الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطسيلة العربية

ناس حدهوم أحمد

2017 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


كيف يمكن لنا أن ننظر إلى الواقع العربي الراهن ؟ فمن الصعب أن يتأمل الإنسان العربي ما يحدث في وطنه الكبير دون أن يغضب ويقلق أو يمتعض من الحالة التي وصلت إليها الشعوب العربية المغلوبة على أمرها
بالفقر والجهل والأمية والفساد المادي والمعنوي والمعاناة من سوء التدبير لشأنها العام . ليس هناك مرفق واحد في هذه المجتمعات يسير بطريقة طبيعية مثل غيرها من الدول الأخرى .كما ليس هناك بصيص من الأمل
يعيد الثقة في النفس بخصوص مستقبل هذه الأمة المتخلفة والمتخبطة في أزمات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد في هذه الجهة أو تلك . بينما أغلبية الأنظمة العربية أصبحت فاشلة في تحقيق التنمية والكرامة والأمن لمواطنيها .
الربيع العربي لم يأت إلا بالحروب والدمار والنزوح البشري وتشتته في كل أنحاء بلاد الغرب الذي هي نفسها ضاقت درعا بهذه الطسيلة العربية التي تفكر بطريقة لا يكاد يفهمها سكان هذا الكوكب الأزرق الذي نحيا
على أرضه الزاخرة بالخيرات والثروات . فالإرهاب مع كل هذه الإمكانات الهائلة والكافية لجميع البشر . ينتشر انتشار النار في الهشيم . وأصبح لدينا قنابل بشرية تقتل بشهية وتروي غليلها المشبع بالكراهية ضد الآخر المختلف
سواءا كان هذا الآخر عربيا أم أجنبيا وبات القتل تذكرة لدخول الفردوس الأبدي والوهمي ولم يعد للدين الإسلامي تلك العلامة أو الهالة النظيفة والطيبة بين الخالق والمخلوق بل تحول إلى وسيلة ومطية سياسية لجني المال
والحصول على السلطة والنفوذ وغاية تجارية محضة . أما الشعوب العربية البائسة بجهلها وأميتها وغبائها . ومخدرة تخديرا مرضيا يحول بينها وبين امتلاكها للوعي السياسي والإجتماعي والفكري القمين بتحريرها من طاعون
الجهل والغباوة المعشش في أدمغة الغالبية العظمى من مجتمعاتها .وقد زاد الأزمة تعقيدا تدخل الذئاب الأجنبية في أمور هذه الأمة بتواطؤ فاضح لبعض الأنظمة الفاشية محلية وإقليمية ودولية مع صناع القرار هنا أو هناك
وأمراء الحروب ومهربي البشر والأسلحة والمخدرات فتقاطعت المصالح والصفقات بنهب ثروات هذه الشعوب الغائبة عن الوعي . واشتعلت المنطقة بنيران الحروب تدفع ثمنها شعوب المنطقة نفسها من حياتها ودمها ودم أبنائها
في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا والصومال وأفغانتان . واستطاع النظام الإيراني الدكتاتوري أن يمد نفوذه في كل هذه البؤر المشتعلة ويعمل جاهدا من أجل التغلغل بهيمنته إلى بقية الدول الأخرى بالمنطقة المستهدفة
التي هي نفسها تعيش حروبا أو فوضى باردة وخفية داخل نسيجها الإجتماعي المتأزم .يدعمها داخليا حزب الله بقوة وملشيات أخرى بطريقة مباشرة وغير مباشرة . وخارجيا الدب الروسي والتنين الصيني وحلفاء آخرين من فوق
الطاولة أو تحتها . فاللعبة صارت واضحة ومعروضة على طاولة الأمم المتحدة التي لم تجد لها حلا ميدانيا يرضي هذا الطرف أو ذاك . أما العدو الصهيوني فهو لا يجد متعته إلا في هذا الواقع المتردي والمنهار ليقوم ببناء
المزيد من المستوطنات ويقطع الطريق عن نظرية حل الدولتين . هذا الحل الذي هو مجرد نظرية للإستهلاك الداخلي والخارجي تدعمه الولايات المتحدة المنحازة لإسرائيل ضدا على الحقوق الشرعية للفلسطينيين الذين هم أيضا
يعيشون انقساما حادا زاد من تأزيم الوضع وتكريس الإنقسام بين الإخوة الأعداء . فالتخطيط الأمريكي منذ عقود من الزمن أعطى أكله بسبب هذه الفوضى التي قيل عنها " خلاقة " كما صرحت من قبل" كوندليزا" ذات يوم حينما
كانت تحمل حقيقبة الخارجية لبلدها كقوة عظمى . فرغم القضاء على " داعش " إلا أن الفكر الداعشي لا زال ثاويا داخل رؤوس البشر وقد تم نبشه وإحيائه من جديد بإعلان الرئيس الأمريكي " ترامب " قراره بنقل السفارة
الأمريكية لبلاده من تلأبيب إلى القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين . ورغم معارضة المجتمع الدولي في أغلبيته الساحقة لهذا القرار الإستعماري إلا أن هذه المعارضة ليست سوى حبرا على ورق داخل
أروقة الأمم المتحدة المهددة بالإفلاس لأسباب معروفة . فالمقبل من الأيام كفيل بإغراق العالم في حروب مدمرة لأن الآتي من المفاجآت والصدمات لهو أشرس وأفتك . أما التنديد بتهويد القدس . والمطالب العربية عموما
والفلسطينية خصوصا بحل الدولتين وجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المرجوة ليس سوى حلما لا وجود له في الواقع ما دامت هذه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج لم تتحرر بعد من البؤس الذي تتخبط فيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيرا على الأقدام.. جيش الاحتلال يجبر آلاف الفلسطينيين على ال


.. زعيم حزب فرنسا الأبية لوك ميلونشون: الرئيس لديه السلطة والوا




.. يورو 2024.. المنتخب الإنكليزي يجري حصة تدريبية من نوع خاص


.. مكتب نتنياهو: المقترح الذي وافق عليه رئيس الوزراء حظي بدعم ا




.. شروط جديدة لنتنياهو قبل المفاوضات حول الصفقة مع حماس