الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنهارُ عينيكَ العسليَّةُ .....تكسرُ شراعَ الريحِ

مرام عطية

2017 / 12 / 16
الادب والفن


لا مواسمَ للريحِ ، مزاجيةُ الطَّبعِ متقلِّبةُ الآراءِ كأنثى تضحكُ تارةً وتعبسُ تارةً أخرى ، غاضبةٌ عاصفةٌ مزمجرةٌ كأسدٍ مفترسٍ ، تضربُ بكفها القويِّ خدَّ الزروعِ الخضراءَ، تتلوى كأفعوانٍ بين المروجِ وتنفثُ غبارَ السمومِ تلوي أغصان الزيتون والليمون ، بقبضتها الحديديَّةٍ لاتعرفُ الرحمةَ حتى تكسرُ جذوعها ، و حيناً تفيض نعومةً وأنوثةً كأغنيةٍ حبٍّ هامسةٍ على مسامعِ عاشقٍ حزين ، أو تمشطُ شعر الأَرْضِ برفقٍ وتحنانٍ . ماأشبهها برياحِ السنينِ تأخذكَ إلى جنَّاتِ عدنٍ حيناً وحيناً ترميكَ أرضاً من تلالِ النجومِ ..
خبرتُ طقوسها مُنذُ طفولتي صارعتُ قوافلها الهمجيةَ العاتيةَ ، رميتها مراتٍ في قيعانِ الوديان !! كما شربتُ من كؤوسها النبيذبةَ حبَّا وحنيناً .
لايقينَ الآن إلاَّوجهكَ الفراتي ، أنهارُ عينيك العسليَّةُ وحدها تكسرُ شراعَ الريحِ ، مراكبها الحانياتُ تُلقي في لجةٍ عميقة أثقالَ أحزاني ، و قطاراتُ الشَّوقِ تقلني إلى أقاليمِ التفاحِ والقرنفلِ الأبيضِ . هنااااااك يغتسلُ ياسميني بطهرِ مائكَ من سمومِ الحروب الطويلةِ وعفنِ الفتاوى ، فيعودُ لونهِ الأبيضَ
زاهيا. يالروعةِ الضفافِ ! تهديني زنابقَ لحضارةِ فكرٍ تقدِّسُ الأمومةَ ، تلبسها تاجَ عشتارَ و زينةَ أفروديتَ .
حينَ تأخذني الأمواجُ بسكرها، وتلقيني زبداً على الرمالِ ، أَعْلَمُ أنَّكَ تلملمُ أجزائي ، و تعيدُ تكويني مدينةً جديدةً على فراتِ وريدكَ
وأعرفُ أنَّ في عينيكَ نجمةَ حبٍّ تحرسُ لآلىءَ طفولتي ترعى ورودَ بساتيني، و تصيبُ حوتاً يبتلعُ أسماكي . وفي الليلِ الطويل تحجبُ أستارَ الظلمةَ عن عيوني ، فكيفَ أخشى الريحَ ، وأنت وطني و مرساةُ جنوني ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف