الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق على مفترق الطرق

فالح الحمراني

2006 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


صعدت القوى التي تتعكز على الشعار الطائفي بمختلف الوانه في العراق من عملياتها المجرمة ضد كافة مكونات البلد.وطالت جرائمها المقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية والاهالي وحرمة العوائل وفق هويتهم، واعتدت على الدبلوماسيين الاجانب والصحفيين ومندوبي الامم المتحدة والبعثات الدبلوماسية ونحر العلماء واساتذة الجامعة ورؤساء العشائر. وبلغت ذروة جرائمها بتفجير مرقد الامامين العسكري والهادي ( ع) في سامراء، كما تعرضت المساجد في بغداد لاعتداءات كرد فعل طائش.وفي ظل الوضع المهدد لم يبق امام القوى العراقية المخلصة لبناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الانسان والاقليات والحريصة على الحفاظ على وحدة العراق، الا الاتحاد وتناسي الخلافات الثانوية والتحرك لمجابهة تلك القوى ورص الصفوف لرفع الصوت عاليا وخاصة في الداخل التحرك عمليا، لتفويت الفرصة على خفافيش الليل من اعداء العراق الديمقراطي اللاطائفي الجديد.وعلى التكتلات الفائزة في الانتخابات الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدا عن المحاصصة الطائفية.
ويلوح ان مخطط قوى الظلام الذي يقوم على احباط العملية السياسية واقامة بدلها نظام فاشي باسلوب جديد، دخل طورا جديدا بالاعتداء على مقدسات جزء كبير من الشعب العراقي، اريد له ان يكون الشرارة التي تحرق السهب. ان تداعيات العملية المجرمة وضعت العراق على مفترق طريق.فاما يواصل العراق تاريخة كدولة موحدة، واما ان تلجا كل طائفة الى خيمتها بعد حرب اهلية طاحنة.
لقد كانت القوى الشريرة الساعية لعرقلة العملية السياسية سلميا في العراق، تجرب كافة الوسائل الدنيئة، من اجل عرقلة العملية السياسية الديمقراطية.ان هدفها دون شك اعادة التاريخ للوراء، وتمهيد الطريق لبناء نظام فاشي قمعي ديني متطرف وبالتعاون مع فلول النظام المباد.
لقد نفذت عمليات لقتل اكبر مجموعة من ابناء شعب العراق، خاصة من ابناء الشيعة لتاليبهم على ابناء شعب العراق من السنة، وتفجير الكنائس المسيحية للتضيق على المسيحيين واثارة العالم المسيحي، ولم تنجوا من اعمالهم الاجرامية الاقليات الدينية والقومية الاخرى ولاالمؤسسات الدبلوماسية والصحفية. ان العراقيين مستهدفون اليوم باسرهم.والهدف واحد سحب بساط الشرعية من الجمعية الوطنية المنتخبة والحكومة التي سوف تنبثق عنها،وعرقلة نيلها الاعتراف الدولي، واثارة الفوضى في البلد. الهدف بات واضحا اثارة الجميع ضد الجميع واشعال حرب اهلية.ولكن لمصلحة من تنفذ هذه المؤامرة المجرمة. باسم الاسلام والامة العربية؟. واين صوت الممثلين للمسلمين والعرب الشرفاء للرد على هذه الجرائم التي ترتكب باسمهم.
ومع شديد الاسف فان هذه القوى المجرمة، قوى الارهاب، تجد لها غطاءا من تيارات تتلفع بالستار الديني والقومي/العربي، والتي تنبري وقبل ظهور نتائج التحقيق، بادانة هذه الجهة او تلك بالتورط في تلك الممارسات البشعة. البعض منهم يشير الى اميركا والاخر لاسرائيل والثالث لايران، وحتى لوزارة الداخلية العراقية وربما للشيطان. واذا ما انطلقنا من مقولة من المستفاد من تلك الجرائم واثارة حرب اهلية، فدون شك انها قوى واضحة.تروم بناء العراق وفق مشيئتها. قوى لاتريد لشعب العراق ان يقرر مصيره بنفسه، ولاان يعيش بالطريقة التي يراها مناسبة له وفق خصوصيته. هذه القوى لاترى في انظمة الحكم سوى وسيلة للبطش والاستبداد واستعباد الاخر والتسلط عليه ، وفي الحاكم ظل الله على الارض، لاموظفا منتدبا بالاقتراع لادارة شئون الدولة لفترة يحددها الدستور. هذه القوى هي قوى "القاعدة" وفلول النظام المباد ومع الاسف الشديد فان هناك قوى من ابناء السنة، تورطت بحمل السلاح بارتكاب اعمال شنيعة بحجة اخراج الاحتلال والمقاومة ، دون وعي بنجاعة الاسلوب السلمي، فوقفت لجانب الارهاب.
لقد حان الوقت لان تدرك كافة مكونات واطياف شعب العراق اللحظة التاريخية، والارتقاء لمستواها. ان عدو الشعب العراقي واحد. وهو كل من يعتمد السلاح والارهاب لفرض نفسه على الاخرين ومن يعرقل مضي العملية السياسية بصورة سلمية ومن يصر على التوجه الطائفي ويخنق الحريات العامة ويهضم حقوق الاقليات والمراءة ومن يسعى لاحتكار السلطة. ان العراق اليوم دولة ديمقراطية لها دستور، ويحق لكافة القوى السياسية ان تشارك بروح بناءة في الحياة السياسية في اطار القانون.هذا هو الخيار الاصح والانفع لبلد متعدد القوميات والاديان، وشعب يتحلى بوعي سياسي. وهل يعتقد الفاشيون المتخفون وراء الشعار الديني والقومي، ان العراقيين سيخضعون لهم ، مثلما صمتوا على مضض لمدة ثلاثة عقود خلال حكم الطاغية صدام. هيهات. ان التاريخ لن يعود للوراء، والوعي البشري حالة متطورة. لذلك فرغم اللحظة المظلمة، وبتكاتف القوى الواعية لسيرورة اللحظة التاريخية الحالة، فان هناك افقا مشرقا ينتظر العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا