الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخذ ابي المدينة معه - رحمة الله عليه-

محمد سيف المفتي

2017 / 11 / 26
الادب والفن


أخذ ابي المدينة معه " رحمة الله عليه"
.................................................................
الو الو ..
مساء الخير يا ايقونتي
الو الو
هل تسمعيني يا حبيبتي
الو الو
هل ابكاك صوتي أم آهاتي.
أم اشتقت لضحكاتنا تصدح في الزقاق و الطرقات.
الو الو
لا تجزعي و لا تحزني
اصمتي و انصتي، لعبراتي .. لهمساتي.
لضحكات حبنا العذري
لأصوات تسحق ذاتي
و استمتعي بمحنة ذكرياتنا الغائبات.
لا تحزني لأجلي، فأنا لست وحيداً
واستني البارحة عمتي
و زارتني بعدها خالتي و جدتي
و اليوم ربتت على كتفي عشيرتي
و الحقيقة يا غاليتي و آخر صوامع بهجتي
أن برودة أصابع عشيرتي
سحقت حماستي
يبدو أن مصيبتي!
ليس أني فقدت بهجتي
ولا بيتي و لا مدينتي.
بل لأنني مشتاق للعودة الى حارتي
لمراتع الصبا، اذ كنت اشعر أنها جنتي.
و كارثة اليوم يا جارتي و رفيقة غربتي
هي في أمتي. في تشريع الزندقة
في مصادرة احلام طفولتي.
في مصادرة براءة الفتيات، في تشويه صورتي.
و تمزيق لوحة مدينتي
و في قتل القامات و في سحق الهامات.
لماذا عدت؟ عدت لأجمع ما تبقى مني
عدت لأطمئن على حديقتي، على محلتي
على طيوري ، على مواويل الموصل.. على اشعاري
على العتيق ، على الميدان
على خزرج و الدندان.
عدت الى الدار العتيقة باحثا عن ذكرياتي
فاستقبلتني بالباب وحشتي
ومن ثم احتضنتني وحدتي
ولحقت بهم مسرعة دمعتي
كرمة البيت لم تعد انثى
و الحصان العربي مخصي يا سيدتي.
شارعنا أصبح خنثى. المروج خنثى..
كل شيء مشوه حتى ما حملته معي يوم رحلتي
حياتنا مصادرة
افكارنا مصادرة
ارادتنا مصادرة
و هناك و أنا في وسط حديقتي
سمعت صوت ثائر يهتف من بعيد و ينادي
فضج في داخلي بركاني
وسمعت صراخ آمالي و ثورة أحزاني
خرجت راكضا الى الحي
هناك! أدركت حجم خيبتي و اسباب هزيمتي
و أن الحقيقة هي صلب قضيتي
كان هتافه " أين مكاني من الاعراب"
" أين مكاني من الاعراب"
و لم أجد خلفه احدا!
إلا صورة أبي يوم ولادتي
هنيئا موتك يا أبي لأنك لم تشهد حاضرتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل