الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضية لم تنتهي اليوم بل منذ أوسلو

أحمد العروبي

2017 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


أضحكتني كثيرا دعوة المسجلين علي مواقع التواصل الاجتماعي بتبني صورة قبة الصخرة لإثبات أن القدس عربية 😂😂
فمن الغريب أن يفاجئ المساكين كالعادة بقرار من ماما أمريكا مساند لإسرائيل !! و كأن من المفروض أن يكون هناك ضغط ما عليها (أخلاقي مثلا هههه) كي تكون شبه محايدة بين الامة الأكثر عسكرة في الكوكب و شعب من أضعف ما يكون.

القضية الفلسطينية تمت تصفيتها في أوسلو حينما لم يعترض الشعب الفلسطيني العظيم علي تسوية لم يحصلوا فيها حتي علي اعتراف بأمتهم و دولتهم مقابل عدم استخدام السلاح ضد المستعمر الاستيطاني.

و قبل ذلك في تدخل ممثله الأهم في الشؤون الداخلية للدول العربية بدلا من التركيز علي قضيته , بل وصل بهم الامر للانقلاب علي سوريا مرة في عهد عرفات و مرة في عهد حماس (متعودة دايما)
و الأهم من ذلك هو عدم الاهتمام بالسوفيتي كموازن للقوة الهائلة التي تقف خلف إسرائيل و هي (ماما أمريكا)
و هو نفس الخطأ الذي وقع فيه الساداتي حينما دخل عملية السلام دون موازن لأمريكا فكانت كل العملية عبارة عن تقديم تنازلات من مصر لإسرائيل.

و هو الامر الذي كان يدركه معظم السياسيين بعد الحرب العالمية الثانية , فعلي سبيل المثال رئيس بنما عمر توريخوس قبل تأميم قناة بنما فتح قنوات مع الاتحاد السوفيتي للضغط علي الولايات المتحدة في تسليم القناة لدولة بنما.

جمال عبد الناصر كان قد أخرج العدوان الثلاثي بالضغط السوفيتي النووي علي حلفاء ماما أمريكا فما كان منها إلا الضغط علي الدول الثلاثة و ليس إسرائيل فقط للخروج , مع عدم إغفال دور المقاومة المسلحة علي الأرض التي أبطئت العدوان.

في فيتنام رغم تعصب الفيتناميين القومي و الذي نبقي بالنسبة لهم في هذا الجانب لا شيء , إلا إنهم قبلوا الدعم السوفيتي علي أوسع نطاق لمعرفتهم أنهم بدونه لن يستطيعوا توحيد بلدهم و لن يستطيعوا أن يضغطوا علي أمريكا وقت المفاوضات. فالمفاوض الفيتنامي لم يكن أخرق كالساداتي و الفلسطيني بل كان واعي تماما بأهمية الظهير العالمي بالإضافة للسلاح علي الأرض في نفس الوقت الذي تجري فيه المفاوضات.

الأمثلة كثيرة علي هذا و قليلة علي الجانب الساقط الذي ظن أن بالإمكان ان تكون ماما أمريكا محايدة يوما ما.

القوة هي ما يحسم المفاوضات و الامر بالفعل يشبه الميزان العادي ذو الكفتين , فكيلو إسرائيل الذي يقابله كيلو مصر , خلفه طن الولايات المتحدة و حتي يتم موازنته يجب أن يكون هناك طن الإتحاد السوفيتي , هكذا يسير الامر ليس في عالم البشر فقط بل في عالم الاحياء و حتي المادة.


ما يجب الاهتمام به الان ليس أمر تصفية القضية الفلسطينية فهو حدث بالفعل , بل تأثيرات هذه التصفية علينا , فإسرائيل تريد التخلص من اللاجئين و لا يوجد سوانا و الأردن كأوطان بديلة لهم. ليس دولة واحدة بل دولتين كون أعداد اللاجئين ضخمة و جغرافية فلسطين (المنشودة) مقسمة لجزء قريب من الأردن و جزء قريب منا

و طبعا محدش يقدر يضغط علي إسرائيل دوليا لأنه لا يوجد ظهير دولي (خلفنا و خلف الفلسطينيين) معادل لماما أمريكا يضغط عليها فتقوم بدورها بالضغط علي إسرائيل.
و فقط ما يمكن أن يضغط عليها هو تهديدات أمنية داخلية كبيرة من سلاح المقاومة و هذا صعب حاليا لكن يجب أن يبقي خيار دائما في يد المفاوض المصري لإكراه إسرائيل علي عدم التفكير في أمر كهذا.

يعني أن يصل الامر يوما ما لدعم التنظيمات الفلسطينية بالداخل بالسلاح مع تسليم كل أوراقهم و تحركاتهم للمخابرات المصرية حتي نأمن غدرهم المعتاد بمن يدعمهم 😊








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة