الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب وما يثار حول تأريخ تسميتهم ومنشأ لغتهم

عادل كنيهر حافظ

2017 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية



يتحدث اليوم قرابة 420 مليون مواطن , ينتشر سوادهم الأعظم في أكثر من 20 بلدا عربياً , يتحدثون مع بعضهم ويتخاطبون مع الآخرين , في الرسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة , ويؤلفون الكتب وينشرون , لكنهم لا يتكلمون بلهجة واحدة , وأحياناً يصعب على بعضهم فهم البعض الآخر , وقتها يرجعون في الحديث إلى اللغة العربية المكتوبة , وعندها تسير الأمور بشكل حسن .
وتسمية عرب في إشارات المصحف الكريم وأحاديث النبي ص وأدبيات التأريخ الإسلامي , تُطلق عموماً على الحضر والبدو الرحل , وتعطي معنى هوية وقومية وعلم , لكن هذا المدلول يختلف عن المدلول الوارد في النصوص الجاهلية , كما يشير الدكتور جواد علي في مؤلفه تاريخ العرب قبل الإسلام في الجزء الأول , الى أن كلمة عرب أقدم من الإسلام بكثير , حيث يؤكد على أن النصوص الجاهلية التي عثر عليها حتى الآن الباحثون من المستشرقين وعلماء ألتوراة الذين تتبعوا كلمة عرب , وجدوها في النصوص البابلية {Maturabi } يعني ارض الأعراب , وكانت في النص الفارسي المكتوب باللفة الإخمينية {Arabaia { ووجدت في النصوص العبرانية والأشورية واليونانية ومصادر لاتينية وبتسميات متعددة { Arubi ARUBU , ARUB , ARBI, } وهذه المصطلحات يقول الدكتور جواد كلها تعني الأعراب البدو سكان البادية التي تمتد من غرب الفرات حتى تخوم بلاد الشام وأصحاب الوبر بداوة أو مشيخٌة أو إمارة . وأميرهم جندب .
لكن الثابت ان كلمة عرب وجدت في النقوش الأشورية التي ترجع إلى القرن السابع قبل الميلاد , مكتوب فيها لقد كسبنا كثيرا من المعركة مع العرب وأميرهم جندب . وهناك أيضاً إشارة في كتاب الدكتور جواد علي , في بحثه للفضة عرب يؤكد نفس المصدر , على ان أقدم النصوص التي وجد فيها كلمة عرب ,هو نص آشوري في عهد الملك الآشوري شليمنصر الثالث , ويقصدون بها البداوة , وهناك من كتب عن معركة حدثت بين العرب بقيادة الأمير جندب الذي كانت إمارته تحاذي الدولة الآشورية , مع الآشوريين .
وهكذا نرى ان الاعتماد فقط على ما جاء في أدبياتنا العربية والإسلامية , هو أمرٌ يسوقنا الى ان نبلغ الجهل .
وفيما يتعلق الأمر بتأريخ اللفة العربية ومصدرها , لغاية الآن لم يجد علماء العربية بعد الإسلام تعليلاً مقبولاً , وكل مواردهم في ضل الإسلام وليست قبل ذلك , وتراهم متلبكين في تعيين أول من نطق باللغة العربية , فهم تارة يقولون ان اللغة العربية من الله علمها لأبونا آدم مع عدة لغات , وهو علمها لذريته ,لذلك هي لغة أهل الجنة , ولغة القرآن فهي بذلك لفة مقدسة , في الوقت السؤال عن أصل اللغة وليس عن قدسيتها , ومن جهة أخرى يقولون ان يعرب وهوَ من ذرية قحطان هوَ أول من تكلم العربية , ويعتمدون على بيت شعر للشاعر القحطاني حسان ابن ثابت , الذي يقول { تعلمتم من منطق الشيخ يعرب أبينا , فصرتم ذوي نفر , وكنتم قديماً وآبائكم عجمة , كالبهائم في القفر{الصحراء} . ثم يعرجون الى القول ان النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم هو أول من تبلبل لسانه بالعربي وكان عمره 14 عام , وفي مقام أخر يقولون ان النبي إسماعيل جاء من بلاد الرافدين الى الحجاز وتزوج من عشيرة جرهم القحطانية ومنهم تعلم اللغة العربية .
وعموم ما تقدم من كلام عن أصل اللفة العربية , هو خالي من البراهين المادية , وبالتالي لا يرقى إلى درجة اليقين , كون الشك يحيط حتى بقضية تعلم العدنانيين اللغة العربية , من العرب الجنوبيين بعد أن هاجر أبوهم ألنبي إسماعيل إلى ديار القحطانيين وكانت لفته الأم الكلدانية وتزوج من بنات عشيرة جرهم , ثم ان يعرب من أين تعلم العربية لوحده , وهل هناك من قبله يتحدث العربية , كذلك الأمر بالنسبة لأول البشر آدم , لا توجد أي إشارة في كتاب الله الكريم تؤكد انه كان يتحدث اللغة العربية , ثم لماذا أُبعدت لهجة عُمير وجرهم وغيرها من العشائر القحطانية من كتابة القرآن الكريم , وكتب المصحف الشريف بلغة قريش العدنانية الشمالية , وليس بالغة الأصل , الشاعر إمرء ألقيس هو قحطاني ولغته عالية الفصاحة , وهناك رأي مشهور للأديب المصري الشهير طه حسين يقول ان الشعر الجاهلي منحول وموضوع أي مزور, لأنه كتب باللغة العربية الشمالية العدنانية الصرف وذلك في العهد الأموي , في الوقت أن اغلب شعراء الجاهلية هم من العرب العاربة {القحطانيين } الذين كانوا يتكلمون باللغة الحميرية وهي لغة قريبة الى اللغات الحبشية ...وبما ان ليس هناك من جواب شافي حول قضية تأريخ اللغة العربية ,ولا حتى للغات الأخرى لا بد من العودة لتعليل العلم ,حيث تقول علوم السايسلوجيا ان البشرية ضلت آلاف السنين لا تعرف الكلام لكن حاجتها للتفاهم والإختلاط دفعها لا استخدام الإشارة عند الوجع أو الخوف , الى جانب إنصات البشر البدائي لأصوات الماء والحيوانات وصوت الهواء والطيور , وراح يردد تلك الأصوات حتى تطور غضروف دائري يكون تحت فك الإنسان ويرتبط بهي ما نسميه لسان الموت , وبمرور الزمن تطورت إمكانية ترديد الأصوات عند البشر استطاعوا تدريجيا , ان يعوضوا عن بعض الإشارات بأصوات مثل آهات الوجع , والإحساس بالبرد أو الحر أو مداهمة الوحوش لهم , وبفعل صراع الإنسان من اجل البقاء طور وراكم كنوز الخبرة الصوتية حتى أوصلها الى النطق والحديث , من ثم الى الاتفاق على تسمية الأشياء , مثلاً الشجرة كانوا يأكلون من ثمرها وينامون تحت ضلها , سميت شجرة باتفاق لغوي , وهكذا طور الإنسان مداركه وطور النطق حتى وصل الى إمكانية الحديث , وبما ان البشر لا يعيشون في بقعة واحدة , فقد اوجدوا لغات تخص محيطهم , عليه ظهرت ألغات وتطورت مع تطور البشر .
وبتقديري المتواضع , أن هذا الجواب أكثر إقناعاً من الأجوبة السالفة عن أصل وتاريخ اللغات ومنها اللغة العربية .

عادل كنيهر حافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة