الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يصنع المال سيادة مزيفة

علجية عيش
(aldjia aiche)

2017 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عادة ما يلعب المال دوره كوسيلة لتحقيق أماني الإنسان و يكون له دور كبير أيضا في تكوين نزعة الجاه، و يكون له ذاتا اجتماعية يحسب لها ألف حساب، فشكل لنفسه مفاهيم خاصة به، حتى لو كانت الأغلبية غير متفقة على تشكيلها، و جعلها قاعدة في حياته، لقد أصبح البعض يفتخر بماله و بملكيته للأراضي و العقارات، و قد دفعه حب العظمة إلى التبجح على حساب الآخرين ، و يلعب بمقدرات و مواهب غيره..، ما يؤسف له هو أننا نرى بعض الناس ينساقون حوله وينقادون لأهوائه، و يمجدونه بالباطل..، إنه السيّد المزيف، الذي حقق سيادة لا يستحقها، و خلق نظاما قائما على القوّة، و قد يرتكب أبشع الجرائم من أجل الحفاظ على مركزه الذي وصل إليه بواسطة المال، و لا يهم مصدره حلال أم حراما.. ثم يوجهه وجهة غير صحيحة و غير سليمة، و قد يأتي بشيئ لا يخدم المجتمع.. ، يقدم له أشياء تافهة في جوهرها، و يصنع بها عالما تسوده الفوضى، خدّر عقول الشباب بالأكاذيب و الخطابات المزيفة، و في كل مرة يعده بأن يسلم له المشعل الذي هو أكبر كذبة أطلقها من بيدهم زمام الأمور..
أعطى الشباب لهؤلاء حجما أكبر من حجمهم..، فظلوا في مناصبهم و قد اشتعلت رؤوسهم شيبَا..، و ظل هو (أي الشباب) يحلم بهذه الكذبة و ينتظرها في كل موعد انتخابي، و علق آماله عليها..، و لما عاش الكذبة شعر باليأس، و لم يعد يؤمن بالغد، و في عالم تاه في أورقته المظلمة، راح يبحث عن منفذ، بعضهم استسلم للكحول و المخدرات حتى ينسى و حتى لا يشعر بالمذلة، ، و آخرون اختاروا الموت عبر قوارب البحر، هكذا ضاع الشباب، و هو يهرب من شبح الخوف من المستقبل، من الإنهزامية..، فما يحدث في الساحة السياسية خير مثال عن جرائم أخلاقية كثيرة ترتكب في حق الناس، و أن أياد كثيرة تحرك الأمور في الخفاء، تدفعها إلى قتل القيم و المبادئ، يصبح كل شيئ مباح، و هو ما شاهدناه طيلة الحملة الانتخابية و التي سبقتها، و ما تبعها من سلوكات و اتهامات، و كلام لا يرقى إلى مستوى الخطاب السياسي، و لا يرقى إلى المستوى الذي يطمح إليه المجتمع.
نتساءل من المسؤول عن هذا الانحطاط الأخلاقي، الفكري في المجتمع ؟ فنحن نقرأ يوميا عن جرائم متعلقة بالقتل و السرقات، و التزوير و التهريب و الاختطاف للقُصَّرِ، و جرائم الشرف و الخيانة، و لم نسأل يوما من هو المسؤول الحقيقي عن هذه الجرائم؟ ، فالمُحَرِّضُ أكثر إجراما من مرتكب الجريمة، نعم المحرض على القتل و على السرقة و على القذف في الآخر هو المسؤول الأول باعتباره صاحب الفكرة، أما المنفذ فهو شبه أداة في يد المحرض، لأنه انصاع لآرائه و وقع تحت سيطرته، و هكذا يستمر الصراع، و لن يقدر الشباب على تجاوز هذه الأكاذيب، لأن صانعيها حولوها إلى قيمة مثالية و قننوها و وضعوا لها شعارات مزيفة لازمت حياتهم، و محاربتها تحتاج إلى ثورة جديدة بثوب جديد بفكر جديد، بجيل جديد يتحرر من ها العبث، و يعرف كيف يعيش سيادته هو لا سيادة غيره، هكذا يصنع المال سيادة مزيفة ، و قد قيل في القديم: "أعرف الحق و هو يحررك".
علجية عيش








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني