الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سحائبُ شفتيكِ ..... ألوانُ حياةٍ

مرام عطية

2017 / 12 / 13
الادب والفن


سنابلُ وجهكِ المكتنزَةِ بالدفءِ طبقُ الصَّباحاتِ المفضَّلُ ، تعزفُ ألحانَ الحبِّ الممطرةَ سلاماً و أفراحاً ، تسابقُ أشوقَ السَّحابِ لحسانِ الأَرْضِ . تطلُّ ابتسامتكِ، فتعلنُ الحربُ إفلاسَها ؛ تجوعُ صواريُخها وطائراتُها لدماءِ الأبرياء والبراعمِ الخضرِ ، يتزلزلُ طابورها العسكريُّ والسياسيُّ ، تتشظَّى أساطيلها المدجَّجةُ بأعتى الأسلحةِ والمتفجراتِ . هاهي تنتحبُ أمامي على تاريخها الحافلِ بالغنى والانتصاراتِ على أقاليمِ الخصبِ الممتدةِ عبرَ الكونِ الفسيحِ . ياللروعةِ أمِّي ما أبهاكِ !
أغصانٌ مضيئةٌ تتهدَّلُ بين أهدابي ، ينبثِقُ منها فجرٍ يوقظني لأشربَ قهوتي الأطيبَ ، وأتناولَ فطوري المتوازنَ كعادتي عند بيتنا الطِّينيِّ المندَّى بالحنين ، الذي ألبسناهُ مع أخوتي معطفاً شتويَّاً أيامَ الصَّيفِ من عجينةِ الترابِ والتبنِ . تَوهَّجي توهَّجي أيتها النجومُ لتزغردَ فراشاتي ، إنها تتراقصُ بحبورٍ كطفلةً هانئةً يغمرها حضوركِ الوارفُ بالتحنانِ .
أمِّي ... صوتُكِ ما أحلاهُ كأنَّ الرطبَ ذابتْ في تموجاتهِ فأتذوَّقُ سكرها ب نهمٍ . حقولُ عينيكِ
الشَّقراءُ تمنحُ هداياها للجائعينَ . يداكِ السماويتانِ كفَّا المسيحِ كيفما تلمسانني تتحرَّرُ أوصالي من قبضةِ الأوجاعِ ، وتشفى الجراحُ البالغة النزفِ ، ذراعاكِ جديلتانِ ناعمتانِ لطفولتي ، ووسادتانِ ورديتانِ ؛لأغفوَ معَ أحلامي بأمانٍ ، استعارهما الربيعُ ليكونَ الأرقَّ والأجملَ بين الفصولِ .
سحائبُ شفتيكِ تنهمرُ بغزارةٍ على جبيني ووجنتيَّ بذااااااك المطررر ، تتنشقُ ضفافي الشاحبةُ عطرَكِ السعيدَ ؛ فتعودُ اليها الْحَيَاةُ
تلبسُ حلةَ الزَّهرِ ، وتموجُ على تلالها الصَّفراءِ الزروعُ .
وأنتِ تروينَ لي حكاياتٍ خضراءَ يمتزجُ فيها الصبرُ بالحبورِ . أوراقُ الكرمِ التي كنت تقطفينها ثمناً لدفاترنا المدرسيةِّ وطعامنا اللذيذِ
سلالُ الثَّمرِ الشَّهيةِ قصصُ العشَّاقِ...... نبعٌ أنهلُ من سلسلهِ العذبِ ولا أرتوي . السعادةُ قطعُ شكولاتةٍ لذيذةٌ مهما التهمتُ منها لا أشبعُ ، اعذريني ياأمِّي حضنكِ فسحةٌ شهيَّةٌ من الجنةِ .( أليستْ الجنةُ تحتَ أقدامِ الأمهاتِ )؟!
ماأحلاكِ أمِّي وأنتِ تقبلينَ عليَّ بفستانكِ الأسودِ الطويلِ و شالكِ المعقودِ إلى الخصرِ تعقدينهُ بفتنةٍ لا يتقنها سواكِ .
أمِّي لم أرتوِ من نبعِكِكككككككككك بعدُ . كيفَ غادرتني ؟!
لالاتخافي على طفلتكِ ، سأودعُ كلماتي ذاكَ النهرَ لترقى إليكِ حبيبتي في بريدِ الغيمِ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة