الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكاشفات في أفق السهروردي

محمد علاء الدين عبد المولى

2006 / 2 / 27
الادب والفن


أعيدكَ أبعاداً
أحرقُ في جسدكَ ملاءته الأولى
أفصلُ أضلاعك لأقرأ ما يقوله الدمُ
سيدي أودعتُ أسراري في ذاكرتكَ
أنا عتبات الفضاء وشرودٌ في خضرة الحجارةِ
ضياعٌ من مباهج السّكْر
لغاتٌ تفرطها أصابع الفجر
للنباتِ كلامه
للنهر كلامه
وأنا بلا أسماء
علّق نجمةَ الكلامِ على عنقي وانتظر ما يقول الكلام
معكَ أصرخ في وجه الثعبان العالي
بحناجر يرقص فيها ثلجٌ
نحن قلوب الشجر المهزوز في العاصفة
والينابيع المقفلةُ
يصرخ الرعدُ فينا يذهبُ صداه في طحالبنا
ليس لنا صديقٌ إلاّ شواهد القبور
من يخبّىء فينا أو عنّا النبوءةَ؟
ما طاب من السموات الرمادية نحن
انتظار قمر العرس نحن
لسانٌ يشطره سلطانٌ يشتري البيعةَ بعضو زوجته
انتظر ما يقول الكلام
يا حجرَ النسيانِ متى تعشبُ؟
وحش الحزن يلتهم الدماء ويستولي على الكائنات
هي كائنات الليل أنا وأنتَ نفيضُ في نهرٍ من صراخ
ونقضم تفّاحةً سقطت سهواً من نافذة القصر

أودعتُ فيكَ أسراري
كان عاشقان يلبسان الزهر في الوضوء والثمارَ في الصلاةِ ناديتُ قفوا على بساطِ الإشراقِ واستعيذوا بالوجد من الجفافِ كأنما الروح يخرجُ من طينته ليدخل في ظل اللاهوت كأنما الجسد ألقى ثوبه وانقذف في سهم الرحلة الزرقاء
إنه المدى مئذنةٌ تصوغُ حلمها من ياقوت حزنها ترى مواكب رمادٍ تشرقُ نوافذَ جحيمٍ تنطقُ هو حزنُ الكائناتِ في البدء يختبىء الروحُ في جيب الآلهة في الختام يصعد الشيطانُ من الأكفّ يسجد الروح تحت ظله يقول له أنتَ لي فقد سقط الله من جيبك

أودعتُ فيكَ أسراري
أسراري أمعاء تتدلّى بطونُ أمهاتٍ يلدن تحت الأنقاضِ أطفالٌ يخرجون من رحاب المدينةِ ينشدون
أيها البعيدُ اقتربنا من الحرب
والحرب نور السموات والأرض
نمنا تحت شجرة مباركةٍ
أصلها في خيمةٍ
وفرعها عند إلهٍ أعمى

أسراري أشجارٌ ألبستني البرتقال وفي الصيف زينت قبري وكنتُ لا أملكُ ما يليقُ بهذا الوداع المفاجىء فتمدّدتُ في قبري ورأيتُ الكونَ نملةً تتسلل تحت الكفن
أسراري نشوةٌ ومواقفُ في عتبة الأشواق أيها الحبيب الكلّيّ لدني مرتين حتى ألج ملكوت السماء وأتروّحَ لهواء العسل بعد العلقم
أوقاتي أشعلها وأختبىء في خرقةٍ لأدخل عتبة المشاهدة أيها الملفّع بالنور حوله أرواحٌ تأتلف وتختلفُ هل تراني في البادية آكلُ من حشيش البرّ يظهرُ لي (الخضر) مردّداً { آه من قلّةِ الزادِ ووحشةِ السفرِ اتّخذني ظلاًّ لكَ }
أسراري نشوةٌ في ظلالٍ ترقص أسافرُ تلك أغانٍ وبخورٌ حلقاتٌ وجباهٌ تتلاشى إنما يستلذّ الروحُ النغماتِ إنما أتواجدُ حتى يسقط الرداء عن منكبيّ وقال لي الجنيد {القربُ بالوجدِ جمعٌ} جمعتُ الأشجارَ وأسكرتها مال الأفقُ وسقط تحت أرجلي خاشعاً متصدّعاً محوتُ آية الليل والنهارِ ألزمتُ الزمنَ طائرَه في عنقه ذبحت الطائرَ واتّحدتُ بدمه وما سمعتُ غير صوتٍ يتمايل ويقول{تلك قاصراتُ الطّرفِ, والياقوتُ, وحورٌ مقصوراتٌ في الخيامِ, اتّكىءْ على رفرفٍ خُضرٍ وقل أنا أنا, وما سواي أنا}

أودعتَ فيَّ أسراركَ
أرسلْ على روحي شوارقَ أنواركَ ونجّني من قيودِ الهيولى أذقني بردَ عفوكَ ـ إن ذاتي هبطت فاغتربت ـ تذكّرت فاضطربت ـ فسارعتْ فمُنِعتْ ـ فهل إلى وصلٍ من سبيل؟
أودعتَ فيَّ أسراركَ
وقلتَ لي
{روّح سرّكَ بتركِ ما ثقلتْ عليكَ تبعاته
إن أشدّ مبتهجٍ بذاته هو الحقّ الأولُ
فسلامٌ على ذاتٍ هبّت عليها روح الملكوت
واشوقاه إلى السرادق القدسيّ
واأسفاه على العالم}
ولكن يا سيدي المسافة عظيمة وأنا مقيّدٌ في المدينة

أودعتُ أسراركَ في نوافذ الريح
تستبيحها عوراتُ ملوكٍ ذُبحوا على ناصية الأبد
أسراركَ شجرٌ يتماوجُ على ظهر الزمن المنحني
هرِمَ الأخضرُ
وآباء الماء ألقوا غيومهم على أكتاف القرى


أودعتُ أسراركَ تاجَ ملكٍ قال
/ صفيرُ الرياحِ شعبي والطحالبُ والجماجمُ المكسورة بالقضبان
مملكتي سلاسلُ في أحذية القمر
ويدي ثعبانٌ يطولُ كلّ شيء
أقتاتُ بعظامِ الأطفالِ
أجمّع أثداءَ الأمهاتِ في قِدْرٍ أنفثُ تحته نار الولاء
ولا أحد يقول لي (لا)
هو قطيع النَّعامِ تطيلُ الـ (نعم) أجنحته ليرعى في رمالي/

وأوقفني تحت غمامة أهدابه وقال غيمتَهُ التاليةَ
قل لأصحابٍ رأوني ميّتاً
فبكوني إذ رأوني حَزَنا
لا تظنوني بأني ميّتٌ
ليس ذا الميّت واللهِ أنا
أنا عصفورٌ وهذا قفصي
طرتُ منه فتخلّى رهَنا
وأنا اليومَ أناجي ملأً
وأرى الله عِياناً بهَنا
بأيّ قدمٍ تدخل / أدخل قلعة الموتِ؟
قدماكَ فرعا شجرةٍ تلدُ في ظلها الحروب ملوكاً
هوذا السلطان صفيّكَ الحبيبُ
- أين يداكَ لأصلبكَ؟
- بعتُهما لإلهٍ بلا يدين
- بأيّ قدمٍ تخطو؟
- أرى قدمي أراقَ دمي
وهانَ دمي فها ندمي

أيها الحبيبُ الكليّ
ننامُ في عظامٍ
نعودُ إلى ملاءاتنا الطينيةِ
تتفسّخُ معارجُ الوصول
فلندخل قيودَ الهيولى
سلامٌ لأبعادكَ
لأبعادي
أيهذا الحبيب
نيسان / 1989 تموز / 1990








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان