الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان كريم

سامي العباس

2006 / 2 / 26
كتابات ساخرة


كانت الرابعة والربع مساء..الزحام شديد على سرا فيس الضواحي..فمدفع الإفطار يحجزه عن الحشد الصائم ثلاثة أرباع الساعة..والجميع ملتاث ونافذ الصبر وجائع..أما رائحة الأفواه فقد وقف الحديث الشريف المنسوب للنبي (ص)عاجزا أن يفعل لها شيئا!!
بعد أن مشينا ربع كيلو في الاتجاه الذي تأتي منه السرافيس أفلحت وزوجتي في الحصول على المكافأة..للموضوعية فقط ينبغي أن نعترف بأنها مختلفة جذريا ( أقصد المكافأة ) عن نوعية الفرح المصّنع الوارد ذكره في التراث الفكاهي الإسلامي (إن الله سبحانه وتعالى إذا أراد لعبده الفقير الفرح :تركه يضّيع حماره ثم يعثر عليه). مجانية الألم في حالتنا اخف وطأة, ذلك أن الفرح المبزول من مخيض الألم أكثر دسما..
في المقعد المواجه لنا حشر كهل ملتحي مؤ خرته المليئة على نحو جانبي بين فتاتين وشابا, للحيته مذاق دنيوي فاقع..لم تكد عجيزة الكهل تأخذ مكانها المقسوم , حتى باشر على نحو مسموع رد الجميل لله سبحانه على آخر نعمه على عبده ,لاضرر من تأخير النعمة..إذ قد تقبع وراء ذلك حكمة (الشرب مع العطش ألذّ من دونه).
احد الفتاتين كانت تميل بنظارتها الطبية على جارتها وتهمس بما يخرجها من تحفظها..وكان هذا ينعكس على الكهل مزيدا من إغراق تحت السيطرة لجسده في الورع..انبثق مشهد من حكايات جدتي (ليتخلص الثعلب من قمله يرفع فوق رأسه قطعة صوف ويغمس جسده بدءا من ذيله في بركة الماء ببطء, مانحا القمل فرصة الهرب باتجاه قطعة الصوف....) رحت أتساءل: مما يريد أن يتخلص هذا السمين في مواجهتي ؟
بعد أن تجاوز السر فيس ساحة الأشمر وانعطف يسارا في الطريق إلى مخيم اليرموك سيطر على الرجل قلق التعرف على المكان ..جلسته بعكس وجهة السير كانت تمنح لقلقه شرعية إضافية..كان هذا واضحا من الأريحية التي تستقبل بها أسئلته:هذا شارع الثلاثين؟
-لا..لم نصل بعد..
- متى نصل؟
-لحظات.
إلا أن قلقه ولهوجته لم يتراجعا..ظل يخاوص بجسده الضخم مرغما الفتاتين على التلاصق, وضاغطا على الشاب لكي يقول وقبل دخولنا إلى شارع الثلاثين :هاهو..أين تود النزول؟
-في آخره
-عند مشحم عامر؟
-أنا معزوم على الإفطار عند الدكتور معين آقبيق,خال الأولاد..زرته قبل هذه المرة..لكن..!!..أضاف متحرجا
تدخل السائق ليعقد الموقف كالعادة: آخر شارع الثلاثين مقبرة الشهداء
-لا لا يستر حريمك..أنزلني هنا..جنح السر فيس إلى الرصيف كما في الأفلام الأمريكية ثم توقف دافعا إيانا إلى التشبث ببضعنا كما هي العادة في الملمات..هبط الكهل وهو يحوقل ويتلفت..بعد مئتي متر صرخت وقدطالتني العدوى:عند الصيدلية على مهلك.
هبطت جارا زوجتي التي تأففت:مالك؟!
ضحكت وقد بردت أعصابي:إنها سنّه...

سامي العباس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال


.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا




.. جائزة العين الذهبية بمهرجان -كان- تذهب لأول مرة لفيلم مصري ?


.. بالطبل والزغاريد??.. الاستوديو اتملى بهجة وفرحة لأبطال فيلم




.. الفنان #علي_جاسم ضيف حلقة الليلة من #المجهول مع الاعلامي #رو