الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزاع العربي الإسرائلي

ناس حدهوم أحمد

2017 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


إشكالية النزاع العربي الإسرائلي عمره قرن من الزمن أو أكثر . وكلما طال هذا النزاع زاد تعقيدا وصعوبة في إيجاد الحل المناسب والعلاج الصحيح . فالعرب يعتمدون في تعاملهم مع الأزمة منطق العاطفة والأسلوب الديني المتزمت والإسرائليون أنفسهم يفعلون نفس الشيء . بينما العالم والمجتمع الدولي وعلى رأسه القوى الكبرى يتعامل مع كلالأزمات بمنطق العقل والتفكير العقلاني المجرد من التفكير الديني المطلق . لأنه أبعد الدين عن السياسة لما رأى ذلك ضروريا للرؤية السليمة . وهذا الواقع ساهم في خلق الهوة العميقة بين الرؤيتين فبات الحل لهذا الصراع يكاد يكون مستحيلا .
المجتمع الدولي يؤمن بالتعايش والسلام وينبذ الكراهية والطائفية والعرقية التي كانت في الماضي ولا زالت وقودا لإشعال الحروب بالشرق الأوسط حتى بين الأمة الواحدة .
كما أصبحت المصالح السياسية والإقتصادية للفاعلين الكبار أنفسهم تغذي هذه الصراعات وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائلي . وتقتضي التدخل المباشر وغير المباشر للهدف ذاته .والعرب بسبب الأسلوب العاطفي والديني في التفكير والغير العقلاني جعل من مسألة القدس جوهر القضية وخطا أحمر بينما الأراضي الأخرى المحتلة ثانوية وهامشية .
في حين القدس هي أيضا مدينة مقدسة بالنسبة للديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلامية وليس للمسلمين فحسب . ولهذا فإن المجتمع الدولي بالأمم المتحدة قسم المدينة المقدسة إلى قدس شرقية للمسلمين والمسيحيين العرب والقدس الغربية لليهود . وهذا ما جعل مشكل نقل السفارة الأمريكية من تلأبيب إلى القدس مطروحا منذ مدة وليس وليد اليوم.
إلا أن الرئيس الحالي " ترامب " تجرأ وحسم هذا الأمر وأصدر قرار الإعتراف ونقل السفارة خلال ظروف لم تكن ملائمة على الإطلاق .ودون أي اعتبار للعواطف الدينية للعرب والمسلمين .وقد تعمد عدم التطرق لمشكل الحدود والمكان الذي سوف تبنى عليه هذه السفارة الأمريكية تاركا الحبل على الغارب لأصحاب الشأن ليتم ترسيمه خلال الحوار
بين الجانب الفلسطيني والجانب الآخر الإسرائلي . في نفس الوقت وفاءا بما وعد به اللوبي الصهيوني أثناء حملته الإنتخابية للرئاسة .
إن المجتمع الدولي يعترف صراحة وبوضوح بأن القدس الشرقية أرضا محتلة منذ سنة 1967 . لكن إسرائيل القوية والمدعومة داخليا من طرف المجتمع الإسرائلي لا تحترم
أبدا قرارات الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن وتتعامل مع هذه القرارات كما لو أنها لا تعنيها . فإسرائيل المدللة دوليا هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن حرمان الفلسطينيين
من حقوقهم المشروعة وبناء دولتهم المستقلة والكاملة السيادة . وهي المسؤولة عن هذا الواقع المعقد والمتشابك ومعها أمريكا التي تحميها بالفيتو كلما تطلب الأمر ذلك في نظر
السياسة الأمريكية المنحازة بشكل مطلق لمصالح إسرائيل اتي هي مرتبطة ومقرونة بالمصالح الأمريكية ذاتها في الشرق الأوسط .
إن القضية الفلسطينية تم تدويلها منذ عهد بلفور ولا زالت هي الحجر الأساس للأزمة العويصة بين العرب وإسرائيل وربما هي أصعب الأزمات التي تتناولها أروقة الأمم
المتحدة منذ 1948 وإلى الآن لم يستطع العالم إيجاد الحل العادل القائم على التعايش السلمي والتعاون والإعتراف المتبادل لفائدة الجارين العدوين . فحل الدولتين هو الحل الصحيح
والواقعي الذي لا غنى للطرفين عنه .
إن عهد الحروب الدينية قد ولى بدون رجعة بالنسبة للغرب والمجتمع الدولي عموما . لكن العرب لا زالوا لحد الساعة يتقاتلون ويتطاحنون فيما بينهم رغم أن دينهم واحد
باستثناء قلة أقلية هي أيضا تعاني الأمرين من كل هذا الصراع الغبي . فالحل أولا وأخيرا بيد العرب أنفسهم وليس بيد غيرهم . وما لن يغيروا من نظرتهم للحياة ومن
سلوكهم في العيش والتفكير فإنهم سوف يظلون يتخبطون في أزماتهم المتعددة الأشكال والأنواع وبيادقا على رقعة الشطرنج للاعبين الفاعلين من الدول الكبرى إلى أن
ينهاروا ثم ينقرضون . فالعالم يتجدد ويتغير ويسير قدما نحو المستقبل والعرب ملتصقون بماضيهم لا يريدون منه فكاكا . والويل لمن لا يتحرك مع قانون الطبيعة ويتكيف
معه . فإسرائيل أمر واقع وليس هناك من حل إلا التعايش والسلام لأن العنف والكراهية وأمراض الماضي لن تؤدي إلا إلى الهلاك . والمقاومة العشوائية والعمياء لا
ولن تنفع ولسيما وقد جربها المتهورون ففشلوا . نحن نعيش القرن الواحد والعشرون قرن العقلنة والعولمة ولا خيار آخر لدينا والعرب أضعف من بيت العنكبوت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيرا على الأقدام.. جيش الاحتلال يجبر آلاف الفلسطينيين على ال


.. زعيم حزب فرنسا الأبية لوك ميلونشون: الرئيس لديه السلطة والوا




.. يورو 2024.. المنتخب الإنكليزي يجري حصة تدريبية من نوع خاص


.. مكتب نتنياهو: المقترح الذي وافق عليه رئيس الوزراء حظي بدعم ا




.. شروط جديدة لنتنياهو قبل المفاوضات حول الصفقة مع حماس