الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَدَثَ ذاتَ صباحٍ خَرِيفِيّ كاملاً وَ مُنَقَّحاً

وليد الأسطل

2017 / 11 / 22
الادب والفن



يُضِيءُ لِيَ النّورُ أشياءاً،
وَ يُطْفِئُ أُخرَى كانَ قد أضاءَهَا لِيَ الظّلام.

ما أَجملَ مَشهَدَ النُّور، و هوَ يَقِفُ على شَفِيرِ الظّلام،
أو حِينَ يَشرَعُ في التَّفَتُّحِ مُدَاعِباً وَجْهَ الصَّباحْ؛
فَيَصْحُو الصّباحُ مُتَوَرِّداً خَجَلاً..
مُتَرَدِّداً كَأَوَّلِ اِعترافٍ بِالحُبّ،
و يَسِيرُ إلى مَجْلِسِهِ مُتَعَثِّراً كَنَظَرَاتٍ عاشِقَةٍ
يَخْشى عليها صاحِبُهَا الإِفتِضَاحْ.

يَفْتِنُنِي المَشهَدُ؛ فَأَتَزَلَّجُ عَلَيْهِ بِبَصَرِي
مُحاوِلاً التَّمَتُّعَ بِمَفَاتِنِه، مِثلَ خَرِيفٍ ماجِنٍ يُدَاعِبُ جَسَدَ البَرِّيَّةِ؛
فَيَلِينُ لَهُ تَوَحُّشُهَا.. تَنْزَعُ عَنْهَا ثَوْبَهَا، حِينَ يُثِيرُ شَهْوَتَهَا،
ثُمَّ يَتَوَلَّى عَنهَا حَزِيناً حِينَ يَكْتَشِفُ أَنَّهُ عِنِّين.

الذِّكرَيَاتُ بَقَايا الأَمس المُتَرَسِّبَة في قَاعِ الرُّوح..
تَمُوجُ مِنْ حِينٍ إلى حِين؛ فَتَجْعَلُ القَلبَ بَحْراً تُهَيِّجُهُ صُوَرٌ،
وَ تُهَدِّئُهُ صُوَرْ.
أَتَحَسَّسُ جِهَةَ قَلْبِي خائفاً.. يا حُبّ لَا يُوجَدُ في صَدرِي ما تَبْحَثُ عَنْه.

يُغَازِلُنِي البُكاءُ فَأَصُدُّهْ.. يَتْبَعُنِي إلى البَيْت،
و يُلْقِي بِنَفْسِهِ على شَعْرٍ يَرْقُدُ على مِشْطِ مَنْ رَحَلَت؛ فَأُغْرَمُ بِه..
أَحْضُنُهُ وَ يَحْضُنُنِي.. يَقُولُ لِي: طِبْ خاطِراً؛ فَلَيْسَ الحُبُّ أَحَنَّ عَلَيْكَ مِنِّي.

يُرْهِقُ القَلْبُ الشَّاعِرَ حُبّاً؛ فَيُرْهِقُهُ الشَّاعِرُ شِعْراً.

لَمْ أَدْخُلْ البارِحَةَ مَدينَةَ النَّوْم؛ فالبَوَّابَةُ أَغْلَقَهَا الحُبّْ،
لَكِن لا بَأْس؛ فَقَدْ دَخَلَ قَلَمِي مَدِينَةَ الوَرَقْ.

يَسِيلُ صَبْرِي مِنْ شُقُوقِ تَحَمُّلِهْ..
لَقَدْ شَاخَ الأَمَلُ كَثِيراً؛ فَمَتَى يَمُوت؟
أَبْكِي وَ أَبْكِي وَ أَبْكِي؛ فَأََجِدُنِي كَفَفْتُ عَن حُبِّهَا!
تُرَى لِمَاذَا كَفَفْت ؟!
هَلْ كُنْتُ في الهَزِيعِ الأخِيرِ مِن حُبِّهَا وَ مَا دَرَيْت
أَمْ تُرَانِي ذَرَفْتُ حُبَّهَا حِينَ بَكَيْت؟!

سَأَسْتَسْلِمُ لِلحُبِّ أو أَفِرُّ مِنْه..
لَنْ أُرْسِلَ قَلْبِي لِمُلَاقَاتِهْ.. سَيَخُونُنِي وَ يَلْتَحِقُ بِهْ؛
فَقَلْبِي قِطْعَةٌ اِغْتَصَبْتُهَا مِنْه.
يَا حُبُّ يُطارِدُكَ الجَمِيع.. سَأُقَايِضُكْ:
أُخَبِّئُكَ عِنْدِي، على أنْ أُظْهِرَكَ لِمَنْ يَسْتَحِقُّكْ.

يُحَاوِلُ الحُبُّ وَهْبِي لِلزَّوَاجْ.. أَسْتَرْحِمُهُ؛ فَيَهَبُنِي لِلْحِبْر.
هُوَ ذَاكْ.. لِغَيْرِي الزَّوجَةُ وَ الوَلَدْ،
وَ لِي مِحْبَرَةٌ مَلْأَى وَ لَوْ بِدَمْعِي.
يَا حُبُّ أَزِحْ ضَبَابَ مَشَاعِرِي، كَيْ تَسْطَعَ لُغَتِي، وَ يَتَّضِحَ لِي دَرْبُ القَصِيدَة..
هَبْ لُغَتِي مَا لَمْ تَهَبْنِيه الحَيَاة.. هَبْهَا عَصَا مُوسَى، وَ هَبْهَا لِلْحَيَاة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-