الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الذي لا يهمه دماء الشعب السوري سوف يهمه القدس؟!

زارا مستو

2017 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


غريب أمر دول تتباكى على مصير الإسلام والمسلمين والقدس في وقت يموت سوريون دون أن يرف لها جفن, من يصدق ذلك التباكي؟ نحن – السوريين- نعرف جيدا هؤلاء الدول وشعاراتهم, ومن قدّم الدعم والمساندة للشعب السوري ومن تاجر ويتاجر بدمائهم!
أطفالنا ونساؤنا يموتون ببراميل النار وصواريخ الإبادة في سوريا, ماذا قدّمت وفعلت تلك الدول للشعب السوري بمختلف انتماءاته الدينية والقومية, من لا يدافع عن المسلمين لا يهمه الأماكن المقدسة, كيف نصّدق دفاعكم عن القدس؟
جرائم النظام السوري بحق المدنيين العزل وتدمير البنية التحية للمدن وتهجير الملايين من الشعب السوري الى كافة أصقاع العالم جعلت تخرج أصوات سورية تقول إن الاحتلال الاسرائيلي أرحم من هؤلاء الطغاة في البلدان العربية.

يقول الكاتب السوري الشهير حكم البابا في مقال:" على الفلسطينيين أن يحمدوا ربهم على نعمة الاحتلال الاسرائيلي بالمقارنة مع أشقائهم تحت الحكم الوطني والقومي المقاوم في سوريا, نشاهد مثلها في سورية ولا في الأحلام، لأنه لو حدث وفعلها طفل سوري أثناء مواجهات الثورة السورية، كانت دبابة الجيش السوري ستدهسه من دون أن يرف لطاقمها أو لقائد سلاح الدبابات أو لوزير الدفاع أو للقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة جفن، هذا إذا لم يخبطوه قذيفة من دبابتهم، أو يجعلوا من جسده مصفاية بسبب عدد الرصاصات التي ستطلق عليه، بينما في اسرائيل سيفكر طاقم الدبابة ألف مرة قبل أن يصيبوا هذا الفتى بخدش، حتى لايجرجروا إلى المحاكم، وتحدث ضجة عالمية كتلك التي حدثت يوم مقتل الطفل محمد الدرة، حيث دافعت الحكومة الاسرائيلية عن نفسها لأشهر وعقدت المحاكمات لجنودها بسبب صورة مقتل الدرة الشهيرة".

ويضيف "هذا لايعني أن الطفل السوري لم يكن بطلاً في الثورة السورية، كما لايعني أن الطفل الفلسطيني لم يكن بطلاً في الانتفاضة الفلسطينية، وانما يعني أننا أمام احتلالين من طبيعتين مختلفتين، احتلال سوري دمر البلاد وقتل العباد، وارتكب المجازر واستخدم مختلف أنواع الأسلحة دون رادع أو خوف من ضمير أو انسانية أو قانون أو محاكم أو إعلام أو رأي عام، واحتلال اسرائيلي لديه قواعد لمواجهة أية انتفاضة، فلا يرد على الحجارة بالكيماوي، ويتدرج بأسلحته من الماء إلى القنابل المسيلة للدموع، إلى الرصاص المطاطي، إلى الرصاص الحي، ولايستخدم الطائرات والصواريخ والبراميل المتفجرة لقتل الناس، وحتى عندما تقرر اسرائيل قصف قيادي في حماس في غزة فهي تبلغ جيرانه ليخلو البناء الذي يسكنه، ولاتستهدف شخصيات حماس المختبئة تحت المستشفيات، ويخاف الجندي ورئيسه ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش من المحاكمة ويعمل حساباً للرأي العام ويفكر بوسائل الاعلام، ولذلك على الفلسطينيين أن يحمدوا ربهم على نعمة الاحتلال الاسرائيلي، بالمقارنة مع أشقائهم تحت الحكم الوطني والقومي المقاوم في سوريا".

فيما تقول الكاتبة السورية الشهيرة وفاء سلطان في مقال:" اليوم لا تعنيني قضية القدس، ولم تكن تعنيني يوما! فهي ليست قضيتي ولا استطيع أن أتبناها أمام قضية أحق مني بها، قضية خمس وعشرين مليون سوري، المرتاح فيهم مرهق حتى الانهيار! ليست القدس قضيتي أمام قضية أقدس عندي وأكثر إلحاحا…. قضية أكثر من نصف مليون سوري قضوا نحبهم، وأكثر من أربعة ملايين يلقون أنفسهم بالبحار هربا من جنون الحرب، والباقي يعيشون فوق ركام عمراني وبشري وأخلاقي رهيب أكثر من الموت!"

وتضيف سلطان "(كل مدينة برقاب أهلها تناط) لنا مدننا العائمة على خراب، ولهم قدسهم. لست هنا لأقوض من عدالة قضيتهم، والأمر أقل ما يعنيني. لكنني هنا لأفضح قيادة منافقة رعناء، زعمت أنها ستجعل من فلسطين حمص سوريا فجعلت من حمصنا فلسطين سوريا!".
وتؤكد "لأفضح شعبا فقد بصره وبصيرته ولم يعد يرى الماء الذي يسبح فيه! ليت السوريين اليوم ينعمون في مدنهم (فقط فقط فقط) بنفس المستوى الذي ينعم به الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس المحتلة. هل رأيتم أحدا منهم يلقي نفسه في البحار هربا من ظلم اسرائيل؟؟؟؟".

وفي الختام أقول إن غالبية السوريين يقولون نحن نريد أن نعيش بسلام ووئام قد مللنا من شعارات وأكاذيب, نحن مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة, وهناك من تمثله, ونحن نحترم خياراتهم, فيما يرى البعض ان اسرائيل ارحم مع الفلسطينيين مقارنة مع الطغاة العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا