الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حب من سبعينات بغداد

نزار ماضي

2017 / 11 / 25
الادب والفن


عسلٌ رضابُكِ يابنةَ البغدادي ..أحلى من الإيمانِ والإلحادِ
غازلتُها لم تلتفت فلحقتها..ووقعتُ بين شقاوةٍ وعنادِ
ورميتُ سطرًا في حديقة بيتهم ..وذهبتُ ثمّ وقفتُ بالمرصاد
قرَأتهُ ثمّ تلفتت وتنهدت..هل يفعلُ الشيطانُ بعضَ مرادي
ويرنُّ هاتفُهم قبيل الفجرِ إذ ..ركضتْ إليهِ بخفّةٍ وتمادِ
قلقُ الترقّبِ في خيال مراهقِ..والرغبةُ الكبرى بغير رشادِ
كالقطر فوق الورد يهمس صوتُها..وتحارُ بين تمرّدٍ وسدادِ
حسناءُ تخشى اللهَ جلّ جلالهُ..في ضبطِ وقتِ صلاتها المعتادِ
لمن الصلاةُ وأنتِ أحلى ربّةٍ ..يا خيرَ من نطقت لغات الضادِ
وتصوم في السنتين سبعةَ أشهرٍ..وتزورصادقةً مع العبّادِ
هاتفتها والصوتُ يرجفُ نبضهُ..ذاب الجليدُ بزحمة الأضدادِ
وسمعت إيقاعا حريريّ المدى..شهقت له الدنيا بلا أبعادِ
حدثتُها بالحبّ اوّلَ مرّةٍ ..عن حبّ جبرانٍ لميِّ زيادِ
ثمّ انتقلنا والحديثُ يشدّنا..في فكرِ طه حسين والعقّادِ
لنوالِ سعداوي قرأنا قصةً ..فيها من التنوير والإرشادِ
في الأعظميةِ ألتقيها خِلسةً ..قرب الحريري خِيفةَ المرتادِ
في المولدِ النبويِّ يسمحُ أهلها ..يأتي الغزالُ لحضرة الصيّادِ
في الأعظميّةِ نلتقي في مولدٍ ....والكاظميّةِ في وفاةِ الهادي
من سومرَ الحسناءُ هذي مُنيتي..ومَنيّتي إن طالَ فيكِ جهادي
ولأنتِ آخِرُ ما أريدُ وأشتهي..لا تقطعيني يا ابنة الأجوادِ
جلّت ودقّت ثمّ جلّ بها الهوى..ثمّ استوى العرجونُ بعدَ سهادِ
حبٌّ إلهيٌّ وكان إلهُنا .. جذِلاً برغمِ تعدّد الآمادِ
ألِفتْ معابدَهم ولكن روحُها..ضاقت بدين الأهل والأجدادِ
ملّت من التكرار من قفص التُقى..زهقت من العبّاد والزهّادِ
لا دينَ إلّا الحبّ صار شعارنا..والحبُّ منطلقٌ بلا أصفادِ
هذي التي من كنتُ أحلم دائما.. فيها وأعبدها مع الأندادِ
ها نحن نخترق العقائدَ كلّها..لنعيش عالمنا بلا أحقادِ
الأرض قد خُلِقت لنرقصَ فوقها..والوقتُ بين تناغمِ وتضادِ
حرفًا لحرفٍ إذ كتبنا قصّةً ..للحبّ قد رُفعت بغير عمادِ
كلماتنا تحت الخطى مجنونةٌ..والرغبةُ التحمت بحرف الصادِ
حرفا بحرفٍ ثمّ غبنا ساعةً ..في الهمس والتحريف والإنشادِ
جئنا ورحنا ساعةً في ضحكةٍ ..فكأنّها سخرت من الأسيادِ
ولثمتُ ضحكتها فكانت آيةً..في النفسِ والآفاق والأجسادِ
نأبى على التصنيفِ لسنا حالةً ..إنّا نعيد صياغة الأمجادِ
ما بالُ هذا الوغدِ عكّرّ صفوَنا..يترصّد العشّاقَ باستبدادِ
لا خيرَ في طلفاحَ شرَّ محافظٍ..خالِ الرئيسِ وشيخهِ القوّادِ
وتروح فلسفة الشبابِ وتغتدي..حولَ الإلهِ وقسوة الجلّادِ
هذي البلادُ بلادُنا ليست لنا..قد صودرت من ثلةٍ أوغادِ
وأضعتُ بوصلتي وخارت ثورتي..أصبحتُ في نزقٍ بغير رشادِ
عارٍ كأنّي والنمورُ تكاثرت..لا ناصرٌ في الجمعِ والافرادِ
فخذلتُها لمّا هربتُ وعفتُها ... بين النوى وشماتة الحسّادِ
لا حول لي والعذرُ ليس بنافعٍ ..بين المنايا والرئيس السادي
ضاعت حواسّي وافتقدتُ مشاعري..وشنقتُ أفكاري على الأعوادِ
أنعى على الشعراءِ أخطو خطوَهم..وأهيمُ خلفَ هيامهم في الوادي
تتثاءبُ الأشعارُ وسْطَ قطيعِهم..وقطيعُهم يبدو قطيعَ جرادِ
الصمتُ صمتي والضجيجُ ضجيجُهم..وأنا لنفسي أشرسُ النقّادِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي