الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إشارات النفوذ ألإيراني من دمشق حتى صنعاء

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2017 / 12 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تستغل إيران كل مناسبة وحدث لترسل إشارات قوية إلى العالم , بأنها ذات نفوذ وتأثير يُحسد عليه في العالم العربي , وتمثلت تلك الإشارات في قول علي رضا زاكاني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي أن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران بعد كل من بيروت وبغداد و دمشق , كما تستعرض إيران عضلاتها عبر مقاطع فيديو لقاسم سليماني قائد فيلق القدس , وهي فرقة تابعة للحرس الثوري الإيراني وهو يصول ويجول في الأراضي السورية والعراقية ويشرف على بعض المعارك الدائرة هناك , وكذلك تجلت الإشارات الإيرانية لنفوذها في العالم العربي في تحريك المليشيات الدموية التابعة لها , التي تنفذ أوامرها بحذافيرها ودون نقاش وتقاتل بكثافة وعنف تحت شعاراتها الطائفية وصرختها الكاذبة في سوريا والعراق واليمن .
كما أن هناك مليشيات حاضرة و رهن الطلب تعتز وتفتخر بها إيران في العالم العربي , مثل حزب الله , الذي جهزته عسكريا واقتصاديا وسياسيا وجعلته بعُبع إيراني في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط , وأنصار الله في اليمن النسخة طبق الأصل لحزب الله في السلوك العنيف والبطش بالخصوم , الحوثي الذي انهار في عدن ونجح في صنعاء نجاحاً مؤقتاً وقريباً سينتهي , كما ترسل إيران إشارات إلى العالم , بأنها ذات نفوذ وتأثير في الوطن العربي من خلال مليشيات على صورة خلايا إرهابية مذهبية نائمة تصحو وقت الطلب الإيراني لتزعزع الاستقرار الداخلي للبحرين والكويت والسعودية , و من ضمن سوق إشارات إيران القذرة على التأثير والنفوذ عند العرب , هو ما تقوم به مليشياتها الطائفية من تصفية للمعارضين السياسيين و للقادة العرب الذين حاربوها وسقطوا في أيدي مليشياتها مثل صدام حسين , أو خرجوا عن خطها مثل الرئيس السابق علي عبدالله صالح أو من وقف ضد مخططاتها مثل الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق , و في سلة عرض الإشارات الدموية للنفوذ والتأثير الإيراني ايضاً, تلك الرسائل , التي تشير فيها طهران حفاظها على حياة الزعماء العرب , الذين يقفون معها ويسلموها دفة القيادة والإدارة في بلدانهم , مثل الرئيس حافظ الأسد وعبدالملك الحوثي و نوري المالكي و نصرالله ونبيه بري .
تصفية الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عبر الحوثيين وكلاء إيران في اليمن سيشكل نقطة تحول جذري في المد الإيراني و أول إشارة لانتهاء صلاحية بضاعة إيران من النفوذ والتأثير و المليشيات في الوطن العربي والحوثي أول وكلائها الأقوياء , الذي ستلفظه اليمن و المنطقة العربية إلى مزبلة التاريخ نتيجة للأسباب التالية :
- تهديد الحوثي لمنطقة الخليج و البحر الأحمر وباب المندب المنطقة , التي ستشهد أضخم استثمار عربي تبلغ قيمته 500 مليار دولار ( مشروع نيوم ) , الذي تشترك فيه ثلاث دول عربيه ويمر عبر هذا المشروع الممتد على البحر الأحمر حوالي 10% من حركة التجارة العالمية , وهذا الاستثمار الإستراتيجي بحاجه إلى استقرار وأمان لجذب الشركات العالمية الكبرى , لأن الانتهاء من المرحلة الأولى لـ"نيوم" سيتم بحلول عام 2025 , وقد تم تحديد قطاعات اقتصادية أساسية جميعها ذات صله بالمستقبل و تحتاج إلى مناخ استثماري أساسه الاستقرار الأمني والاقتصادي , مثل مستقبل العلوم التقنية والرقمية , مستقبل التنقل , قطاع الطاقة والمياه , قطاع التقنيات الحيوية , مستقبل الغذاء , مستقبل التصنيع المتطور , مستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي .
- الحوثي قصف الأراضي السعودية وحاول قصف الإمارات بالصواريخ وهذا يدل على انه يشكل تهديد قوي للنظام والسكان في المملكة العربية السعودية والإمارات , وهو ما لن تسمح باستمرار وتكرار تلك المحاولات هاتان الدولتان مهما كلفهما الثمن وستدفع بكل ما لديهما من قوه لاقتلاع الحوثي من اليمن .
- توغلت مليشيات الحوثي في البطش والانتقام من المدنيين والعسكر في الشمال والجنوب وهو ما سيوحد الشعب بكل أطيافه على اتفاق القضاء على ظاهرة الحوثية .
-الثأر واحد من الأسباب القوية , الذي سيسرع بدفن الحوثي وجماعته , فمقتل صالح وقيادات مؤتمريه محسوبة على قبائل من العيار الثقيل في الشمال والجنوب لن يمر مرور الكرام عند قبائل القتلى .
- خروج الحوثيين على العادات والتقاليد والأعراف القبلية اليمنية و ارتكابهم جرائم تمس شرف وسمعة القبائل مثل قتل الأسير وضرب النساء بالرصاص والهراوات , والتمثيل بالجثث والتحوث الإجباري تحت التهديد بالقتل.
- القضاء على الحوثي ضرورة حتمية للسعودية والإمارات , لأنه يحجم من طموحات طهران الإقليمية و يمثل رسالة واضحة وقوية لكل التنظيمات السرية والجماعات والساسة و الحركات و ألأحزاب والعناصر في المنطقة العربية , التي لها ارتباطات بإيران و تلعب دوراً بارزاً من مواقعها في تنفيذ الأجندات الإيرانية وتعمل على إثارة الفوضى والقلاقل في دول المنطقة بأن الدور سيأتيها عاجلاً أم أجلا.


د / مروان هائل عبدالمولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب