الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة إجتماعية في جدول الدورى

رامى جلال

2006 / 2 / 27
الادب والفن


في فيلم "أهل القمة" برع المخرج الرائع "على بدرخان" في التعبير عن التحولات الإجتماعية التى مر بها المجتمع, وكيف أن اللص "زعتر" قد أستخدم "لظريته"- كما ينطقها- في الحياة ليرتقى قمة السلم الإجتماعى..
وتوجد طرق عديدة لقراءة الواقع الإجتماعى, ولكن هل يمكن قراءة هذا الواقع عن طريق تأمل جدول الدورى العام؟!! وهل يمكن الربط بين الواقع الإجتماعى والواقع الكروى؟..
في حقبة المد القومى وإعلاء قيمة العمل والكفاح برزت أندية مثل "الترسانة" و"غزل المحلة", وهى مشاريع عملاقة من رموز المرحلة, وكان لابد لها أن تلمع وتزدهر, وكلاهما فاز بالدورى, "ترسانة الشاذلى" و"غزل عماشة".. وكما كان لقنال السويس باع طويل مع السياسة وحكاياتها, كذلك كان لناديها- "القناة"- صولات وجولات كروية.. وأيام دورى المجموعتين كان يصعد فريقان من كل مجموعة ليتقابل بعد ذلك الأربعة الكبار في صراع رهيب للفوز بالبطولة ودائماً كان "الترسانة" و"القناة" مع الكبار.. "الترسانة" و"القناة" هبطا الآن إلى دورى الظلام, أما "غزل المحلة" فإنه يصارع اليوم من أجل البقاء في مسابقة حمل درعها ذات يوم (قانون المرحلة)..
وفي هذه المرحلة كان للغلابة- بالطبع- نصيب في التمثيل فكان يمثلهم أندية مثل "الترام" {الذي كان (بعبع الأهلى) كما كان "السواحل"- "حرس الحدود" بعد ذلك- (بعبع الزمالك), ولكن هذا حديث أخر}..
مدينة السويس الباسلة كان يمثلها ناديان, "السويس" و"إتحاد السويس" وكان ذلك وقت أن كان يطلق على المدينة قلعة الأبطال وكان إسمها غالياً على النفوس, الآن أصبح يمثلها نادى أسمه "أسمنت السويس", وواضح من إسمه أنه لا يمثل المدينة بل يمثل فقط خرساناتها, و"أسمنت السويس" هذا غير "أسمنت أسيوط" طبعاً, وكلاهما يختلف عن "أسمنت الدخيلة"; فالأخير لم يصعد بعد للدورى الممتاز..
كل هذه النجوم أفلت مع أفول نجم المرحلة ذاتها لتحل محلها أندية أخرى ورموز أخرى.. يقول الأبنودى أن هذه الحياة كمحطة القطار, على رصيفها نستقبل وعلى رصيفها الآخر نفترق, وبالفعل كان المجتمع على موعد, ولكن على الرصيف الآخر, ليفارق أندية الزمن الجميل ويستبدلها بأندية مثل "البلاستيك" و"أسكو" و"المقاولون العرب" (عثمان أحمد عثمان) والأخير وفرت له الدولة كافة الإمكانيات ليقارع الكبار حتى أنه توج ذات يوم بطلاً للقارة السمراء.. ولأن دوام الحال من المحال فقد أنهار القطاع العام وظلت أنديته تصارع في القاع من أجل البقاء بعد أن كانت تصارع في القمة من أجل اللقب, وهكذا إلى أن هبط المقاولون ورفاقه وحل محلهم أندية شركات الإستثمار وعلى رأسها "أنبى" الذي فاز بكأس مصر وحل ثانياً في الجدول النهائى للدورى..
ودائماً تصعد أندية وتهبط أخرى وتفوز أندية وتخسر أخرى ولكن يبقى دائماً بعد كل هذه التحولات والتغيرات الحزب الديموقراطى والحزب الجمهورى.. الأهلى والزمالك دائماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت