الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطوار بهجت أطوار أمة تحصد الحزن

هاني نسيره

2006 / 2 / 25
الصحافة والاعلام


نزل الخبر على صاعقتين توالي أولاهما الثانية ، كانت الأولي عامة ، هذا التعصب الأعمي والجنون الغبي الذي تجرأ على تفجير مزاري الإمام على الهادي والحسن العسكري ، ثم الجنون المضاد له في هدم عشرات المساجد ، فأخرج النار لتحرق الجميع ، وقد تحرق الوطن . أما الثانية فهي عامة خاصة وهي مقتل الزميلة الإعلامية أطوار بهجت مراسلة قناة العربية في العراق ، عرفت أطوار والتقيتها عدة مرات ، كانت فتاة جادة تعرف ما تريد وما تؤدي ، ولكن ماجذبني فيها هو ما رأيته من سمت جاد وذكي ، كأنه يلقي ابتسامته بميزان كما يلقي جدته بثقة ، تشبه بنات وطني مصر ، حتى ظننتها في أول لقاء مصرية ، ولكن كان فيها عمق قصائد حمورابي وأناشيد بابل و آهات الحلاج وإن لم تعلنها أو تفصح عنها ، هكذا العراقيون أراهم يملكهم في أحيان كثيرة بعض معنى مطلقا ولكن الأزمة أنه يستحيل في أحيان أخرى تعصب ، بلد كتب الله عليها أن تكون مهدا للفرقة منذ كانت وللتعصب والمبالغة ، للبغددة والتصوف ، للشعر والفلسفة ، كان صديقي التونسي يقول في شوارع بغداد تحت كل حجر رأس شاعر ، هذا هو غور العراق وسطحه ، الذي يجعل الناس تصاريس وطنهم أكثر منهم انبساط نيلهم ، بلا فيضان منذ بني السد . كانت أطوار فتاة خمرية اللون واسعة العينين ، لا تفارقها ابتسامة ذكية ، تخفي تحتها بعض حزن وجادة لم أره سوى صبغة العروبة المعاصرة على أبناء جيلنا ، وصبغة الحزن الممزوج بالتحدي ، تحد يبحث عن طريق ، يطلب الحياة حين يواجه الموت والعنف والاستبداد في سرداب عربي طويل . هذا ما رأيته فيه رغم حساكات النفس التي تحكم العمل الإعلامي العربي ، وبيئته ، وأنا لا أسمع هذه الحساكات بل لا أعيرها اهتماما حتى ولو أصابتني ففي داخلي روح شاعر يبحث عن معنى طليق .
ترى لماذا طلبوك أنت يا أطوار ؟ وجذبوك من وسط فريقك ؟ تري لماذا ؟ ألأن للمرأة معنى أعمق للحياة والسلام وهم طلاب موت ، أم أنه ضعف المرأة الحكيم الهادئ الذي يريد البناء والعطاء أكثر مما يريد الأخذ ، انتقلت أطوار إلى قناة العربية منذ ثلاثة أسابيع كما عرفت ، عل وجهها اختلف عن ذي قبل ، صارت ثمة بسمة أكثر اتساعا ، صار وجهها أكثر حيوية وحياة ، مع صحب يريدون الحياة ، يريدون العقل .. علها وجدت نفسها ، ليتهم تركوها تأنس بها بعض الشئ . أطوار رحلت سريعا بعد رحيل القبة الذهبية لمزارين مقدسين ، رحلت وانت ابنة الثلاثين عاما بعد أن رحل من النفوس الوطن وترسخت بشاعة تدميره باسم الطائفه ، التحية لك مع صحب لك ، المصور خالد الفلاحي (39 عاما) ومهندس الصوت عدنان خير الله (36 عاما) ، وحفظ الله أصدقاء في ميدان الحرب أرجو ألا يأتيني عنهم إلا كل خير " حسام وعبد القهار وغيرهم من المغروسين في روح العراق وحزنه ، أطوار . . رحلت باقية دليلا على أطوار أمة تحصد من شبابها الحزن والقتل . هكذا تكلمت .. هكذا قلت .. هكذا رحت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يرحب بالتزام الصين -بالامتناع عن بيع أسلحة- لروسيا •


.. متجاهلا تحذيرات من -حمام دم-.. نتنياهو يخطو نحو اجتياح رفح ب




.. حماس توافق على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار | #عاج


.. بعد رفح -وين نروح؟- كيف بدنا نعيش.. النازحون يتساءلون




.. فرحة عارمة في غزة بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة | #عاجل