي لما بات معروفا ب " مؤتمر الرياض الثاني " أي عمليا مؤتمر المعارضة السورية ، الذي دعت إليه " السعودية " ، تنفيذا لأوامر عليا صدرت ـ والله أعلم ـ من " فوق " إلى " تحت " مرورا بالسيد المحترم (!!) " دي مستورا " . أقول بينما كنت أتجول بين هذه الفضائيات ، استمعت إلى الإستقالة الجماعية للسيد رياض حجاب رئيس اللجنة العليا للمفاوضات وفريقه من المهمة التي كلفهم بها مؤتمر المعارضة السورية الأول الذي انعقد بدوره في الرياض بتاريخ 8 ـ 10 ديتسمبر 2015 . ودونما تذاكي أو تشاطر ، فإن مؤتمر الرياض الجديد ( الذي سيعقد غداً الأربعاء في الرياض )، يعتبر ـ برأينا ـ انقلابا سعوديا على مؤتمر الرياض الآول ، من حيث أن مقررات المعارضة السورية في مؤتمر الرياض الأول أكدت على ضرورة استبعاد قاتل الأطفال بشار الأسد من الرئاسة السورية في إطار تشكيل هيئة الحكم التي ستنبثق عن محادثات جنيف ( 2017 ) مع وفد النظام برئاسة بشار الجعفري ، والتي ( المباحثات ) كانت مرجعيتها الأساسية ( بالنسبة لوفد المعارضة ) هي نقاط كوفي عنان الست التي نصت في نقطتها الأولى على تشكيل هيئة حكم تعتبر بعد نقل صلاحيات الرئاسة كاملة إليها البديل الفعلي لبشار الأسد ، وهي المرجعية التي باتت معروفة باسم " جنيف 1 " . أي أن مؤتمر الرياض الثاني ( الجديد ) سيكون بمقرراته المحتملة على الغالب انقلاباً على " جنيف 1 "
إن التوافق الثلاثي السعودي الروسي التركي الجديد ، وتلك المؤتمرات البوتنية التي لا يعرف رأسها من ذنبها في أستانا وفي سوتشي وفي أنقرة وفي جنيف واليوم في الرياض ( مؤتمر الرياض الثاني الذي سبينعقد في الرياض بتاريخ 22 نوفمبر 2017 ) ، إنما تدور جميعها ، وبعد التوافق الأمريكي الروسي ،( السري والعلني ) حول شطب جنيف واحد ( جنيف 1) من معادلة الثورة السورية ، وصولا إلى مرحلة " تقاسم الكعكة السورية " أ، ي عمليا وتطبيقيا الموافقة على بقاء بشار الأسد رئيساً للجمهورية العربية السورية حتى الانتخابات الرئاسية القادمة ، والتي سيكون له الحق آن يترشح فيها وللمرة الثالثة بعد عملية التوريث وتعديل الدستورالمضحكة المبكية المعروفة ، وبالتالي ( ربما ) رابعة وخامسة إلى أن يلقى وجه ربه ويسلم الراية للمحروس ابنه حافظ ، تماماً كما تسلمها هو من أبيه حافظ قبل وفاته . وهذا كله خوفاً من أن تفاجئ الديمقراطية السورية الجميع بما لايشتهون .إنها " فوبيا الديموقراطية " ! .
لقد أدت هذه العملية التوريثية الطائفية المشؤومة والموافق عليها من" اسرائيل " ورعاتها وحماتها ، كما هو معروف ومشاهد للعيان ، الى تدمير سوريا تدميراً شبه كامل وشبه شامل ، وتهجير أكثر من نصف سكانها ، وقتل حوالي مليون مواطن ( إنسان ) من سكانها ، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال والشيوخ ، ناهيك عن الإخفاء القسري لمئات الألوف ، والسجن والاعتقال لمئات ألوف أخرى، وذلك على يد هذا النظام الطائفي المجرم وآعوانه الداخليين والخارجيين ولا سيما الجيش الروسي ( البطل!!) وقوات قاسم سليماني وحسن نصر الله ، وبكلمة واحدة كل أعداء الحرية و الديموقراطية وحقوق الإنسان بل وأعداء مبدأ المواطنة والمؤاخاة الذي كان يسود في سوريا قبل 1963، أي قبل الإنقلاب العسكري الذي ادعى أصحابه كذبا أنهم إنما جاؤوا لإنها حكم الإنفصال ، وإعادة الوحدة ( الجمهورية العربية المتحدة ) ،ولكن النتيجة كانت ، إنهاء الإنفصاليين وتثبيت هذا الانفصال ، وإحلال نظام ديكتاتوري ـ عسكري ـ طائفي على أنقاضه وعلى أنقاض الجمهورية العربية المتحدة أيضاً ، ولكن في ظلال " أذاروبحار الدم " التي تمثل عنوان سلسلة المقالات التي ينشرها السيد محمد فاروق الإمام حول سلوك نظام " ثورة 8 آذار 1963 " في سوريا ، والذي يعتبره السيد الإمام نظاما للبعث ، والبعث - من وجهة نظرنا - منه براء . إنه نظام طائفي مرفوض من الشعب السوري بكل مكوناته ، وهو ( نظام عائلة حافظ الأسد ) ـ أيضاً من وجهة نظرنا ـ في طريقه الى الزوال ، إن لم يكن اليوم فغدا ، وإن غداً لناظره قريب .

إن الكاتب يربأ بحكام المملكة العربية السعودية ، أن يقعوا في الفخ الذي نصبه لهم بشار الأسد وحلفاؤه ، وأن ينتقلوا من خندق الثورة السورية الى خندق نظام عائلة الأسد الطائفي المدعوم والمحمي من روسيا ومن نظام ولاية الفقيه ومن حزب حسن نصر الله التابع لنظام " ولاية الفقيه !!" . إن لعبة الضحك على الذقون ،الروسية الأمريكية يجب ألا تنطلي على إخوتنا في السعودية وتنقلهم من خندق الثورة (ثورة آذار 2011 ) التي كانوا يؤيدونها ذات يوم ، على استحياء ، الى خندق الثورة المضادة ،ليس للثورة السورية وحسب ، وإنما لكافة ثورات الربيع العربي . ويرجو الكاتب من جهة أخرى ، ألاّ يكون صحيحا ماتناقلته بعض وكالات الآنباء عن زيارة بعض المسؤولين السعوديين الكبار إلى" إسرائيل"التي تحتل أرضنا وتقتل شعبنا العربي الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه ، وعن التحالف معها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التي لايمكن التنكر لأخطائها ولا لمواقفها السلبية القاتلة ضد الثورة السورية ، وضد الأمة العربية ، ولا سيما أن هذه المواقف الفارسية والطائفية ، باتت ملأ السمع والبصرفي كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن . بل وباتت حديث الساعة في كل وسائل الإعلام العربية والأجنبية .
نعم إن الكاتب لاينكرعلى السعودية حقها في الدفاع عن نفسها ، وخاصة بعد وصول الصاروخ البالستي الإيراني إلى كرمها ، ولكن ماينكره عليها هو أن تستعين وهي بلد الحرمين الشريفين وقبلة اكثر من مليار ونصف مسلم ، على عدو بعدو آخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر