الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المهمة الأخيرة ل-المعارضة السورية-

أنور يونان

2017 / 11 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


1 – استقالات واستبعاد .. ترقيات قادمة.
لم يكن مستغربا أن يستقيل رياض حجاب من رئاسة هيئة التفاوض ويغيب عن مؤتمر الرياض الأخير كذلك غاب أحمد رمضان جورج صبرة و فاروق طيفور وعبد الحكيم بشار وسهير الأتاسي و منذر ماخوس وخالد خوجة ورياض سيف وسالم المسلط ولؤي حسين و أحمد الجربا ورياض نعسان آغا ومعاذ الخطيب... وغيرهم ممن ركب حمارا سموه "المعارضة السورية"، وحط به في رحال هذه أو تلك من "الدول الصديقة للشعب السوري".
توهم البعض أن الداعي لهذا المؤتمر (السعودية بالوكالة عن أمريكا وروسيا) أقصى هؤلاء "القادة" لمعارضتهم الاتفاق على "الحل السياسي" الذي بدت ملامحه في الأفق. من يقرأ الفقرة التالية من البيان الختامي، يعلم أن استبعاد هؤلاء من المؤتمر، وبالتالي من الهيئة العليا للمفاوضات، جاء "تكريما"، وليس عقابا على مواقفهم التفاوضية المفترضة وغير المجدية. يحفظ لهم هذا "التكريم" حق المشاركة لاحقا في هيئة الحكم الانتقالي والمؤسسات المنبثقة عنها. مشاركتهم تسقط عنهم هذا الحق.
نقرأ :
المؤتمر وبيانه الختامي هو المرجعية الوحيدة للهيئة العليا للمفاوضات، وتشكل الهيئة العليا للمفاوضات مجتمعة الوفد التفاوضي الموحد في بنيته ومواقفه بهدف التفاوض مع ممثلي النظام، على أن "يسقط حق كل عضو في الهيئة التفاوضية المشاركة في هيئة الحكم الانتقالي أو المؤسسات المنبثقة عنها".

2 – النظام مؤسس مرحلة الحكم الانتقالي !
جاء في البيان الموصوف بـ "المرجعية الوحيدة" لهيئة التفاوض ما يلي:
"اتفق المشاركون على أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس دولة تقوم على مبدأ المواطنة، ما يمكّن السوريين من صياغة دستورهم دون تدخل، واختيار قياداتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة وشفافة يشارك فيها السوريّون داخل وخارج سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة، ضمن آلية تصون حقهم في مساءلة تلك القيادات ومحاسبتها، وتحقيق عملية انتقال سياسي جذرية وشاملة لا يشارك فيها، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة، أي مسؤول تثبت مشاركته في جرائم حرب ضد المدنيين."
وإذن فصياغة الدستور واختيار القيادات عبر الانتخابات، هي الأسس التي تقوم عليها عملية "الانتقال السياسي الجذرية والشاملة وأي ترتيبات سياسية قادمة" !
وبالتالي فإن "المرحلة الانتقالية" لن تبدأ إلى بعد أن تتم صياغة الدستور واجراء الانتخابات.
ما دامت صياغة الدستور واجراء الانتخابات ستتم والسوريون يرزحون تحت الحكم الذي ثاروا ضده؛ فمن الضامن، في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها السوريون اليوم، ألا يفرخ الدستور المفترض، والمفروض، نظام استبداد آخر !؟...
ومن الضامن إلى عدم تدخل جيش وقوات امن الأسد في الانتخابات وتزويرها كما عهدها السوريون في كل انتخابات سابقة على مدى نصف قرن!؟
يبقى السؤال : أي حق في المساءلة يبقى للسوريين بعد صياغة الدستور وانتخاب من يمثلهم في المرحلة الانتقالية إن كانت غالبية هؤلاء الممثلين شريكة للنظام!؟

3- هيئة تفاوض مفخخة
باستبعاد الصف الأول من "المعارضة" مؤقتا، (رياض حجاب وشركاه) بات من السهل على روسيا المضي في فرض الحل الذي يناسب مصالحها في سوريا والمنطقة. وذلك من خلال تفخيخ هيئة التفاوض بثمانية مندوبين عما يسمى منصة موسكو ومنصة القاهرة التابعتين للعاصمتين الداعمتين للنظام في سوريا.
منصة موسكو ترفض صراحة البحث في مصير الأسد. ومنصة القاهرة تجد في التصريح بذلك حرجا قد يسيء للنظام المصري. وجود ممثليهما في هيئة التفاوض يسمح بإلغاء شرعية هذه الهيئة بمجرد تسجيل اعتراض علني على مسار التفاوض.
ذلك كان السبب في تحفظ ممثلي منصة موسكو على الفقرة التاليةمن البيان:
"أكد المجتمعون أن المفاوضات المباشرة غير المشروطة تعني أن كافة المواضيع تُطرح وتناقش على طاولة المفاوضات، ولا يحق لأي طرف أن يضع شروطاً مسبقة، ولا تعتبر المطالبة بتنفيذ ما ورد في القرارات الدولية شروطاً مسبقة، أو يمنع طرح ومناقشة جميع المواضيع، بما فيها شكل الحكم ونظامه وصلاحيات سلطاته ومسؤوليه، بما فيها موقع رئاسة الجمهورية، والحكومة وغيرها، وشدّد المؤتمرون على محافظة قوى الثورة والمعارضة على سقف مواقفها التفاوضية المعلنة التي حدّدتها تضحيات الشعب السوري التي لا يمكن التفريط بها على الإطلاق."

4 – تفويض أمريكي لا يعفي من المسؤولية.
إن صح ما تناقلته الاخبار عن تفويض ترامب لبوتين بالاشراف والتنسيق لعملية الحل السلمي الشامل في سوريا، ومن إشارات هذا التفويض استدعاء هذا الأخير لبشار الأسد إلى موسكو وابلاغه أن هذا الحل يقتضي باستبعاده عن الحكم في بداية المرحلة الانتقالية؛ فهذا لا يعفي هيئة التفاوض من مسؤولياتها في توجيه المسار، قبل البدء بالعملية الانتقالية، نحو رحيل النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد. هذا المسار سيوفر على السوريين كثيرا من المتاعب والمصائب التي يتسبب بها اشراف هذا النظام على صياغة دستور جديد يعيد انتاجه وتزوير انتخابات تأتي برجاله.
من نافل القول إن الصياغة الملتبسة التي وردت في بيان المؤتمر تشكل نقطة ضعف أملتها ظروف عقد المؤتمر بمظلة سعودية منشغلة بتغييرات داخلية عديدة، وسوء قراءة المؤتمرين للمتغيرات في الموقف الروسي. يأمل السوريون أن تستطيع هيئة التفاوض منع أنصار النظام في منصتي موسكو والقاهرة من استثمار نقطة الضعف هذه ، والاستغناء عنهم إن حاولوا تعطيل المفاوضات. بوتين لا يحترم كثيرا قدري جميل وشركاء النظام.
أغلب الظن أنها المهمة الأخيرة لهذه "المعارضة" لم تزر يوما مخيمات اللاجئين. المعارضة الحقيقية لا زالت جنينا في رحم الثورة السورية العظيمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل