الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علي عبدلله صالح ..... الاغتيال أم الاعدام ...؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إذا عدنا بالتاريخ لما يزيد عن ثلاث سنوات الى الوراء .. أي الى ما قبل تحالف المؤتمر الشعبي العام مع أنصار الله في اليمن , فإننا سنصل الى قناعة لا غبار عليها بأن علي عبدلله صالح هو تاريخياً رجل السعودية في اليمن ... وهو ليس فقط من أكثر الرؤساء اليمنيين في طول المُدة الزمنية التي حكم بها اليمن , بل من أكثرهم ولاءاً للسعودية منذ استلامه للسلطة في اليمن الشمالي عام 1978 مروراً باندماج اليمنين الشمالي والجنوبي عام 1990 الذي حدث بعد سنوات من انتهاء الحرب الاهلية في اليمن الجنوبي عام 1986 . وهي حرب اندلعت مع انقلاب الرئيس الاسبق علي ناصر محمد وأنصاره على الرئيس الراحل عبد الفتاح اسماعيل والجناح الماركسي في الحزب الاشتراكي اليمني ... حيث انتهت تلك الحرب الاهلية بمقتل الزعيم اليساري عبد الفتاح اسماعيل عام 1986, ليستلم السلطة بعدها في اليمن الجنوبي علي سالم البيض, الذي أصبح بدوره بعد عدة سنوات نائباً للرئيس اليمني علي عبدلله صالح مع اندماج اليمن الشمالي والجنوبي في صيف 1990 .. ليخضع بعدها اليمن بمجمله ليس فقط لحكم علي عبدلله صالح , بل أيضاً للهيمنة السعودية على القرار السياسي اليمني وذلك بتوجيه من الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب التي ساهمت باسقاط حكم اليسار الثوري في اليمن الجنوبي .
وفي اطار تآمرها على اليمن شنت السعودية عام 2009 بالتواطؤ مع علي عبدلله صالح وباستخدام سلاحها الجوي حرباً همجية وقصف اجرامي على الفقراء الحوثيين من القرى اليمنية الثائرة في صعدة شمال اليمن ... ومع إندلاع الانتفاضة الشعبية العارمة في اليمن المُناهضة لحكم علي عبدلله صالح أوائل عام 2011 .. بذلت السعودية وقطر من خلال المبادرات الخليجية جهوداً هائلة لانقاذ حكم علي عبدلله صالح الذي تعرض لمحاولة إغتيال اثناء الانتفاضة بعد أن ارتكب خلالها جرائم عديدة, كان من ابشعها مجزرة الاعتصام في ساحة التغيير بصنعاء في مارس 2011 والتي ذهب ضحيتها ما يقرب من 700 يمني بين قتيل وجريح . وبعد إصابة علي عبدلله صالح أثناء محاولة الاغتيال تم نقله للعلاج لفترة طويلة في السعودية .... ولكن مع عجزالسعودية في تهدئة الانتفاضة اليمنية المناهضة لصالح, قامت في أواخر عام 2011 باعتماد مبادرة خليجية جديدة لنقل السلطة السياسية في اليمن الى نائبه عبد ربه منصور هادي كنوع من التغيير الشكلي في الوجوه, وذلك مقابل منح علي عبدلله صالح وأسرته الحصانة من الملاحقة القضائية بسبب الجرائم الفظيعة التي ارتكبها بحق الشعب اليمني اثناء الانتفاضة .... ولكن رغم اقصاء صالح عن الرئاسة في فبراير 2012 وتسليم الرئاسة لنائبه عبد ربه منصور هادي استمرت القلاقل والاضطرابات والاشتباكات في اليمن لاكثر من عامين ونصف بسبب المؤامرات والتدخلات السعودية والقطرية, الى أن قامت جماعة أنصار الله بالتعاون مع المؤتمر الشعبي العام والقوات اليمنية الموالية لعلي عبدلله صالح (الذي لم يُعجبه إقصائه عن السلطة) بالاستحواذ على السلطة في سبتمبر 2014 ... حينما اقتحمت حركة أنصار الله وحلفائها بعد أربعة أيام من الاشتباكات العنيفة مقر الفرقة المدرعة الاولى التي يقودها علي محسن الأحمر والموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح الاخواني .. كما سيطرت على كافة المؤسسات الامنية والمعسكرات والوزارات الحكومية دون مقاومة .
ولكن رغم ثبات التحالف بين حركة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وبعض القوى السياسية اليمنية الاخرى , إلا أن هذا التحالف بني على أسس المصلحة الوطنية اليمنية في ظل المؤامرات الخليجية والغربية والجرائم التي يتعرض لها اليمن, ولم يكن في حقيقة الامر تحالف استراتيجي وآيديولوجي .. ولكن علي عبدلله صالح كان يُشكل منذ البداية نقطة الضعف الرئيسية في هذا التحالف بسبب خلفيته الانتهازية المتأرجحة ولتاريخ خضوعه للهيمنة السعودية . وهنا لم يتمكن علي عبدلله صالح المُشبع بالانتهازية والمُتعطش للسلطة واستعادة الرئاسة التي فقدها من الاستمرار في هذا التحالف .. فانقلب بكل وقاحة وعمالة وغباء على القوى الوطنية في اليمن , واختار أن يُكافئ التحالف السعودي في أشد ظروف القصف الهمجي والحصار والتجويع والامراض وحرب الابادة التي يشنها تحالف العمالة والخيانة السعودي على الشعب اليمني بدعم من الغرب والكيان الصهيوني ومشاركة الانظمة الخيانية العربية ... وقرر شق الصف الوطني المقاوم باستخدام مجموعة من الميليشيات المُسلحة وبعض الشخصيات الانتهازية في حزب المُؤتمر الشعبي مُتأملاًأن يلقى تأييداً شاملاً من جميع قيادات وعناصر الحزب ودعماً عسكرياً من بعض قطعات الجيش , والتفافاً قبلياً واسعاً.... ولكن حساباته كانت خاطئة .. فقد خذلته معظم هذه الاطراف ورفضت محاولته الانقلابية الخيانية التي سرعان ما فشلت وانهارت .. وهنا لم يجد علي عبدلله صالح أمامه سوى الفرار واللجوء الجبان الى مشايخ الخيانة في الامارات للالتحاق ببعض أفراد اسرته وليتابع فصول خيانته بين شيوخ الامارات , ولكن ....!!! بعد فوات الاوان , فلقي المصير الذي يستحقه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة