الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين ميدوزا لويس الثامن عشر وحزب الدعوة وسفينة العراق ..

احمد عناد

2017 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


ربما قراة وسمع الكثير عن السفينة ميدوزا ومأساتها وربما لم يسمع بها احد قبل ان أضع مأساة الميدوزا بين ايديكم اريد ان امر بمن تولى قيادة العراق من سنوات وبين من وضع لقيادة سفينة الميدوزا وقادها الى المأساة .

حين يتولى أمور القياد في اي مكان لقائد ما لايملك الكفائة والقدرة اكيد ستقع المأساة قريبا لامحاله منها .
مثالنا هنا اليوم عن عراقنا القديم والجديد وميدوزا قيادي لويس الثامن عشر حين اهلك الناس وقادهم لللمأساة .
بعد مايسمى بالتغير والذي لم نرى منه شي ستكون الأمور كارثية بالمعنى الحقيقي بعدم وجود الرؤيا الواضحة والبرنامج لأي من تولى الحكم لهذه السنوات لم نرى منها شي سوى الكلام والحبر على الورق حزب الدعوة يقود البلد سياسيا باسم الدين الذي سمى نفسه باسمه وقرن نفسه بالدعوة الاسلامية التي مضى عليها قرون ويسمون انفسهم بالدعاة ولم نرى منهم مؤكد اي دعوة اولا ولا في برنامج سياسي واقتصادي عن ما يسموهن بعهد البعث الظالم .
اليوم وبعد أربعة عشر عام انقضت نصف ما حكم الذي سبقهم لو راجعنا سنجد ان هولاء قدموا في نصفهم الاول اكثر مما قدم هولاء بل عادو بِنَا القهقري الى الخلف ونحن مستمرون من فشل الى فشل ..
فى عام 1816 عندما جعل الإنجليز لويس الثامن عشر ملكا على فرنسا، بعد هزيمة نابليون ونفيه إلى ألبا، تولى أحد الموالين له قياده السفينة ميدوزا، إحدى سفن البعثة المتجهة لاستعمار السنغال، فقد تقدم، هذا الرجل، بطلب تولى قياده إحدى هذه السفن، برغم أنه لم يكن أهلاً لذلك، لأنه لم يبحر لمده 24سنة.
وبرغم اعتراض جميع طاقم السفينة على توليه القيادة، تجاهلت الحكومة الفرنسية المعارضة وفرضته على الطاقم كأمر واقع لا محالة، كانت السفينة تقل 400 راكب، من ضمنهم حاكم السنغال المستقبلى.
بدأت الصراعات بين أفراد طاقم السفينة فى الظهور بسبب قلة خبرة القبطان وسهولة تأثره بآراء من حوله، واتخاذه أناساً غير أكفاء كمستشارين، بالإضافة إلى عجرفته الشديدة، وبشهادة إحدى الضباط: "حتى النساء بدأت تلاحظ قلة خبرته وتخبطه، وقد كان جميع طاقم السفينة العاملين تحت قيادته ساخطين على الوضع.
وتلبية لرغبة الحاكم فى أن يسبق بقية السفن، شرع فى الإبحار بقرب من الساحل المملوء بالحواجز الرملية، وهى منطقة يخشى أى بحار متمرس أن يبحر بها، وبرغم اعتراض البحارة، أصر على رأيه، وهم أطاعوه.
حدث ما لم يحمد عقباه، غرزت السفينة فى حاجز رملى، ولم يكن هناك عدد كاف من مراكب النجاة، فعملوا طوافات من خشب المركب.
فى مراكب النجاة، ركب صفوة الناس فقط تجنبا للزحام، وعلى الطوافة وضعوا 150 بحارا وربطوا الطوافة بحبال لمراكب النجاة، وأعطوهم القليل من المياه والطعام. ومع مرور الوقت، نظرا لأن الطوافة تعيق مراكب النجاة تم قطع الحبال وترك البحارة فى وسط البحر بدون طعام أو شراب كاف، أو حتى بوصلة.
وفى أول ليلة ضياع بدأوا يتقاتلون، ليس على الطعام أو الشراب ولكن تنفيساً عن هذا الغضب العارم نحو هذا القائد الهش، وانقسموا على أنفسهم، وفى هذه الليلة قتل حوالى نصفهم، وبقى حوالى 75فردا، وقد بدأوا يموتون من القتال ليلا، من الجوع، العطش والجفاف، تبقى منهم 15رجلا بين الحياة والموت، وقد عاش من عاش منهم لأنهم أخذوا يقتاتون من جثث الموتى، وبعد 16 يوما التقطتهم إحدى السفن، ورجعت بهم إلى فرنسا، حيث أثارت شهادة البحارة الناجين، غضبا عارما لدى الرأى العام الفرنسى.
سجلت أحداث هذه المأساة فى لوحه شهيرة لتيودور جيريكو وهى معروضة فى متحف اللوفر.
كانت هذه المأساة نتاج تولى الرجل غير المناسب، عديم الخبرة والكفاءة لهذه المهمة (حيث جعل الناس تأكل بعضها). فلنتخيل سويا لو لأننا وضعنا رجلا كهذا فى كل مؤسسة فى مجتمعنا، فما هو المصير؟ يا رب ولى أمورنا خيارنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الصيني في زيارة إلى فرنسا تركز على العلاقات التجارية


.. مفاوضات حماس وإسرائيل تأتي في ظل مطالبة الحركة بانسحاب كامل




.. مصدر مصري رفيع المستوى يؤكد إحراز تقدم إيجابي بشأن مفاوضات ا


.. النازحون يأملون وصول إسرائيل وحماس إلى اتفاق وقف إطلاق النا




.. Ctقتيلان وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة ميس الجبل