الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!

عبد الرحمن جاسم

2006 / 2 / 24
كتابات ساخرة


بدايةً لا تنزعج، وقبل كل شيء، لا تتضايق، فأنت لا قيمة لك لتتضايق، أو ليحسب لإنزعاجك قيمة، أو حتى أن ينظر تجاهك على أساس أن لغضبك أي تاثير أو حدث! إنفعل إذا اردت، ومزق داخلك بقطع من زجاجك الداخلي، ولكن افهم ببساطة أنك عاجزٌ مثل كل الثكالى والخصيان وعبيد السلطان.
يوم غد لن تغتصب شقيقاتك أو نساءك، بل ستغتصب أنت، ولن يجتاح بيتك بل ستجتاح أنت، ولن يقف أعداءك على حدود شرفك الرفيع، بل سيغوصون في أعماقك ويأخذون كل ما يريدون، وأنت لا تنزعج، لأنه لا قيمة لك. أنت حتى لا تجرأ أن تصرخ بوجه سلطانك، فكيف بوجه السلاطين الآخرين.
في الأيام القادمة، لن تعرف كيفية الصراخ، لأنه وكما تعلمنا الطبيعة، فإن الكائنات التي لا تستعمل عضواً معيناً من جسدها تفقده بعد حين، وأنت بت تفقد كل شيءٍ تباعاً، من يدك التي تضرب إلى قدمك التي تركل إلى صوتك الذي يصرخ، غداً، سوف لا يكون لصراخك مكان، فالحيتان على سبيل المثال كانت يوماً لها أقدام لتمشي بها على الأرض، ولكن بعد حين، فقدتها، وهكذا أنت ستفقد حتى المقدرة على الكلام، ولماذا الكلام، فهم يتكلمون عنك، ثم لماذا يحتاج مثلك إلى الكلام؟ فلتصمت، فمن لا قيمة لكلامه، فليصمت.
بعد فترةٍ، سوف تحتاج إلى من يشفق عليك، مجرد شفقة، لكي يعطيك كسرة شرف، تستر بها عريك الأبدي، أخبرني هل تستطيع امرأة عاريةٌ أن تخفي عريها بيديها فحسب من أمام جمهور يحيط بها من كل الجنبات؟ قد تستطيع أن تخفي عريها من الأمام، ولكن كل من يقف خلفها يرى جسدها كاملاً، وقس على ذلك، إنك لا تستطيع أن تخفي شيئاً. كل الكون بات يعرف ما أنت، وما قيمتك، وماذا تستطيع أن تأتي. فلا تنزعج أبداً لا تنزعج، الكل بات يعرف ما قيمتك، فما فائدة حيائك الآن؟
ما فائدة حيائك؟ أو حتى خجلك، فالخجل هو أن تخاف من لوم الآخرين وسخريتهم وتقريعهم، وأنت بت مشهوراً بين كل الشعوب بكونك بلا أي قيمة، ولا تبتئس لن تكون أول الواصلين إلى الحضيض، ولن تكون الأخير، فقد سبقك الكثيرون، ولم يغضبوا ولم يحزنوا، بالعكس –أنا برأيي- إفرح، لأنه لا قيمة لمشاعرك كذلك.
تشيح بوجهك من كلامتي؟ ترفض السماع؟ وتقول أن هذا الحديث لا يخصك أو يعنيك، ومن قال أنني أقوله لك؟ أو أنني أحدثك كي تسمع، فأنا أعرف أنك لا تسمع، ألم تعي ما قلته عن الأعضاء الغير مستعملة قبلاً؟ لا قيمة أبداً لأذنيك، فأنت لا تستعملهما أبداً، وهما بلا قيمةٍ أبداً، فتوقف ارجوك عن محاولة الاصغاء، فأنا وأنت نعلم بأنك لن تفعل، وإذا ما جرى وفعلت، لن تفهم شيئاً.
تعاركني؟؟ أتهددني؟ يضحكني الأمر. اذهب لتهديد أعداءك الحقيقيين، مارس رجولتك هناك، نقطة أخرى، الرجولة ليس أمراً يدعى، وليست هي أن تصرخ على امرأة مسكينة، تسكن في بيتك وتمارس عليها كل أنواع القهر والاستعباد النفسي، وتدعي أنك رجل هذا البيت، أو رجل هذا الزمان.
يا شكل رجل، توقف عن الادعاء لما أنت لست به، واقبل الأمر كما هو، اقبل أنك لست رجلاً كما تدعي، أو كما تحاول أن ترسم للآخرين، واقنع بما في قرارة نفسك، وارمِ عن نفسك عباءة لست تستحقها أورثها لك أجدادك، وارفس السيف والترس والحصان خلفها كلها، ولتمسك بالموبايل وتتمسك به، فهو بقيتك الصالحة في هذا العالم، والحق المغنين فهم زادك الصالح، وبقائك في هذا العالم.
لا تبتأس، فكل ما لديك هو لاشيء، ولا تقترب مني، أو تسلّم علي، فأنا أفضل الموت على أن أكونك، ولا أحاول حتى أن أتفهَّمك أو أفهم موقفك، فأنا أتمنى أن تحرقك نيران كل العالم، كي لا أعرفك!
ثم إنني لا أعرفك! أجل لا أعرفك! لا كنت ولا كانت معرفتك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم