الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الأزمة كحرب بديلة

أحمد سعد عبيد

2006 / 2 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


صناعة أزمة
عندما يواجه ديكتاتور غضب شعبه ويري عدم الرضا عنه ويشعر بدنو اجل الثورة عليه يتجه إلي محاولة أن يلتف شعبه حوله ولكن محاولة إرضاء الشعب تؤدي إلي جوع الشعب إلي المزيد من الإرضاء ويؤدي إلي المزيد من عدم الرضا ولا يشبع الديكتاتور ولا يحقق ما يريده وينتقص من حبه للسيطرة ويؤدي لان يقدم تنازلات وهو لا يرغب في ذلك بطبعه وقد يعتقد انه بذلك يضعف نفسه ويقلل لتقديره لنفسه إذ قدم تنازلات لشعبه فبالتالي يلجأ الديكتاتور إلي أن يشغل الشعب عنه بالحروب الخارجية فيتكاتف كل الشعب حوله لمواجهة الخطر الخارجي ويشحن مشاعر الشعب ضد العدو ولكن ماذا إذا كان غير قادر علي خوض الحروب وغير قادر علي تحمل تبعاتها يبدأ في البحث عن بدائل فكل من يعارضه هو عميل للأجنبي ومتواطئ علي الوطن فيسوء صورة معارضيه أمام الشعب ويقوم بحملة عليهم ليكرههم الشعب ولا يصدق كلامهم ولكن قد لا يصدق كل الناس ادعاءات الديكتاتور علي معارضيه هنا نري الديكتاتور يحول الناس إلي شحن مشاعرهم في قضية وطنية لينشغلوا عنه كبديل لخوض الحروب وهذا ما يفعله النظام الحاكم لمصر الآن فبعد أن قام بكل الأساليب ليستضيف الدورة الأفريقية لكرة القدم وشحن مشاعر الناس ليلتفوا حول المنتخب المصري الذي التف حوله الجميع حكومة ومعارضة لكي ينتصر ضد أي فريق أجنبي كان شحن للمشاعر حتى يتلهي الناس عن الديكتاتور الحاكم وان يستغل الأحداث التي تحدث نتيجة لفساد أتباعه ويحولها إلي قضايا يشحن الناس عليها أو أن يستغل المشاعر الدينية للشعب بان يثيره لقضية دينيه مثلما فعل مع استغلال قضية الإساءة للنبي في الدنمارك فاستغل القضية بعد حدوثها بأشهر وأثار الناس عليها وقضية العَّبارة التي جاءت لفساد تابعيه استغلها للتخلص منهم أو كخطوة للتخلص من بعضهم في ظل ما شكلوه من غضب الناس عليه وتحويل الغضب إلي أتباعه ليظل هو الشخص المحبوب وينشغل الناس بالحزن الوطني علي المنكوبين في العَّبارة ثم يتجه إلي اتخاذ إجراءات مبالغ فيها وإثارة الجماهير وإطلاق الشائعات في قضية أنفلونزا الطيور لكي يثير ذعر المواطنين فيلتفوا ويتكاتفوا ضد المرض المدعي الذي قد تضخم بالشائعات أكثر من وجوده علي ارض الواقع وسيتخلق النظام المزيد من الأزمات لكي يجعل الدولة في حالة حرب بديلة للحرب العسكرية فينشغل عن الديكتاتور وأفعاله بل قد يتخذ إجراءات من شأنها تحسين صورته من ابسطها التخلص من أتباعه الفاسدين بأمره ليظهر بصورة النزيه ويظهر في الإعلام الموجه وهو يقرظهم علي تقصيرهم وفسادهم وان يستجيب لمطالب المستشار البريطاني المختص بتحسين صورته ليخفف من كراهية الناس له فقد نجحت بعض هذه الإجراءات وكسبت تعاطف الناس مع الديكتاتور المدعي للعدالة والرحمة لشعبه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل


.. القوات الروسية تعلن سيطرتها على قرية -أوتشيرتين- في منطقة دو




.. الاحتلال يهدم مسجد الدعوة ويجبر الغزيين على الصلاة في الخلاء


.. كتائب القسام تقصف تحشدات جيش الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم




.. وزير المالية الإسرائيلي: إبرام صفقة استسلام تنهي الحرب سيكو