الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفاش..من الرئاسة إلى البطانية

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2017 / 12 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


هل أستغرب المشاهد العربي هذا المنظر المذل للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح حين قتلوه ووضعوه في بطانية وقتلوا معظم من معه. مناظر استحضرت للذاكرة منظر صدام حسين والقذافي. عندما خرج الشعب اليمني مثلما خرجت بقية الدول العربية - تريد تغير الانظمة البالية التي ما انتجت من خلال وجودها إلا الفساد والسرقة والاستبداد- خروجوا سلمّين ولم يهاجموا قصر صالح ولم يحملوا سلاحاً. قاتلهم عفاش ودك تجمعاتهم ظنناً منه أن العنف وشدته ستولد بهؤلاء الخوف والدخول ثانية إلى المحبس . رحلته مثلها مثل كل الانظمة العربية التي أتت من الجيش وورّثت اهلها وعائلتها الاوطان والبلاد.
لكن السؤال المهم هو : هل تشابه الانطمة العربية مع بعضها مجرد صدفة إذا انهم جميعا اتوا من الجيش وحكموا البلاد كما يحكم الضابط كتيبته وعناصره. هل كلهم اتوا بالصدفة أم هي ثقافة عربية سائدة ساعدت كل هؤلاء على ركوب السلطة وخطفها. أي نحن كشعوب لسنا بريئين مما يفعله هؤلاء بنا. نحن من أنتج هؤلاء وثقافتنا السائدة هي التي هيأت هؤلاء لحكموا بهذه الطريقة. لأن الظلم جزء من ثقافتنا. الظلم في المدرسة وظلم في البيت وظلم في العمل وظلم في المؤسسات الحكومية. والاستبداد أيضاً موجود في كل انحاء حياتنا، فهو في العائلة وفي المدرسة وهلما جرا.
نحن قد زرعنا كل هذا الكم من الاستبداد والظلم وصار من الصعب التخلص من هذه الفطريات التي نمت معه. انظروا ماذا حدث في مصر، ما أن قامت الثورة حتى انتخب الشعب الاخوان. ولم يتركوا الشعب حتى يكتشف بنفسه أن ليس لدى الاخوان اي مشروع وطني أو حل لمشكلتهم اليوميه بل قام الانقلاب وحول مصر اسوء مما كان عليه في عصر مبارك.
المضحك أن كل هؤلاء جبناء امام القوة الخارجية وشجعان على شعبهم . فقد امسكوا بصدام في حفرة تحت الارض واذلوه في المحاكم وعلى منصة الاعدام والقذاقي لم يستسلم حتى امسكوا به وهو هارب وكذلك عفاش فقد ترك جيشه يقاتل في صنعاء وحاول الهرب الى قريته ومسقط رأسه. رجل يتحالف مع اعداءه وهو عارف ماذا يريدون منه. جماعة ليس عندهم أي مزاح. وهم ينتظرون اللحظة المواتيه كي ينقضّوا عليه. غباء سياسي ليس فيه بعد نظر. نحن العرب جميعا بلا استثناء، لو نظرنا في داخلنا جيداً لوجدنا صدام صغير وقذافي صغير يقبع في داخلنا نعبر عنه في سلوكنا في كل يوم.
ترامب القدس:
من المفروض أن يعترف ترامب اليوم في نقل السفارة الامريكية إلى القدس وعاصمة لاسرائيل. والساخر في الموضوع أنه هاتف جميع الزعماء العرب أو اغلبهم. ولا أدري هل هذا الاتصال عبارة عن تحدي أم وضعهم تحت الامر الواقع. صدقوني لن نفعل نحن العرب أي شيء. سوف تجد تظاهرات ثم تخريب لمباني هيئة الامم ثم يخمد الشارع ويستسلم للامر الواقع. لأننا تركنا فلسطين كلها وتركنا كل دول العالم تعيث فسادا في بلادنا، فلا أظن انه سنفعل اي شيء مهم يذكر.
مرة تجادلت مع امريكي يفهم بالتاريخ فقال أنتم العرب لاتملكون المقوّمات الحضارية حتى تكونوا دول قوية فقلت له دون تفكير وبحنق: نحن من اخترع لكم الارقام الصفر. فضحك وقال اخترعتم الصفر وبقيتم عنده لاتبرحون عنه. رجل مثل ترامب، لماذا تستقبله دول الخليج بهذا الاحتفال وهو العنصري ضد العرب وضد المسلمين ولم تتركه دولة اوربية الا وشجبته على عنصريته حتى سمته الغارديان برئيس الكراهية. نستقبله ونحترمه وهو الرجل الذي يعاني من امراض البرانوية والنرجسية وتقلب المزاج. نحن بذلك نستأهل مايقوم به الاخرين ضدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد