الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاربة الفساد، دعاية انتخابية ام خطوة لتصحيح المسار؟

كوهر يوحنان عوديش

2017 / 12 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية التي من المقرر اجراؤها في 15 ايار 2018 تعالت الاصوات لمحاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، وكان السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق من اوائل الذين دعوا الى محاربة الفساد حيث اعلن انه بعد الانتهاء من داعش ستكون هناك حملة لمحاربة الفساد وهدد الفاسدين بالسجن ما لم يسلموا ما سرقوه!، ورافقه في تصعيده الاعلامي هذا الكثير من كبار المسؤولين والساسة في العراق الجديد الذي يعتبر واحدا من اكثر دول العالم فسادا على مدى السنوات الماضية حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية وغيرها من المنظمات الدولية التي تشير على الدوام الى هدر واختلاس المال العام.
محاربة الفساد ومحاسبة المختلسين وسراق المال العام هي امنية كل عراقي، لذلك على العراقيين جميعا دعم ومساندة السيد حيدر العبادي في حربه هذه اذا ما كان جادا ومصرا في تعامله مع هذه الافة التي نخرت/تنخر جسم العراق، لكن ما يثير الاشمئزاز والشكوك في نفوس العراقيين هو ان الكثير من كبار المسؤولين والساسة وقادة احزاب وزعماء دينيين ممن كانوا جزءا من الفساد، او بالاحرى كانوا الفساد نفسه، واختلسوا ونهبوا من المال العام مئات المليارات من الدولارات، اضافة الى تغاضيهم عن فساد كبار المسؤولين الذين ثبتت بحقهم جرائم الرشوة والاختلاس، بل وحمايتهم في اغلب الاحيان، اصبحوا يعزفون على هذا الوتر لتجميل صورتهم والحصول، اذا امكن، على اصوات الناخبين والحفاظ على مناصبهم التي تحميهم من القانون وتطلق ايديهم للاستحواذ على الاكثر من مال الدولة دون محاسبة او ملاحقة قضائية، وبهذا لا تكون هذه النغمة سوى وسيلة خداع اخرى للاحتفاظ بكرسي الحكم. فمنذ عام 2003 لحد يومنا هذا اصدر القضاء العراقي احكاما قضائية مختلفة بالسجن بحق مسؤولين بارزين في الحكومة، الكثير منهم بدرجة وزير، لكن اي من هذه القرارات والاحكام لم تنفذ بحقهم، وذلك اما لوجودهم خارج البلاد او لتمتعهم بحصانات تمنع ملاحقتهم ومعاقبتهم قضائيا او لكونهم مقربين ومدللين من اصحاب السلطة او لان انتمائهم الطائفي والحزبي يكون حاميا لهم ومانعا من اتخاذ اية اجراءات قانونية ضدهم في بلد منفلت امنيا وقانونيا.
محاربة الفساد ومعاقبة المختلسين وسراق المال العام لن يكون بكلمات رنانة تسعد النفس وتخدر العقل لاستمرار الوضع على ما هو عليه، ولا يكون بمعاقبة البعض من المختلسين الصغار الذين هم اداة وواجهة ينفذون اوامر اسيادهم للتمتع بالفتات الملقاة لهم، بل ان محاربة الفساد تكمن في محاسبة ومعاقبة الحيتان والرؤوس الكبيرة التي اوصلت العراق الى هذه الحالة الهزيلة اقتصاديا وامنيا.
نتمنى ان لا تكون حملة رئيس الوزراء على الفساد دعاية انتخابية مبكرة بل خطوة جريئة لمعاقبة المجرمين واعادة اموال العراق المنهوبة الى خزينة الدولة، عندئذ سيشعر المواطن ان وطنه بخير وليس كل رئيس بحرامي لقيط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع