الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن النوادي العراقية

رشيد كرمه

2006 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ويسألونك عن النوادي العراقية .....
بدء ً أقول ان النوادي العراقية ليست جامعا ًإ سلامياً أو حسينية كما أنها ليست كنيسة او معبدا يهوديا ًأو صومعة للتدين بأي حال من الأحوال .
فالنوادي العراقية هي : تجمعات ديمقراطية تعني بشؤون الثقافة والوطن بعيدا ً عن سطوة الدين والقومية واللغة والمعتقد والجنس ,فهي بهذا المعنى منجزا ً حضاريا ًيستمد من لائحة حقوق الإنسان الكثير من مبادئه الأساسية والتي تحققت بفضل نضال طويل ومرير خاضه الإنسان هنا وهناك , لذا فان الإيمان بقدرة الإنسان على الخلق المتجدد والمتفاعل باستمرار مع المتطلبات الحياتية يؤدي بالضرورة الى الإيمان بوحدة التكوين الإنساني وتراكم الثقافات والتي ستؤدي بدورها الى كبح جماح الأفكار الضيقة الأفق والتي من سماتها الغاء الآخر والتعصب للرأي والمعتقد واللذان يقودان بالنهاية الى نوع من حالة الهيمنة والشعور بالتفوق العرقي والأثني والتي ستؤول بالنهاية الى زوايا ضيقة في التاريخ تبحث عن امجاد زائلة كان فيها السيف هو الفيصل الحاسم والوحيد ولعل هذا مايفسر تعدد الأحزاب و الأراء المختلفة والتي تدعي كل منها بالأحقية وصحة الرأي وسداده .....
وان تجربة النوادي العراقية في المنفى ليست بحديثة العهد , ولكنها جديدة على الأكثرية من فئات الشعب العراقي الذي يمتاز بتعدد مكوناته أولا ً وثانيا ًلأنه خضع لنظام حكم صارم سعى ومنذ تسلطه على مقدرات الشعب العراقي الى تفتيت قوى الناس ومنع الأحزاب والتجمعات ومنها النوادي من العمل الجماعي الذي سيؤدي بدوره الى خلق علاقات اجتماعية ديمقراطية متطورة , ومعروف ان نظام حزب البعث كان قد تميز بدمويته ووحشيته المفرطة والتي تسببت في انهيار القيم الأخلاقية التي جُبل عليها العراقييون لسنوات طوال , لذا فلقد أنتجت الغربة القسرية لآلاف العراقين نوعا من التعايش ( المفروض ) للند الفكري والثقافي والإقتصادي والإجتماعي والديني والخ .
والحقيقة ان النوادي العراقية وانا هنا اتحدث عن النوادي والبيوت والجمعيات الثقافية في اوربا ذات النظم الديمقراطية والتي لاتسمح بإ نشاء النوادي التي لاتتضمن بنودا تستند الى معايير حضارية وديمقراطية ..فمثلا لايجوز إنشاء نادٍ على اساس قومي أو عرقي أو حزبي أو فئوي وما نراه في تعدد الجمعيات والنوادي من كردية وتركمانية وعربية وآثورية والى آخره من القوميات وألأثنيات والمعتقدات الدينية محض تفكير قاصر , إذ يقتصر الأمر على الناس وعلى توجهاتهم الفكرية المتسمة بوعي مختلف عند هذا وذاك لأن النوادي سوف تجاز قانونيا بناء على أنظمتها الداخلية والتي لابد ان تفتح الباب للجميع ولابد ان تكون العبارة القانونية واضحة لالبس فيها ولا غموض فمثلا تكون العبارة في الفقرة الأولى ومن المادة الأولى لأي نظام داخلي ( يحق للجميع بالأنتماء للنادي دون النظر الى اللغة والدين والقومية والمعتقد )
ولعل مرد جميع المشاكل في النوادي العراقية الفهم الخاطئ والمتلبس عن مفهوم وكنه العمل الديمقراطي والذي يسعى الى إذابة الفوارق القومية والدينية والإجتماعية والإقتصادية ويخلق ويقدم المبادرات الفردية الخلاقة لتقريب وجهات النظر بين الآخرين عن طريق العمل الجماعي الرافض لكل أشكال الدكتاتورية والوصاية .
وهناك فرق كبير بين تجاوز الروتين في العمل وبين البيروقراطية التي تسعى الى إدامة الهيكل القديم المتسم بالنرجسية والإستعلاء على الآخر , أو التمسك بقوالب العمل القديم الذي يخلق حالة من الملل ويستهلك الكثير من الوقت ويعدم روح الحركة ويقيد الهيئات الإدارية بأنماط تعيقها من أداء دورها ولعل مسؤولية النوادي تتضاعف اليوم بسبب تعقيدات الوضع العراقي والذي نحن جزء منه ومن هنا لاأجد من حق الآخرين بالتعكز على أن ان النوادي خرجت عن مسارها الطبيعي وأضحت نوادي ( سياسية ) !!
فاذا كان الأتهام للنوادي العراقية انها تعالج الشأن العراقي وتتابع مايحدث من انتهاكات صارخة بحقوق الأنسان وتحديدا حقوق المرأة ومن محاصصة طائفية ومن قتل على الهوية والدين وما ينجم عنها تفجير للكنائس والجوامع وللمراقد الدينية ومقرات الأحزاب السياسة واختطاف وقتل الأبرياء تحت هذه الحجة وتلك , أقول اذا كان هذا مدعاة للأحتجاج على ان النوادي العراقية أضحت نوادي سياسية أقول نعم ولابد من الأستمرار بهذا النهج لأننا جزء مهم من مجتمع لازال في المخاض ونريد للوليد ان يكون ديمقراطيا يحفظ للجميع حقوقهم ويرفع شعار ( الدين لله والوطن للجميع ) وسوف لن نحول النوادي لعراقية الى تكايا خرافية فليس من واجبنا تشجيع اللطم والتطبيرواقامة الشعائر الدينية وتطبيق الشعار الإيراني (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء ) كما لانسمح بأن تكون مقرات النوادي العراقية اماكن لطبخ الهريسة وتوزيعها .................................. اننا مجتمع نتطلع الى العالم بعيون متحضرة ونعيش في دول ذات نظم ديمقراطية سعت الى الإفلات من قبضة الدين ونجحت الى حد ما من ذلك وعلينا ان نستفيد من تجاربها في هذا الشأن .
ومن يريد خدمة الناس والعراق عليه ان يتقدم متطوعا ومسلحا بفكر ديمقراطي لامناص من المطالبة به ونرفض ان يكون للنوادي مرجعيات دينية فلسنا بصدد بناء جامع او كنيسة أو معبدا يهوديا , مهمتنا الأرأس بناء الإنسان ولعن الله من هدمه _ حديث نبوي _

رشيد كَرمة السويد 26 شباط 2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر