الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


روبرت دريفوس: على شفير الهاوية في العراق

كهلان القيسي

2006 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترجمة: كهلان القيسي
لقد اثبتت إدارة بوش فشلها السياسي المطلق والواضح جدا،في العراق بعد ان وضعته على منحدر لمحرقة إثنية وطائفية، العراق قد أو قد لا يسقط في الهاوية في الأيام والأسابيع القليلة القادمة، لكن الذي لا يقبل التردد في طرحه الان هو على من يقع اللوم: فإذا سقط العراق في اتون الحرب الأهلية يجب على الأمريكان، والعراقيين والمجتمع الدولي أن يحملوا الرّئيس بوش ونائب الرئيس تشيني المسؤولية عن دمار العراق.
لقد صدرت التحذيرات من وكالة المخابرات المركزية، وزارة الخارجية، وأعضاء الكونجرس وخبراء الشرق الأوسط ،الى كل من بوش وتشيني --ولكن بلا جدوى — بان سقوط صدام يمكن أن يطلق العنان لشياطين الحرب الأهلية. لقد قالوا ذلك قبل الحرب، وأثنائها وبعدها، وفي كلّ مرّة يرفضون هذه التحذيرات.فإن تلك التحذيرات جاءت من اناس مثل بول بللر ، خبير وكالة المخابرات المركزية الذي عمل كمحلّل لمركز إستخبارات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، ومن واين وايت ، محلّل لمركز إستخبارات وزارة الخارجية الرئيسي في العراق ومن اثنين من رؤساء محطة بغداد لوكالة المخابرات المركزية الذين تبرءا من تحليلهما.حيث كتب بللر هذا الشهر في موقع الشؤون الخارجية ، بان كافة معلومات المخابرات قبل الحرب على العراق قد تم تحرّيفها من قبل فريق بوش تشيني، ومسحت تماما من اليمينيين .
بالنسة لأكثر المحافظين الجدد تطرفا –الجاكوبيانس*- من بين فريق بوش- تشيني، فان احتمال تقسيم العراق ما كان حتّى خطيرا بالنسبة لهم : لم يهتمّوا فقط، وفي حماسهم الذي استحوذ عليهم لإسقاط صدام حسين ، كانوا تواقين جدا لتحمّل المخاطرة. ديفيد وورمسير، الذي تنقل بين معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى المرتبط بإسرائيل ثم إلى معهد العمل الأمريكي ثم إلى مكتب وزارة الدفاع الأمريكية للخطط الخاصّة ثم إلى دكان الحدّ من الأسلحة لجون بولتون في وزارة الخارجية ثم إلى مجلس الأمن القومي وظلّ لدكّ تشيني في مكتب نائب الرئيس من 2001 إلى 2006، كتب أثناء التسعينيات بان العراق بعد صدام من المحتمل أن يتزلق في الحرب الطائفية والإثنية والعشائرية العنيفة.
وفي ورقة عمل قدمت الى مركز الأبحاث إلاسرائيلي، وهو نفس مركز الأبحاث الذي أعدّ له وورمسير، وريتشارد بيرل ودوغلاس فايث الخطة المشهورة “Clean Break” في عام 1996, وورمسير نفسه كتب في عام 1997: “ ان بقاء اللأمّة موحدة وهم التسلّط بالقمع المتطرّف للدولة. ” العراق بعد صدام، “ سيكون ممزّقا اجزاء نتيجة لسياسة أسياد الحرب، القبائل، العشائر، الطوائف، والعوائل الرئيسية ,”و كتب ايضا . “ تحت واجهات الوحدة التي فرضت بقمع الدولة، السياسة [العراقية] سياسة تعرف ببدائيتها القبليّة، والطائفية، وعصابة / منافسة شبه عشيرة. ” رغم ذلك حثّ وورمسير الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل واضح للـ"تعجيل" بمثل هذا الإنهيار. “ القضية هنا سواء كان الغرب وإسرائيل يستطيعون بناء إستراتيجية لتحديد وتعجيل الإنهيار الفوضوي الذي سيلي لكي ينتقلون إلى مهمّة خلق ظرف أفضل. ”
مثل هذه التخيلات السوداء للمحافظين الجدد — الذين ينظرون للشرق الأوسط كرقعة الشطرنج التي يستطيعون تحريك قطعها عند الرغبة — أعطت نتائجها السلبية لحد الآن. للعديد من مئات الآلاف التي قد تموت في حرب أهلية عراقية، النتائج جميعها حقيقية جدا.
إنّ إفلاس سياسة بوش- تشيني في العراق تكشف في الحقيقة بأنّ الولايات المتحدة نجحت في وضع نفسها الآن في مواجهة ّ مجموعتي "المقاومة" الرئيسيتين في العراق. الأولى بقيادة السنّة، وهي مقاومة بعثية وعسكرية في الغالب، التي حاربت القوات الأمريكية في بغداد وما يسمّى بالمثلث السنّي وإلى الشمال والغرب. والثانية، التي تنمو في شراسة لمعاداة أمريكا، هي القوّات الدينية الشيعية بقيادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وجيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، وحلفائهم، الذين بدأوا بشكل دوري بشجب الولايات المتحدة لمعارضتها خططهم لخلق جمهورية إسلامية بقيادة شيعية متحالفة إيرانيا في العراق. عبد العزيز الحكيم، زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق والقائد السابق لقوات فيلق بدر الشبه عسكرية فعل كلّ شيء، لكن لم يعلن الحرب على الولايات المتحدة، ولام السفير خليل زاد على إصراره بنزع سلاح الميليشيات الشيعية ،وان اصراره هذا قد إعطى “ الضوء الأخضر ” إلى مفجري العنف من الشيعة. كما أعلن حكيم: "بالتأكيد، "فان التصريحات التي أعلنها السفير لم تكن على نحو مسؤول ولم يتصرّف كسفير. هذه البيانات تسببت في توليد ضغط كبير وأعطت أضوية خضراء إلى الجماعات الإرهابية. ، ولهذا،فهو يشترك جزئيا في المسؤولية."
حتى- الكهنوتي- آية الله علي السيستاني، صاحب الموقف الذي يفترض انه غير سياسي، بدا موقفه اكثر واكثر وكانه غطاء لطرح سياسي مدبر بذكاء، وذلك حين هدد بصراحة ووضوح هذا الاسبوع باطلاق عنان المليشيات الشيعية لتكون في حالة حرب اهلية.
لكن الخطابات السياسية المتزايدة مبنية على اسس تصعيد العنف الطائفي . التطهير الإثني يتقدّم بسرعة،وقصف القبة الذهبية في سامراء لا يجب أن يرى كجهد تآمري لإثارة الحرب الأهلية، لكن فقط كعلامة اولية على تلك الحرب. كمدينة سنيّة شمال بغداد، من المرجح أنّ مخططي التطهير الاثني قد استخدموا هذا الهجوم كوسيلة لارعاب الشيعة في ذلك جزء من العراق للهروب جنوبا إلى الجيوب الشيعية.ويوجد عشرات المدن العراقية، والبلدات، والأحياء تمرّ بنمط مشابه من الإرهاب و قصدت منها فرق الموت التطهير الإثني.
خصوصية مخاوف الشيعة تنموا من، ان دمار تلك القبة الذهبية يشابه نمطا تأريخيا عمل أولا من قبل الفاتحين الوهابيين لشبه الجزيرة العربية في القرن التاسع العشر وأوائل القرن العشرون، عندما هدم الجيش العربي الوهابي قبب مساجد الشيعية ،وأطلق حملة ضدها لانها كرمز لعبادة الأصنام المزعومة من قبل الشيعة، والذين إستسخف بهم الوهابيين كزنادقة. والأكراد، أيضا، ابتعدوا عن المعارك السنيّة- الشيعية، بانشغالهم في تطهيرهم الإثني المعادي للعرب في وحول المدينة الغنية بالنفط كركوك، والتي يسميها الرّئيس العراقي جلال الطالباني الكردي، “ قدس كردستان. ”
ان كل مايجري قبيحا ومن المحتمل أن يصبح أقبح بكثير. منذ الثّلاثاء وحتى الآن، قتل مئات العراقيين من كلاّ الجانبين وهوجمت عشرات وربّما مئات المساجد ، وانتشرت حالات القتل من طراز الإعدام ، والقادة العراقيون مختفون أو في المنفى. وحظر التجوال في عطلة نهاية إسبوع وضع العراق على حافّة السكين.
مثل إغتيال سرايفو الذي عجّل الحرب العالمية الأولى، فان الهجوم على المسجد قد يسبّب الحرب، لكنّه لن يكون السبب. إنّ السبب متجذر أكثر في الفوضى والمرارة التي تبعت غزو الولايات المتحدة للعراق وجهود أمريكا المتعمّدة لتشديد الإختلافات الطائفية في خلق مجلس الحكم العراقي ومؤسسات الحكومية اللاحقة. إذا الأزمة الحاضرة لم تثر الحرب الأهلية، كن صبورا. القادمة ستكون.
روبرت دريفوس: كاتب مستقلّ متخصّص في قضايا السياسة و الأمن القومي ومؤلف كتاب لعبة الشيطان: كيف ساعدت الولايات المتحدة على إطلاق عنان الإسلام الأصولي .
www.robertdreyfuss.com
24فبراير/شباط, 2006
------------------------------------------------------------------------
• اعضاء متطرفين وارهابين في نادي سياسي، وجاكوبيانس، اسم باريسي للدومنيكائتتين،وهي حركة دينية اسسها الراهب دومنيك.
جاكوبنس، نادي سياسي من ايام الثورة الفرنسية. شكّل في 1789 م .اسس من قبل نوّاب البريتون لتقديم النصح لحكام الولايات، هو أعيد تكوينه كجمعية أصدقاء الدستور بعد أن انتقلت الجمعية الوطنية الثورية (أكتوبر/تشرين الأول، 1789) إلى باريس. إشتقّ النادي اسمه الشعبي من دير جاكوبنس (اسم باريسي من الدومنيكيين)، حيث اجتمع الأعضاء. هدفهم الرئيسي كان الاتفاق اقرار نشاطاتهم ،وتقديم الدعم لمجموعة من العناصر من خارج الجمعيّة. والجمعيات الوطنية التي شكّلت في أكثر المدن الفرنسية هي فروع للنادي الباريسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا تحظى سيارة بيك أب بشعبية كبيرة؟ | عالم السرعة


.. -بقنابل أمريكية تزن 2000 رطل-.. شاهد كيف علق حسام زملط على ت




.. عودة مرتقبة لمقتدى الصدر إلى المشهد السياسي| #الظهيرة


.. تقارير عن خطة لإدارة إسرائيلية مدنية لقطاع غزة لمدة قد تصل إ




.. قذائف تطلق من الطائرات المروحية الإسرائيلية على شمال غزة