الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المطلوب : خارطة طريق لمقاومة حكيمة !

طلال ابو شاويش

2017 / 12 / 15
الادب والفن


المطلوب :
خارطة طريق لمقاومة حكيمة!
مسار أوسلو المأزوم وتعثر التسوية مع إسرائيل وضع عملية السلام في ثلاجة الموتى منذ زمن طويل بانتظار الإعلان الرسمي عن الوفاة...وقد جاء هذا الإعلان على لسان الرئيس الأمريكي ترامب في خطاب عدواني أحمق مس ضمير الإنسانية جمعاء ...فرئيس دولة عمرها قرنين و نصف يعترف بالقدس العربية التاريخية منذ آلاف السنين كعاصمة لدولة احتلال لا يتجاوز عمرها سبعة عقود !
الصفاقة و الحماقة و العدوانية التي أبداها ترامب في خطابه لم تثر الشعوب العربية والإسلامية فقط وإنما امتد الغضب والاستنكار إلى شتي أصقاع الأرض...
ولأننا نحن الفلسطينيون من يؤسس لمواقف الأخرين، ولأننا بؤرة الحدث الكبير الذي تتشكل حوله مدارات السياسة العربية و الإسلامية و الدولية بشأن هذه القضية ،يتوجب علينا أن نمتلك الرؤية الواضحة في تحديد مساراتنا و مواقفنا و سياساتنا وفي هذا السياق نؤكد على جملة من القضايا :
فأولا... خطاب ترامب ( التاريخي) أعاد البريق و الزخم الذي فقدته القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة و خصوصا مع غبار الربيع العربي الذي أعاد ترتيب الأولويات في الإقليم وفقا لأجندات وطنية محدودة وهبط بالقضية الفلسطينية إلى ذيل الأولويات بل و في مواطن معينة خلق عداء غريبا تجاهها إذ بدت كعبء يثقل كاهل الشعوب العربية فرغبت في التهرب منها والخلاص من استحقاقاتها !
الزخم الهائل هذا يحتاج إلى قيادة حكيمة تلتقط اللحظة و تمسك بزمام المبادرة و تسعى بكل السبل لتكريسه و مواصلته بتوظيف خطاب عصري حضاري قانوني دبلوماسي مقاوم...و على الجميع عدم الاستهانة بهذا المسار مهما بدا باردا أو بطيئا كي يتحقق التكامل والإسناد بين مختلف أشكال الكفاح الفلسطيني.
ثانيا...الخطاب ( التاريخي) الترامبي يمثل إقرارا أمريكيا صريحا بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن، و ليست، و لن تكون وسيطا نزيها أو محايدا في أية مفاوضات بين الفلسطينيين و الإسرائيليين و بأن رعايتها السابقة لمفاوضات السلام لم تكن سوى احتكار انتزعته أمريكا بالعربدة على المجتمع الدولي و منظماته لتمرير صفقات تضع نهاية للصراع على حساب الفلسطينيين و حقوقهم و ثوابتهم ...هذا الإقرار الأمريكي الوقح يتطلب موقفا فلسطينيا حاسما تجاه أمريكا/ الإدارة وأذرعها المتنفذة و تجاه عملية السلام الميتة ...المطلوب إلقاء القضية الفلسطينية في وجه المجتمع الدولي و منظماته من جديد ليتحمل مسئولياته المختلفة تجاه قضيتنا بعيدا عن الرعاية الأمريكية بمساراتها الفاشلة...نعم فلسطينيا و بوضوح شديد أمريكا لم تعد وسيطا في أية عملية سلام أو أية مفاوضات لاحقة.
ثالثا...من المعيب أن نرى الشعوب في مختلف أنحاء العالم تنتفض رفضا للموقف الأمريكي بينما نحن غارقون في مستنقع الانقسام...نتقدم خطوة في ملف المصالحة و نعود خطوتين الى الوراء...يجب إنهاء هذا الملف فورا و بإرادة وطنية صادقة...يجب حل جميع القضايا العالقة حالا و الخروخ من هذا المربع إلى مربع وحدتنا و تحركنا المشترك في مقاومة المشروع الأمريكي الاسرائيلي...على الرئيس رفع العقوبات التي اتخذها بحق قطاع غزة فورا و على حماس تسهيل مهمة تسلم الحكومة لمهامها ...وحدتنا الوطنية السياسية و الجغرافية ستمنحنا قوة أكبر في مواجهة العدوان المحدق الخطير.
رابعا...المقاومة هي ذخيرتنا الاستراتيجية للحفاظ على قضيتنا و هويتنا وهي ليست للمقايضة أو المساومة...فطالما وجد الاحتلال فلابد من وجود المقاومة...لكن على المقاومة أن تتجنب المواقف الانفعالية و أن تحتفظ بحكمتها ونبلها و فروسيتها في أشد المواقف وأقسى الظروف...على المقاومة أن تحدد استراتيجياتها بوضوح فلا تخلط فيما بينها وأن تبقى عينها دوما على كل ما يقوي و يعزز صمود الفلسطينيين و يزيد من التفافهم حول قضيتهم و مقاومتهم...فإستراتيجية المقاومة في قطاع غزة تختلف عنها في الضفة الغربية...و استراتيجيتها في فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ تختلف عنها في الخارج...و في قطاع غزة بالذات المحاصر منذ إحدى عشر عاما و المدمر على كافة الصعد بسبب العدوان الإسرائلي المتواصل و بسبب الانقسام الأسود ...على المقاومة أن تكون أكثر يقظة و أن تحدد أدواتها بدقة و عناية فائقتين...ولنكون أكثر تحديدا على المقاومة أن تتجنب السقوط في فخ معادلة الصواريخ التي من المرجح أن تقود القطاع إلى حرب جديدة لم يتهيأ لها أحد و لم تجهز الجماهير لا معنويا ولا ماديا لها...و ربما تنتظرها إسرائيل للهرب إلى الأمام... يجب على القيادة بشتى ألوانها أن توقف فورا هذا الإنفلات و شبه الفراغ الغامض الحاصل في قطاع غزة و ابتكار أشكالا جديدة للمقاومة الشعبية...يجب أن تكون مليونية الجمعة التى اتفقت جميع القوى و الفصائل عليها سوى بداية لخطة مقاومة ممنهجة طويلة الأمد...المقاومة التي لا تبدع أشكالا جديدة لا يمكن أن تنتصر...و في الضفة الغربية يمكن أن تتخذ المقاومة خطوات أبعد على طريق المقاومة العنفية...و كذلك في القدس مع وضع خطة عملية شاملة لدعم صمود أهلنا هناك لما يشكلوه من رأس حربة لهذه الهبة الجماهيرية العارمة.
خامسا...يجب توحيد خطابنا الإعلامي و مخاطبة العالم بلغة لا تسئ إلى الشعوب مهما تغولت حكوماتها في مواقفها... يجب تجنب الخطاب الشعبوي الشمولي الذي لا يميز بين الصديق و العدو ويضع كليهما في سلة اتهام واحدة...علينا الدعم و التنسيق مع الجميع لخلق رأي عام كوني يهز أركان البيت الأبيض و يدفع الإدارة الأمريكية إلى مراجعة حساباتها والتراجع عن حماقتها و انحيازها و عدوانيتها.
إن تحويل الهبة الجماهيرية إلى انتفاضة شعبية متواصلة تستحق منا جميعا أن نقف أمام مسئولياتنا ...علينا ضبط الإيقاع و التحكم بمساراتنا و تعديلها إن لزم الأمر... فلا نندفع
خلف انفعالاتنا دون حساب لنجد أنفسنا أمام عملية انتحار غبية...ولا نتردد فنتأخر عن الركب بالمراوحة في تعقيدات وضعنا الداخلي بتفاصيله أو في متاهات الإقليم المظلمة...
المطلوب الأن و أكثر من أي وقت مضى رسم خارطة طريق لمقاومة حكيمة تحافظ على حيوية قضيتنا على الأقل إن لم تنقلنا خطوة ولو صغيرة إلى الأمام !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا