الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا

مصعب عيسي

2017 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


قضية الدين والسياسة والفصل بينهما هل بالإمكان حدوث ذلك في العالم العربي والاسلامي؟ هل يمكن تخيل عالما علمانيا صرفا..! او بمعني اخر، هل فعلا يمكن بناء نظام سياسي يفصل الدين من الدولة..! علي اعتبار ان (فصل الدين من الدولة) هو المبداء الافتراضي الاول للفكر العلماني ونظرتة للدولة، علي اختلاف درجات العلمانية نفسها كإداة قائمة في الاساس لمواجهة الدين وليس فهمة، فهناك العلمانية التي (تفصل الدين عن السياسية) واخري تريد (فصل الدين من الدولة والمجتمع) فنحن عندما نتحدث عن الدين، اي دين ، نعني الثقافة التي اسهمت في تشكلة علي كافة المتسويات في العقل الواعي واللا وعي لدي الافراد والجماعات، لكن السؤال هل يمكن حقيقة فصل الدين من السياسة. او بمعني اخر كيف يمكن فصل التصورات الدينية عن السياسة..! ؟
الشاهد ان الاسلام شهد تجارب العمل السياسي علي مدي تاريخة الطويل (بغض النظر عن نجاح تلك التجارب من فشلها) كل هذة التجارب طبعت حتي في عقول المسلمين (غير المتحزبين) تصورات عامة عن السياسة والحكم. فالحاكمية والقومية والعالمية كمفاهيم مستحدثة في الفكر الاسلامي موجودة حتي في الخطاب السلفي الشعبي (في المساجد والمساكن الشعبية) فقط تم تقنينها منهجيا من قبل قبل سيد قطب والمودودي وغيرها من منظري الفكر الاسلامي. واعتنقها دعاه الاسلام السياسي منذ عهد الاب الروحي للاسلاميين حسن البناء، وذلك باعتبار ان هذا الفكر هو الاقرب للتنظير السياسي الاسلاموي خصوصا فيما يتعلق بجانب الحشد والاستقطاب ، ونعلم جميعا ما حدث من حالات استقطاب حادة اجتاحت الوطن العربي تحت دعاوي الاشتراكية،العروبة إبان الثورة الناصرية في مصر وبعدها الوحدة مع سوريا والحرب العراقية الكويتية وغيرها.
ان العلمانية في ابسط تعريفاتها هي: فصل الدين من الدولة، وبسط جميع الحريات بما فيها حرية المعتقد الذي يتوجب بالضروة (تكوين الجمعيات والاحزاب السياسية) ونعتقد انها لن تكون بعيدة عن الطموحات والدوافع الاسلامية، والا ستكون هناك مواجهة صريحة بين العلمانية من جهة وعقل اسلامي متمرس خلف منظومة تاريخية ضخمة تمثلها آليات اللغة والفقة والاصول، وهنا لا تكمن المشكلة في كيفية الردع والمواجهة والتي لن تتوقف بمجرد اقرار ابعاد الدين من السياسة، وانما المشكلة تكمن حقيقة في عدم اخضاع كل هذا المنتوج الذي يمثل (العلمانيين انفسهم) لمحاولة بناء (ابستيمولوجي) جديد قادر علي التكيف مع العصر، فالعالم الاسلامي وتصورة للدين يختلف عن المسيحية وصراعها مع قوي التحرر (العقلانية) في اوروبا ، فالمسيحية بخلاف الاسلام ترتبط بالعمل (الوظيفي) السياسي والتنظير لة في بعض الجوانب التي يمكن ان نسميها (اخلاقية) وهي القيم الكلية للدين المسيحي كالتكافل العدالة والمساواة وهو ما ساعد في وجود احزاب تمثل (اليمين/اليمين الوسط) هناك وذات دور فاعل ومؤثر في الفعل السياسي ومع ذلك تمتلك جماهيرية كبيرة خصوصا في بريطانيا وحتي فرنسا (كمثال للعلمانية المتشددة).
ان وجود هذة الاحزاب وبفاعلية في العمل العام في تلك الدول يقول ان العلمانية لم تتخلص من الدين (الجوهر) انما تخلصت جزئيا من الدين (المحتوي) وقله وجود هذا المحتوي في تلك المجتمعات هو جعلها تعيش في حالة من حالات (الردة الحضارية) ان جاز لي التعبير وانعدام شبة كامل لمعني الاخلاق التي عجزت (العقلانية الاوروبية) في ادراك ماهيتها وكنهها، وسوف لا يكون هناك فرق بيننا وبين اولئك ان سار العلمانيين عندنا علي استلاف نفس النموذج وبنفس الادوات، فحتي من يحاول الباس العلمانية الثوب المحلي تجدة يكرر العلمانية في سياقها (الإداتي) في ظروف وانماط اجتماعية مغايرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال