الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع الجيوسياسي وأزمة مسلمي الروهينغا وكلمة السر ميناء جوادر الباكستاني والتنين الصيني:

هرمس مثلث العظمة

2017 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


من الجيد للغرب عموما والولايات المتحدة خصوصا وجود ما يسمى الاسلام السياسي والجهادي في منطقتنا الشرق أوسطية وسياسة التجهيل الذي تمارسه الاحزاب والجماعات المنضوية تحت راية ذلك الاسلام ، وبمباركة الانظمة العربية القمعية بالاستناد إلى درة التاج الولايات المتحدة الأمريكية .فأكبر خدمة قد تم تقديمها لأمريكيا لضرب الاستقرار في أي بلد سياسيا أو اقتصاديا هو وجود ما يسمى الاسلام السياسي والجهادي ، فالاول يقوم بدور الآلة الاعلامية التي تعبئ وتشحن النفوس بدعاوي التكفير لمن يخالف الولايات المتحدة سياسيا واقتصاديا والثاني يستخدم كذراع للولايات المتحدة بعلم أو بدون علم لضرب تلك الدول كما حدث في سوريا والعراق وأفغانستان –الاتحاد السوفيتي وذلك بما يسمى حروب الجيل الرابع . فأي مشكلة تحدث لأي مسلم في العالم وأتحدث هنا على سوريا –العراق والروهينغا فهي تعتبر حرب إبادة ضد المسلمين بالواقع السياسي والجغرافي والاقتصادي للبد موضع المشكلة او المستهدف ، وإن علمنا ذلك فسوف يكون بعد فوات الآوان كما حدث في سوريا وتبين أن المشكلة ليست مشكلة نظام مستبد وشعب يريد الحرية بالدرجة الاولى ، بل مسألة حقول الغاز التي ظهرت في البحر المتوسط ومسائل بما يتعلق بنقل أنبوب النفط الايراني أو القطري أيهما يفضل النظام في دمشق . ولأننا متخلفين سياسيا وجاهلون بأسس العلم الحديث ولعبة الامم ولازلنا نستقي معرفتنا وخبراتنا من واقع المساطب التي نتداولها في الجلسات العربية أمام البيوت والشوارع وقنوات الاعلام العربي غير المستقلبة والناطفة بألسنة مستبدينا وبفم الجهل، ستبقى ثنائية رجل الدين والسياسة هي المهيمنة على قرارتنا عبر عواطفنا لاعبر عقولنا وهو ما أفرزته أزمة مسلمي الروهنيغا . من إشات وأكاذيب كان مصدرها شيوخ القتل والتكفير والجهل والنفاق في السعودية والاخوان المسلمون.
سيبدأ فهمنا للمشكلة لدى تتبع خيوط اللعبة الجيوسياسية التي تدور بكل من الصين وبورما امتداد إلى قطر وصولا إلى خط الحريرالجنوبي الذي يمر بسوريا والعراق وتركيا . وهنا نبدأ مع ميناء جوادر الباكستاني الذي يقع بالقرب من مضيق هرمز الفارسي والذي يتوقع منه أن يزيل إسم موانئ دبي من الملاحة البحرية فهو يعتبر جزءًا من مشروع حزام واحد وطريق واحد التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 وذلك بربط كل من آسيا واوربا(خط الحرير ) دون الاعتماد بشكل أساسي على دبي والولايات المتحدة الامريكية - قناة ملقا - وذلك في طور صعودها المستمر كقوةٍ اقتصاديةٍ عظمى.وعلى إثر ذلك ظهرت أهمية ميناء أراكان في ميانمار على خليج البنغال بالنسبة إلى استراتيجية الصين الجديدة .وذلك بايجاد منفذ لاقليم شينجيانج الصناعي عبر ميناء جوادر الباكستاني .

وعلى حد تعبير مقالة في ساسة بوست :
" فقامت الصين بتوسيع الشراكة الاقتصادية مع بورما للاستفادة من منافذها البحرية لتأمين التدفقات النفطية للصين عبر خليج البنغال في حال فرض حصار اقتصادي على منطقة بحر الصين، وفي هذا السياق تقوم الصين بتطوير ميناء بحري عميق وخط لأنابيب النفط وشبكة للنقل السريع تمتد من خليج البنغال إلى حدود بورما والصين في الشمال. "

ذلك بأن بورما واقليم شينجيانج هما من أكبر نقاط ضعف الصين . وهذا مالم يعجب كل من الولايات المتحدة الامريكية والهند والامارات لأنه سيتخلص من الوصاية الامريكية وذلك عبر ايجاد بديل لـقناة "ملقا البحرية" التي تهيمن عليها القوات العسكرية الأميركية ذلك لأنّ كلّ مساعي واشنطن هي لجعل قناة ملقا البحرية الطريق الحصري لتجارة الصين الدولية.و قد يوضع النزاع الباكستاني –الهندي حول اقليم كشمير تحت الوصاية الصينية بعد ان أصبح ممرا للبضائع الصينية ،وباتت موانئ دبي مهددة بالتوقف عن العمل حيث ان المؤانئ في دبي تعد شريانا يغذي دبي بملايين الدولارات سنويا .

وقال حسن سامح في مقالة له بين ضرب الصين ونقل داعش لبورما :
انتشرت صور تعذيب مسلمي الروهينجا، مؤخرًا عبر الصحف العالمية والمحلية، وصفحات التواصل الاجتماعي، على يد قوات الجيش والشرطة البورمية، ورغم أن أزمة الاضطهاد الديني والعرقي ظلت لأعوام هناك، إلا أن تسليط الضوء عليها خلال الآونة الأخيرة أثار العديد من التساؤلات، أهمها هل من المحتمل أن تصبح بورما أرضًا جديدة يضع تنظيم داعش بها رحاله، عقب هزيمته في سوريا على يد الجيش العربي السوري.

فما ما هو السبب الذي دعا وسائل الاعلام الغربية من الاهتمام المفاجئ ببورما فيقول سومر صالح التالي :
هنالك طموح تبتغيه واشنطن لأن يسمح لها بتحويل الصراع الصيني مع "الجهاديين الإرهابيين" إلى حرب دينية تستخدم فيها الإيغور المهزومين و العائدين من سورية لتقويض استقرار إقليم تركستان الشرقية(شينجيانغ) ونقل الحرب إلى الداخل الصيني، واستعداء أقاليم تركستان الغربية للصين بما يقوض المساعي الصينية في استراتيجية حزام وطريق، وذلك في سيناريو مشابه لاستخدام وتوظيف تنظيم القاعدة الارهابي في مواجهة الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الأفغانية (1979-1989)؟
أما النمط الثاني من السلوك فهو النمط الأمني من خلال دعم صيني لحملة أمنية لقوات الجيش في ميانمار على متمردي الروهينغا وهم (جيش تحرير روهينغا أراكان "أرسا") دون التدخل العسكري المباشر، وهو نمط لن يفي بالغرض لأن حجم الاستقطاب والشحن الإعلامي خصوصا الإعلام الخليجي الحاصل على خلفية تلك الأحداث ستزيد مشاعر الكراهية ضد الصين وتخلق البيئة الملائمة أيضا لنشاط الحزب الإسلامي التركستاني الأويغوري سيما بعد عودة فرعه الارهابي في سورية في الداخل الصيني، فالإعلام الصيني العربي منخفض التأثير ولن يجاري الحملات التحريضية ضد البوذيين الحاصلة اليوم.

وقد خلص الدكتور حسين البناء في مقال له في رأي اليوم :
بأن الصين باتت تمثل الكابوس الحقيقي أمام الغرب كله، وجميع المؤشرات الاقتصادية و العسكرية و السياسية تؤكد بأن الصين سوف تقود حركة العالم في غضون عشرين عاما قادما. إذا ما الحل؟ الحل هو في زج الصين بأزمات داخلية و حروب و نزعات انفصالية، كيف سوف يتم ذلك؟ السيناريو: الصين نموذج يشبه الاتحاد السوفييتي سابقا، حيث الشيوعيون يقبضون على مفاصل دولة كبيرة بيد من حديد، ولا يوجد حريات ولا حقوق إنسان بما يكفي حسب نظرة الديمقراطية الأنجلوسكسونية، جيد؛ إذا يستحيل هزيمة دولة كهذه عسكريا في حرب مباشرة. وبالتالي لا بد من استنزاف موارد ذلك البلد في حرب لانهائية واستغلال التنوع الديني لتقسيم ذلك البلد وتفكيكه. تماما كما حدث بحرب الجهاد الأفغاني الذي أفلس السوفييت، و تماما كحرب التطهير الدينية في البوسنة وكوسوفو، حيث تم تفكيك يوغسلافيا.
وسيتم تنفيذ السيناريو عبر بوابة بورما وذلك بالاستناد إلى حجة مسلمي الروهنيغا بأنهم يتعرضوا إلى مذابح عرقية ومذهبية وباستدعاء كل التنظيمات الجهادية واختلاق حرب أهلية بالوكالة عبر تلك التنظيمات سوف يتم تدويل الازمة البورمية بما يُفضي إلى وضع قوات حفظ سلام مما يسد الطريق على الصين في التخلص من هيمنة الولايات المتحدة كسر هيمنة القطب الواحد وتكرار سيناريو انهيار الاتحاد السوفيتي في الصين عبر دفع مسلمي الصين(الاوريغيون والتبتيون ) إلى المنادة بالاستقلال خصوصا وانهم لاينصهرون جيدا في المجتمع الصيني ، كما حدث من تفكيك للاتحاد السوفياتي وكانت أفغانستان كلمة السر .

ويشار إلى أن الخلاف القطري –السعودي الامارتي من أبرز عوامله استثمار قطر ما نسبته 15 % في بناء وتطوير الممر الباكستناي الواصل إلى ميناء جوادر ، زيادة على ذلك فقد قامت الامارات بدعم المعارضة الباكستانية حتى تمكنت من إزالة رئيس الوزراء الباكستاني "نواز شريف " وتحويله للمحكمة العليا الباكستانية في عام 2017 من خلال نشر تهم عن الفساد بوثائق كانت الامارات مصدرا لها وذلك من خلال بذل الامارات جهودا لمحاربة المشروع الصيني الباكستاني .
ويزداد الصراع الإقليمي على الميناء على حد تعبير وطن يغرد خارج السرب بوقوف الولايات المتحدة في صف الهند والإمارات فيما تدخل غريمها الروسي ليدعم كلًا من الصين وباكستان وقطر مما يشير إلى أنَّ المسألة أصبحت صراعًا دوليًا على النفوذ والسيطرة في بحر العرب. فالخطوات الصينية الباكستانية القطرية تقوم على صياغة أجندة اقتصادية جديدة للمنطقة على أساس الاقتصاد الجيولوجي لميناء جوادر، في حين تعمل كل من الإمارات والهند على إفشال المشروع وعرقلته من خلال ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للاستثمار في دبي وعدم توجيه استثماراتهم إلى “جوادر”.

وصفوة القول بأن التعرض لمسألة مسلمي الروهينغا ليست بدعوى الاهتمام بالحالات الانسانية التي تعصف بالمسلمين هنالك بل هو نتيجة للصراعات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة ووجود حاضنة للاسلام السياسي والجهادي اللذان يوفران كل من التعبئة والشحن النفسي ورأسمال البشري الذي ينفذ مخططات ضرب الاستقرار في الدول التي تنازع أمريكيا في الهيمنة. أنا لا أقول بأن أمريكيا هي من صنعت تلك التنظيمات الجهادية بل استغلتها في خدمة مصالحها . ويمكن الوصول إلى ذلك من خلال كونك مراقب مستقل عبر التفكير المنطقي لا التجريبي .ولكن بسبب حالة التخلف السياسي والتعصب والثقافة الشعبية القائمة على الايمان بالاساطير والخرافات و تقديس رجل الدين ونبذ رجل العلم في مجتمعاتنا كل ذلك أدى إلى استغلالنا واستحمارنا من قبل الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة ،وكل ذلك أملا في طلب اللجوء إلى بلدانهم بينما هم يقتسمون بلادنا العربية كـ الكعكة ونحن محبوسين ضمن بوتقة (المسلم والكافر ) ونعزو سبب المؤامرة إلى التهجم على الاسلام الذي اصبح افضل اداة مطيعة يستخدمها الغرب في خدمة مصالحهم دون النظر الى الواقع الجيوسياسي الى منطقتنا والتقاطب من القوى العظمى والاقليمية عليها فالهدف من أزمة الروهينغا ليس الاسلام وإنما تحجيم الصين وإبقائها تحت المظلة الانجلو-أمريكية وتوجيه رسالة وصفعة قوية لكل من يتجرأ على كسر هيمنة القطب الامريكي ولكن من يقنع الدهماء من العرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة