الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!

محمد أحمد أبو النواعير
(Mohammed Ahmed Ali)

2017 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في تهويد القدس, ما لنا, وما علينا!
د.محمد أبو النواعير
انقسمت الآراء لدينا في العراق بما يتعلق بإعلان ترامب القدس عاصمة للدولة اليهودية إلى قسمين, واتخذ كل من الطرفين منحىً قيميّاً لرأيه :
القسم الأول ينظر للموضوع نظرة واقعية, فهو يذهب إلى أن ما حصلنا عليه نحن العراقيين من الفلسطينيين شعبا وحكومات وقوى سياسية, هو عبارة عن غدر وخيانة وظلم وإجرام, فمنذ أن كان الفلسطينيون يعيشون في العراق أيام صدام, وهم كانوا يمثلون أبشع صور التبعية والخدمة لمشروع صدام الإجرامي ضد الشعب العراقي, فكانوا يجرمون ويقتلون ويتسنمون أرقى المناصب الأمنية ويتسلطون على الناس بظلمهم.
بعد زوال حكم الطاغية, لم يلمس العراقيون من الفلسطينيين سوى فتاوى التكفير, وتفجير الأجساد النتنة, حيث بلغ عدد الإرهابيين الفلسطينيين المتواجدون في العراق من المنتمين للعصابات الإرهابية التكفيرية, أعدادا كبيرة بلغت عشرات الآلاف, مدعومين بفتاوى دينية من علماء دين فلسطينيين, ومدعوميين أيضا من رأي عام شعبي فلسطيني يؤيد إجرامهم وتفجير أنفسهم وقتلهم للعراقيين .
أهل هذا التوجه يرون بأننا يجب علينا أن لا نتدخل في موضوع القدس, لأن الفلسطينيين يستحقون تماما ما يحصل لهم وسيحصل لهم, ولا يجب أن نضحي بقطرة دم واحدة لأبسط عراقي من أجل فلسطين.
الرأي الثاني, هو الرأي الثوري المسلح, والذي يذهب إلى مناصرة خيارات المقاومة وتوجهاتها, وهؤلاء يرون بأن قضايا العقيدة لا تحدها حدود البلدان, وأطر الأقطار, وأن فلسطين والشعب الفلسطيني هم أصحاب قضية ويجب الوقوف معهم, لذا لا نعلم في أي لحظة ستتحرك أفواج مقاتلة, وتنشب حرب ضروس, ويسقط الشباب شهداء مضرجين بدمائهم, من أجل قضية يعتقدون بقدسيتها.
هناك منحىً ثالث, مهم وحيوي بالنسبة لنا كعراقيين ولخصوصيتنا الوطنية والدينية والقومية, وهو المنحى الديني (العرفي) والروحي للقدس، وهو يتعلق بفكرنا الاعتقادي الديني المقدس وبأعرافنا التراثية المقدسة ، وهذا الجانب ينظر إلى خصوصية القدس لدينا, لا إلى الفلسطينيين, فلا يحق لنا ان نغض الطرف عنه أو نسكت عن تداعياته, ونحن نرى أعداء الإسلام وهم يريدون انتهاك خصوصيتنا الروحية فيه، خاصة وان للقدس خصوصية دينية وتاريخية في ديننا, وخصوصية جغرافية في انتمائنا القومي والعربي، حيث تنحصر جريمة اليهود في أنهم يريدون مسخ خصوصيات القدس دينيا وتاريخيا وسياسيا وجغرافيا باقتطاعها منا، هذا الجانب اعتقد إننا يجب أن لا نسكت عنه.
فلنتخيل مثلا مثلا أن إسرائيل غدا أرادت أن تعلن بأن مكة المكرمة هي عاصمة لدولتها، هل يصح لنا ان نسكت بحجة أن السعوديين كذا وكذا ووهابية ومجرمين ودواعش؟ وأنهم أجرموا بحقنا وفجروا وأصدروا الفتاوى في تكفيرنا؟ أم أننا سنتحرك باعتبار إن لنا حصة دينية وقيمية وأخلاقية اعتبارية في الكعبة المكرمة, وإسرائيل تريد سلبها منا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا