الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمريكا وإيران صدام أم وئام

محسن طاهر

2017 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



تغيّر السلوك الدبلوماسي والميداني بين الادارة الأمريكية تجاه طهران, خلال العقود الماضية وفق مقاربة الحزبين, الجمهوري والديمقراطي للصالح الامريكية, وقد تدرجت نبرة الخطاب صعودا ونزولا تبعاً للسياقات الزمن ومقدار درجة التدخل الإيراني في الشرق الاوسط, وسعيها المحموم لإنتاج الوقود الصلب, وتخصيب اليورانيوم بنسب تفوق المسموح به عالمياً, إضافة إلى تطويرها لمنظومة الصواريخ البالستية, والأسلحة المحرمة دولياً.
لا شكّ أنّ الدور الايراني في استفحال بؤر التوتر في أكثر مناطق العالم حساسية, وتمدده الافقي في لبنان وسوريا والعراق واليمن, وتصديره للثورة الخمينية, بقوة الميليشيات الطائفية المنفلت العقال, يشكل التهديد الاكبر والمباشر للأمن والاستقرار الاقليمي والدولي, ويزيد من تأزيم المشهد الشرق الأوسطي المأزوم أصلاً, ويضعه على صفيح ساخن, مما يجعل الوصول إلى الحلول الناجعة لهذه الازمات بالطرق السلمية والدبلوماسية في غاية الصعوبة والتعقيد, فبعد الاقتراب من الحسم العسكري ضد تنظيم (داعش), ربما يكون ايران هو الهدف العسكري القادم للولايات المتحدة وحلفائها, وقد لا يتسنى للمقاتل الخارج للتو من الحرب مع داعش, استراحة المحارب, حتى يدخل حرباً آخرَ اكثر ضراوة مع دولة اتصفت ردحاً من الزمن بـ (المارقة) وبتر أذرعها العسكرية المنتشرة هنا وهناك, خاصة وإنْ صحت التوقعات لـ (سيمور هيرش) المعروف بكشفه الحقائق المثيرة في خفايا السياسة الأمريكية, منذ ما يقارب عشر سنوات, مفادها قيام سلاح الجو بضربات مكثفة وخاطفة, لمقرات السيطرة والقيادة, وقواعد الصواريخ, وتدمير معامل تخصيب اليورانيوم, والتوغل البري في المناطق الغربية الموازية للخليج ومضيق هرمز, لتأمين المعابر والممرات المائية, حفاظاً على أسعار النفط, وانسيابية تدفقه للأسواق العالمية, والعمل على تهيئة المناخات للمعارضة بشقيها المدني والعسكري, ودفعها للانقضاض على النظام الحاكم في طهران.
قد لا يكون تصور او توقعات (سيمور هيرش), السيناريو الوحيد, في ظل ما يتسرب من الادارة الامريكية, حول الغاء الاتفاق النووي المبرم بين الجانبين, في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما, نتيجة الانتهاكات الايرانية الصريحة, للبنود المتعلقة بإنتاج وتطوير الصواريح الباليستية, والتلويح بسياسة العصا والجزرة لدفع طهران مرغماً الامتثال لاتفاق جديد, توائم والشروط الأمريكية, وتضع حداً لتدخله في شؤون الغير, واحترام السيادة الوطنية لدول المنطقة, وذلك عبر فك الارتباط مع الميليشيا الطائفية, التي باتت خطورتها على السلم الاهلي والمجتمعي, توازي خطر تنظيم داعش الإرهابي, كل ذلك مقابل الانفتاح الامريكي والأوربي على النظام الإيراني وتأهيله إقليمياً ودولياً.
كيفما جاء تدوير الزوايا في السياسة الأمريكية, وأيّاً كان السيناريو المعتمد في عهد ترامب للتعامل مع نظام الملالي في قم وطهران, فمن المؤكد أنّ التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وطهران, سيغدو انقلاباً فاضحاً في محاربة قوى التطرف والإرهاب, وتراجعاً مخيفاً لدعم مسار الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم, وتالياً يجعل من مسألة الامن والاستقرار في الشرق الأوسط تترنح على كف عفريت.
_ كاتب وسياسي كردي سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب