الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق تشكيل الحكومة العراقية

طه معروف

2006 / 2 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


" الحكومة الدائمة" التي تسعى القوى الطائفية لتشكيلها وسط الصراعات العرقية والطائفية عقيمة وحادة لن يؤدي الى تجاوز الازمة السياسية الفعلية في العراق المتمثلة بالانقسامات السياسية والطائفية والعرقية وتواجد قوى الاحتلال . كما يبدو فان عملية تشكيل الحكومة العراقية تحول الى مناسبة لتصعيد وتيرة الاستعداد للقتال، فالاطراف المشاركة فيها بدأت بحفر الخنادق وإقامة السواتر المتقابلة استعدادا للهجوم الوشيك المتوقع في اية لحظة . قائمة الائتلاف تعمل سرا وتنوي تهميش بعض الكتل السنية التي لا تستوفي الشروط الايرانية والتحالف الكردستاني الذي عانى التهميش على ايدي حكومة الجعفري يلعب في الوقت الضائع ويلهث نحو الكتل السنية في تحالف جديد حسب التوجيهات الامريكية التي ازعجتها التقارب الايراني الشيعي الى حد التهديد بقطع المساعدات الامريكية عن العراق وممارسة الضغط على الائتلاف الشيعي للتنازل عن وزارتي الدفاع والداخلية .
ان عملية تشكيل الحكومة العراقية" الدائمة"تحولت الى بؤرة الصراع ليس فقط بين الكتل الطائفية والقومية على الصعيد الداخلي وانما ابعد من ذلك ليشمل دول المنطقة. ففي حين تسعى السعودية ودول الخليج الى وضع حد للنفوذ الايراني داخل التشكيلة الحكومية عن طريق دعم الكتل السنية وكتلة علاوي التي تحظى بالدعم الامريكي ايضا ، تنوي ايران تعبئة الحركات الموالية لها في العراق للعمل على تهميش دور بعض الكتل السنية وإبعاد قائمة علاوي عن التشكيلة الحكومية والتحريض لزعزعة التواجد الامريكي في العراق بغية تحقيق بعض من الاهداف التي هي بأمس الحاجة اليها في الوضع الراهن اثر تصاعد الضغوط الدولية عليها بسبب برامجها النووية ودعمها الحركات الاسلامية في فلسطين ولبنان .ان الحرب والدعاية الامريكية حول التقسيم العرقي والطائفي في العراق هو الذي اوصل الوضع في العراق الى ما هو عليه الآن وفتح الباب امام تدخل الدول الاقليمية في العراق وخصوصا ايران ودول الخليج وان محاولاتها لتجميع الاحزاب القومية الكردية والكتل السنية وكتلة علاوي في جبهة جديدة لن يكتب لها النجاح ولن تنقذها من هزيمتها السياسية والعسكرية في العراق ناهيك عن اشتداد الصراع وتعقيد الامور السياسية لكون العراق( واقع مجزأ بصورة فعلية) تحكمها الكتل الطائفية والعرقية حسب منهج وواقع الانقسام الطائفي تحت حراسة الميليشيات الطائفيةوالقومية المسلحة كما هو الحال في كردستان او وسط وجنوب العراق.
للخلاص من المأزق العراقي تتوسل امريكا بعض الدول العربية والاسلامية لارسال القوات الى العراق خصوصا من باكستان ونيجيريا واندنوسيا تحت مظلة الدول الاسلامية لتتمكن سحب قواتها المنهكة في المدن الى المناطق المحيطة الاكثر أمنا و لتحجيم الدور الايراني وللمساعدة في دعم مشروعها لإيجاد حكومة مركزية قادرة على السيطرة على الامورالامنية و السياسية بعد تزايد الضغوط الداخلية المستمرةعلى الحكومة الامريكية لفشلها التقدم خطوة الى الامام بل تورط في سلسلة من العقد السياسية المستعصية التي هزت تواجدها في المنطقة وشلت جهودها لإيجاد الحكومة التابعة ومن ضمن هذه العقد السياسية هو اقتراب موعد نقل ادارة الفوضى العارمة في العراق الى ايدي الدول الاقليمية وبدأ الكتل الشيعية بالتحرك في الجنوب فقد علق مجلسا الحكم المحلي في البصرة وميسان التعاون مع القوات البريطانية وعقب الاعلان عن فيتو امريكي خشية بسط سيطرة الائتلاف الشيعي على الحكومة المرتقبة ، شدد ابراهيم الجعفري على عدم قبوله ما أسماه بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ويقصد بالذات امريكا- باللهجة الايرانية- نتيجة وقوف الاخيرة بوجه المد الايراني عن طريق الائتلاف الشيعي !!ان مسارعملية تشكيل الحكومة الطائفية في العراق سيشكل وسيبقى تهديدا خطيرا للمجتمع العراقي لكون الحكومة المرتقبة هي حكومة الحرب والصراع والتصفية العرقية والطائفية على نقيض مصلحة واماني واهداف الجماهير التي تتطلع للعيش بحرية وسلام و تلبية حاجاتها المعاشية والرفاهية .ذاقت الجماهير طعم الحكومات المتعاقبة ولم يبق امامها سوى النهوض بوجه
المشاريع الامريكية الطائفية في العراق التي تحاول ايجاد وفرض حكومة على الجماهير لتغطية سياساتها و لإدامة حربها الرجعية في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقاب محمود ماهر القاسي لجلال عمارة بعد خسارته التحدي.. ????


.. قتل قادة في حزب الله وحلفائه بمقراتهم وسياراتهم.. اختراق أمن




.. ctإسرائيل تعزز سياسة الاغتيالات في لبنان.. مقتلشرحبيل السيد


.. عبر مسيّرة إسرائيلية.. مقتل شخصين في الهجوم الإسرائيلي على س




.. كتائب القسام تستهدف دبابة -مركافاه- وناقلة جند إسرائيلية بقذ