الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن

نبال شمس

2006 / 2 / 26
الادب والفن


حين تكون الكلمة موئلا للهيام ومنبرا لاطلاق الصوت الذي يحاول اختراق مثابات الموت بحثا عن الحياة تكون نقطة لأنطلاق الذات الى درابين واسعة تؤدي الى فضاء يسود فيه الحب ويحيا النقاء وهذا ما نصبوا اليه دائما .. والمتلقي دائما يبحث عن واقعه في متاهات النص وكوامنه لذا فالمتابع لنصوص الشاعر عبدالكريم الكيلاني يجد انه ينجرف بلا وعي الى عوالمه فاسلوبه محبب يعزف على اوتار هائمة ليعلن عشقه للوطن والحبيبة
موضوع النص
من يقرأ عري القناديل للشاعر العراقي عبد الكريم الكيلاني, يرى أنه قد استطاع أن يجمع بسطوره ثلاث صور مختلفة: للمرأة, للوطن والقصيدة التي توكأ بها, فظهرت بين سطوره عكازا لترسم أحاسيسه المرهفة لوحة جميله, ينساب جمالها بجمال كلماتها. المرأة هنا هي الحبيبة الغائبة, هي الوطن الذي يريد بلوغه وهي القصيدة ذاتها.و من اجلها كتبت, ولم لا؟ وخصوصا أن المرأة على مر العصور هي رمزا للجمال ,للإغراء والجنس. وهذه العوامل اجتمعت كلها في ألقصيده.
المرأة في القصيدة غائبة جسدا لكنها موجودة روحا في كلماته, فهو عندما توكأ بالشعر والكتابة لينقل لنا حزنه استطاع أن يظهر لنا غيابها عنه(أقترف الحب وحيداً), فهي موجودة
في كلماته, في فكره وغائبة جسدا من واقعه. فهو عندما يتسائل كيف سيبلغها, نرى مدى الحزن في كوامنه المتلاطمة حنينا لمن اصبحت ملهمته التي تبث فيه المشاعر كي يمتزج بالحياة
الصورة الثانية التي ظهرت بها المرأة في القصيدة هي صورة الوطن. فهي تظهر كأنها وطن الشاعر, وهذه إحدى ميزات الشعر الذي قيل عن وفي المرأة, فالوطن هو المكان الذي نسكن ونبقى فيه, وهنا نرى الشاعر انه مازال يبحث عن هذا الوطن الغائب الذي هو المرأة.(
أبحث عن وطن يأويني & وعيون تخترق جنوني) لكن الملفت للنظر أن في نهاية القصيدة يطلب منها أن تبقى غائبة. وهذا يعود لتمسكه في وطنه الذي هو بمعنى بلاده.
وطني .. جرّع قلبي القيحَ
.. وأسْهدَ أجفان قريضي
المرأة في القصيدة هي المركز وعري القناديل هنا هو عري المرأة الذي يراه الشاعر عريا جميلا لكنه غائبا من حاضره لهذا هي في النهاية بقيت حلما يسعى إليه لكنه لم يصله. غيابها هذا ولد الكثير من الحزن والحسرات في قلب الشاعر.
في القصيدة الكثير من التساؤلات:
كيف أجرّ سنيني خلفي؟؟؟
كيف أكحل عينيك بقافيتي الخجلى...؟
يف أرطب شفتيك بلون القزح المحروم من الشمس؟؟
كيف أطوف ثناياك؟؟؟
وأسقي بجنوني حرثك ياأنت ؟؟؟
كيف سأبلغ عينيك ..؟؟
هذه التساؤلات كلها موجهه للمرأة, في الوقت ذاته لم يبخل علينا الشاعر بالإجابات لهذه الاسئله, فهو عندما يسال ويجيب أسئلته كأنه يقوم بدارسة أفكاره عن طريق الرفلكسيا. أن هذه الاسئله هي عري القصيدة من وجود المرأة, وعريها من الفرح الذي هو قنديلا يضيء حياة البشر, فمن هنا أرى أن عري القناديل هي واقعيه وليست متخيله في ظروف كتابة ألقصيده, فأسئلته هي استعاره واضحة لحزنه
القصيدة كلها عبارة عن افكارمستحدثه من ماضيه. وانعدام الأمل والفرح من حاضره .
أن أسئلة الشاعر العميقة تعطي للقارئ صوره واضحة عن ماضيه المثقل بالإحزان, وحاضره الذي لفته الحروب وسفك الدماء الذي في وطنه, فالقصيدة كتبت في أوج الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق, الذي هو وطن الشاعر.
هنا نرى فعلا غياب الفرح من عالمه بعد ما طرحه من أسئلة, وأسباب مقنعه جدا للقارئ.
كيف سأجر سنيني خلفي؟ المعنى هنا كيف سأتابع سنيني وماضي مثقل بالإحزان, هنا نرى الشاعر أنه بربط الإجابة بقضية سفك الدماء التي في وطنه.
رغم غياب الأمل من بين السطور إلا انه في نهاية ألقصيده كانت لدى الشاعر قوه عندما طلب مغادرة تلك المرأة رغم حاجته ألماسه لها(فدعيني يا فاتنتي&اتضور جوعا في وطني)هنا انه فضل وطنه رغم الحرب والجوع.
الوطن في القصيدة يظهر مرتين, كما ذكرت سابقا هو المرأة نفسها والثاني هو الوطن بمعنى الوطن الذي يحيى به. وطن الجوع ووطن الجراح.
أن عري القناديل, هي صرخة الم, مأساة وطن, غياب امرأة, أحاسيس مكبوتة وعكازا صلبا للشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم