الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدروب التي لا تصل بطريق

محمد الأحمد

2006 / 2 / 24
الادب والفن


وقفتُ أتأمل صرحها، وأنا اشق نفسي في إحتبال النشوق، وكان عندي ليل بهيم يحضره إخوة تعساء، وأهل لا يقيسون ظهر المجن إلا بما يروه. وهم لم يروا إلا ظهر البعير، ولم يقولوا قولا ابعد من سنامه. بقيت أترقب السهل الأصهب الشذيّ بعطره.. ثمة محاور أخرى علي أن انظم سردها؛ مثل القدّ واللثم، والأنفاس الأخرى.. كانت الساعة عندي تساوي جدلا بما يساويه الليل من انجاز، وكانت ريح باردة تصفر في الشقوق، كما كانت أيضا ذئبة جائعة تفتل الخيام باحثة عما يجعلها تواصل الليل بالنهار، قلوا لي بأنها أشرس حيوان عرفته الأيام في المكان.
كنت ارتجل الخطو العابث في المساحات راجيا أن اجمع شتاتي التي بعثرها التعب المتواصل في عمل لا يؤمن لواحد هزيل مثلي مسيرة يوم؛ فكيف اللذين معي.
الحمى تتواصل على من معي، وما عدتُ من لهاجي أبدا حيث اختليت مجبرا على أن أكور نفسي باتجاه جنين يعدني بالأمل. عصفت العاصفة وقلبت كل المكان كأنها شرطة تبحث عما توده.. كنت على يقين باني لست هدفا لها، ليس لأني شبيه بكومة عظام. ولكني كنت أقوم واقعد واحلم وأتنفس عبر خيط من ذكرى يخذي بتواتر إلى ذكريات تتواصل عندي بالأشياء الأخرى.. ولأني احمل راحة طعام للذئبة و أنا دونه، يكون الصمت كان قاتلا أبديا لو يدخل عليّ لأنه كان عندي أمل بأنني الملتهم ومعي الضعفاء اللذين يقرون علي شجاعتي التي لا امتهنها.. بقيت ارقب الصدى القادم من العويل، وكان الليل قدما في البرد الذي أثلج قدمي وأيبسهما.. بقي الصباح يشق رحلته البطيئة، ولم يكن أفقا هناك يدلّ على أمل قريب…
كان الصمت موحلا بتراخيه، والوجد مُذبلا كل مآقيه..
قالت تهمهم بنومها، والحمى تواصل عليها هذيانها: (الأقداح التي ظننتها أقداحاً اهتزت في آنية المساء الخائبة.. لم تحوِ حتى فتات وجبة منتهية…)
الليل يتواصل، وأنا أتحسس ما حولي، واسأل نفسي ماذا لو هجمت عليها وأنا في الظلمة الحالكة..أناور حاجز الظلام بما لا ادري..
كم أتعبني هذا الضياع المتناه في السر الذي لا يعادله سرّ آخر…
لا بندقية من حربي السابقة ولا إي افتراض أقاوم به… هل استسلم؟ وأنا ليس شرق عندي ولا غرب أتأمل به بعدي عبر المكان، والزمان معلق، ومهدم بالرعب
الظلام ينشر فوضى من الحس المتواصل بثقل الهواء. البرد يمرّ عاتيا في الحواس ويغرقها..
بقيت انظر لوحة العماء الكثيفة، وانتظر موتي…
بقيت وحيدا انتظر حتفي
بقيت اكتب ضعفي كانسان وحيد..
كادت الكلمات أن تسير بأرجلٍّ تشف قفر الفراغات، محتكمة إلى ما أتذكر ليتها من أحداث، فالذاكرة الخائبة تفوح عطنة بالركود الثقيل، كأنه ماء أسن ولم يعد صالحا للشرب. تتلكأ الجمل، دون أن تصل بالمعنى نحو غايته،
وقفتُ متأملاً ماذا سوف يحدث بعد ذلك الحدث المروع الذي رأيته بأم عيني، كأني لم أكن في وعي من بعد أن أيقظني الدم النافر كصنبور، و رحت أحدق في الوجه الذي تغير لونه إلى ازرق غامق، من بعد أن كان صافيا منعماً بالصفو..

‏الخميس‏، 09‏ شباط‏، 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي