الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقارنات وفتاوى

يوسف عكروش

2017 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


مقارنات وفتاوى؟
لمصلحة من؟ ولماذا يجري تداولها الآن؟

يتحفنا بعض الشباب العرب وأصحاب الفتاوى من الأعراب بمقارنات وفتاوى جميعها تصب في خانة تأييد الكيان الصهيوني وتبرير وجوده؟ ما المقصود من ذلك ولماذا يتطوع مواطن "عربي" الى طرح مثل هذه المقارنات والفتاوى؟
- نطالع يومياً مقارنات بين حياة "المواطن" في الأقطار العربية وحياة المواطن في الكيان الصهيوني ويصورون الكيان بجمهورية أفلاطون! وأن العربي في السعير- جهنم؟

بداية نعترف أن ما يُسمّى الأنظمة العربية ليس لها من الأسم نصيب فغالبها أن لم نقل كلها عصابات قبلية/ عائلية أو مافيات حكم أوصلت البلدان العربية الى ما تحت القاع وأفقدت المواطن الحسّ والكرامة وحتى الرغبة في العيش وتجاوزنا انحداراً مرحلة الرق ونعاني القهر والضيم والقمع والجوع وغيره.. ووصل الحال بالبعض الى الاعلان وبجرأة وصراحة تمنّي عودة الاستعمار أو الانتقال الى العيش في ظل الاحتلال الصهيوني وانتصار هذا الكيان على محيطه لا بل انهاء الكيانات القائمة.. وهنا الحديث ليس عن "أنظمة" تتعامل وتنسق وتتآمر مع الكيان الصهيوني بل عن مواطن عادي فقد مواطنته وانسانيته تحت ضغط وقهر وقمع؟!

وهنـــــا يبرز ســــــــؤال: وهل غادرنا هذا المستعمر .. ألم يخرج من الباب ليعود من الشباك بما يسمى الاستعمار الجديد- اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً؟ اليس الاستعمار قائــــــم بأشكال متعددة .. ما هذه القواعــــد العسكرية المنتشرة على طول وعرض الوطن العربي والاحتلالات، والتبعية السياسية والاقتصادية والاملاءات.. أليس هذا الاستعمار هو الذي يعمل على الحفاظ وحماية الطغم الحاكمة ويمنــــع بشتى السبل والوسائل حتى العسكريـــة المباشـــــرة أية امكانية لتطورنا ونهوضنا؟

ولكن؟ هل كان ولا زال الفرد في ظل الاستعمار يساوي حذاء؟ وهل كان ولا زال سوى عبد وأداة لخدمة بسطار المستعمر وهل نحن بحاجة الى أدلة على ذلك.. ألم تدفع الشعوب الملايين من الشهداء لطرد هذا المستعمر - "المخلّص" .. ألم يعيدنا هذا الاستعمار قروناً الى الوراء وأليس ما نعانيه اليوم صنيعة هذا المستعمر؟

أمـــــا الــــذين يصورون الكيان الصهيوني بأنه جمهورية أفلاطون أو قطعة من الجنة فنقول لهم إن الكيان عبارة عن "جبخانة" عسكرية متقدمة للآستعمار "المشتهى" وليس لديه مجتمع مدني والديمقراطية المتخيلة المشتهاة هي فقاعة مجتمع حربي فيه كل صنوف القهر والتمييز العنصري والمعاناة - الاشكيناز والسيفارديم والفلاشا وغيرهم ناهيك عن الفوارق الطبقية!.

أما الفتاوى والتي تستعين بمقولات دينية لتبرير وجود الكيان الصهيوني فهي ترد بنفسها على نفسها فالمسلم الذي يبرر بآية من القرآن الكريم نسأله عن معنى (الاسلام يجُبُ ما قبله) وهل لا زالت مقولات التوراة و "وعد الله" قائم ونسأل المسيحي عمن صلب المسيح وهل "وعد الله قائم" .. فاذا كانت الاجابات نعم فانني أقول لكم لقد خرجتم عن دينكم؟!

أما الحقوق التاريخية! فقد مرّ في هذه البلاد الرومان والأغريق والمغول وغيرهم وحكموا، مثلما مرّت قبيلة العبرانييــــن القادمـــة من اليمــــن وليس اليهــــود الخــــزر الذين خرجوا من روسيا وأكرانيا- الأشكيناز!.. لما نرفض أن يطالب المغول والأتراك والرومان والبيزنطيين بحقوقهم في هذه البلاد؟ ولقد وصل العرب الى فارس وحكموا الأندلس وغيرها فلما لا نطالب بعودتها الى حكم الخليفة العربي المسلم؟

ارحمونــــــــــــــــــــــا من فتاويكم والرجاء ابقاء تمنياتكم لأنفسكم أو ارحلوا الى الكيان إن قَبِـلَ بكم؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل