الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء التوراة

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2017 / 12 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أبناء التوراة
المشهد الدامى فى الشرق الأوسط ، من سوريا إلى اليمن ، يمكن توصيفه بأننا أمام موجة بربرية كبرى من الحروب الدينية التى يشنها أبناء التوراة على بعضهم البعض ، من جهة ، وعلى العالم من جهة أخرى ، يستوى فيهم أبناء إسماعيل البدو ، بأبناء إسحاق الأكثر حضارة وغنى ، كلاهما بربرى ، لاتعنيه كل إنجازات الحضارة فى النهاية ، ولايستطيع أن ينأى بنفسه عن صراع الأديان ، الذى ذرعته ذرية الشيطان فى هذا الجزء من العالم قبل آلاف السنين،
إن المشهد الدامى الذى بدأ بالتفجيرات الإنتحارية للقاعدة وداعش فى سوريا والعراق ، بقيادة أبناء إسماعيل ، والرد عليها بالأسلحة الكيمائية من الطرف الآخر ، سواء حسب نفسه على إسماعيل أو إسحاق ، قد وصل مداه بصور الرئيس اليمنى المقتول قبل أيام تذاع على الهواء مباشرة ، كأنها الألعاب النارية فى مواسم الأعياد، بعد أن إنقلب حلفاء الأمس الحوثيون على أصدقائهم المؤتمرين ، ونكلوا بهم وبرئيسهم أبشع تنكيل ، ثم بدخول أبناء إسحاق المفاجئ ، اليمين المسيحى ممثلاً فى الرئيس الأمريكى ترامب ، واليمين اليهودى ممثلاً فى نتنياهو ، على خط الصراع الواسع ، بإعلان القدس عاصمة موحدة لدولة إسرائيل ، قبل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطينى الإسرائيلى ، كما تنص القرارت الدولية ، وكأنهما بذلك يصبان مزيداً من الزيت على النار ، ويمنحان الفرع الإسماعيلى من ذرية الشيطان قوة ومشروعية لمواصة حروبهم البربرية على العالم.
نحن إذن لسنا أمام أزمة سياسية منطقية ، على الحدود ، أو الثروات ، مثلاً ، يمكن تسويتها بالتفاوض، أو بالوسائل السلمية ، ولكنا أمام صراع هويات توراتي ، أبدياً ، لايعرف الرحمة ، ميراث ثقافى متراكم منذ آلاف السنين ، سواء حدث التراكم فرضاً أو إرادياً ، فمن يهودى إلى مسيحى إلى مسلم ، إنقسم أبناء التوراة بعد ذلك ، إلى فرق ومذاهب كبرى ، لايعرف عنها مؤسسو هذه الأديان شيئاً ، فرسيين وصدوقيين وسامريين ، كاثوليك وأرثوذكس وبروتستانت ، سنى وشيعى وخارجى ، ومن الفرق الكبرى جاءت عشرات ومئات الفرق الصغرى، كأنها فى حالة إنشطاراً نووياً لايتوقف ، وفى اللحظة التى تصورنا فيها أن الفرع الإسحاقى منهم قد نمى وتحضر وإبتعد عن لغة الصراع الدينى ، نجده فى لحظة وقد ألقى بنفسه فى أتون الصراع ، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وكأنه يؤكد للعالم، أن ذرية الشيطان، لاتتوب أبداً.
وكما أكدنا فى كل مناسبة ، فليس هناك حل لهذه الأزمة الأبدية ، سوى أن نسأل أنفسنا سؤالاً وحيداً ، وأن نجيب عليه بكل شجاعة ومنطقية ، هل هذا الميراث التوراتى ميراثاً إلهياً فعلاً ، هل أبراهيم وأبنائه ، إسحاق وإسماعيل ، أو إسماعيل وأسحاق وذريتهم ، أنبياء الله فعلاً ، أم مجرد زعماء قبائل بدوية قديمة ماتت وإندثرت ومازلنا نحمل وز خرافاتها وصراعاتها البريرية حتى عصر المعرفة فى القرن الحادى والعشرين؟ وهل الطريق إلى الله محصوراً بميراثهم الدينى البدائى وكتبهم وأشعارهم وحكاياتهم السخيفة ، أم أن الله لايعرف عنهم شيئاً ؟ فبدون أن نتحرر ثقافياً من هذا الميراث الشيطانى، لن نستطيع أن نتحرر سياسياً أبداً، فلامفاوضات ولاتفاهمات ، مهما بلغ ذكائها أو حتى حسن نياتها ، يمكن أن تمكننا من العيش فى سلام فى المستقبل ، بدون أن نقضى على خرافة أبناء التوراة الشيطانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الردة القاتلة
ركاش يناه ( 2017 / 12 / 9 - 12:26 )

الردة القاتلة
_______

نعايش الان ردة قاتلة ... ابناء اسحق يجحدون تاريخهم الحديث .. فى الحرية و الاخاء و المساواة

تلى علينا بالامس فضيلة الشيخ دونالد ترامب آية ألتوبة ... (( حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ))

هم هنا اليوم عائدة على الالمان و اليابانيين و العرب المسلمين ( آى و الله العرب المسلمين ) ... أما المؤمنين الخارجين للحرب و الجهاد و نصرة الله و ترامبه .. فهم المارينز و اساطيل العم سام و طائراته ووزارة الخزانة الامريكيه ( بيت المال الجديد )

قال رسول الله الجديد : ميركل تدفع .. السعودية تدفع .. الكويت تدفع .. قطر تدفع .. و الكل صاغرون .. و القدس لإسرائيل ... و سندُك اتخن تخين بالصواريخ و الطائرات

إفرح يا حوينى و يا قرضاوى ... اولاد اسماعيل ... بضاعتكم رُدت اليكم

و كما وضحت استاذنا ... رجعت الانسانية و الحضارة العالمية الف سنة إلى الوراء


.....


2 - الرد على صديقى ركاش تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2017 / 12 / 10 - 00:11 )
أحسنت صديقى ركاش ، الحل هو محور شرق أوسطى أوربى ، القارة العجوز أكثر حكمة . تحياتى ياصديقى

اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة