الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البنفسج المراق في عيون الانتظار - إلى ذكرى شاعرة اللانهايات - أطوار بهجت

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2006 / 2 / 26
الادب والفن


أنامل البنفسجات الطائرة في الصحن السائر إلى الأبدية
تلاشت في ضباب طيران الفراشات ،
تلوّح السيوف الزاهية لكِ بألسنة العفة والخذلان،
تعودين إلى غابة الدكنة بحثا عن مصابيح الحوريات.

تغادرين مدائن الموت ،
تصلين إلى ضفاف الوقت ، نمتْ عليها مرارة سراب الهجرات،
غربان تنهش حقيبة الرؤية و الأسفار.
تلك أسئلة الدماء ترسمها في الدروب خطاك،
رفيق السفر حفنة كابوس تتدفق من قعر دهشة الجياد،
فموت النسور حق ،
لكننا آمنّا بخلود الطيران.

تهشّمت لا نهائية التحديق في عربدة الطوفان،
شظاياها انتشرت في دم الغروب.
تنثرين البخور على هديل الحمام،
توازنين السماء بأنجم لئلا يراق عبثا نبيذ بلابل البدايات.

إنّما الماء ، أختاه!
توأمك ِ في التراب،
فكيف يعكّرون مرايا يضفر فيها الصفصافُ ألحانَ الغرباء؟

كلّ هذا الحزن ؟ يا أطوار! لنا أ
وأنيابُه مغروزة في أعناق الفجر!
جثثنا اخضرت ْ في غياهب الانتظار ، فإنّ
لم يعد لنا في المعجزات رجاء،
المجذوم يتهرأ تحت شمس صخور النار،
المشلول تتقاذفه موجات الظلام،
المصروع يهرع إلى جنون الجبال،
قلوبنا المصلوبة على جدران من بلور تتمزق في النظرات المنهوكة لنهر الآلام .

خلال نافذة مفتوحة على السحابات الحبلى بخفوت الألوان،
تحدثت ْ " أطوار" إلى أهل القرية في ضفة الآمال،
فلم تسمعْ كلمة ً لها جذور في الأشواق،
لم تلتق ِ عيناً تزّينها أهدابُ الأقمار،
فحملتْ حقيبة لا تسعُ أكثر من توحدها في أفق الأشجان،
وهامت ْ في واد ٍ لا يجري فيه سوى فيض الآلام.
فإلى أين تأخذ هذه الريحُ الخرساءُ هذا البستانَ في هذا النهار؟
يا أطوار!
يا أطوار!
يا أطوار!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي اكبر اساءة تعرّضت لها نوال الزغبي ؟ ??


.. الفنان سامو زين يكشف لصباح العربية تفاصيل فيلمه الجديد




.. الفنان سامو زين ضيف صباح العربية


.. صباح العربية | الفنان سامو زين ضيف صباح العربية




.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام