الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


و يبقى السؤآل الأهمّ بلا جواب!؟

عزيز الخرزجي

2017 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


و يبقى آلسّؤآل ألأهمّ بلا جواب!
حول العراق أسئلة كثيرة قد لا تحصى بسهولة و على كل صعيد .. بجانب دعوات كثيرة ظهرت لحلّ الحشد الشعبي و منذ الأيام الأولى لتأسيسه, لكونه كان يشغل بال الكثير من السياسيين و المتحاصصين, لخوفهم على مستقبلهم بعد هيمنة الحشد المجاهد على المفاصل السياسية و المالية و الأقتصادية .. خصوصا بعد ما شهدوا شعبيتهم في الساحة وهيمنتهم و بقوة سحريّة على قلوب معظم العراقيين و غيرهم .. للحدّ الذي إعتبروه – أي الحشد - أمل العراق و سفينة النجاة لضمان كرامتهم و مستقبلهم بدلاً من إدامة فساد السياسيين و الأحزاب التي حكمت بآلمحاصصة و سرقت أكثر من نصف أموال العراق و تقدر بأكثر من ترليون دولار كرواتب و مخصصات و حمايات و نثريات وووو على مدى سنوات حكمهم.
لكن هناك سؤآل واحد أهم و أكبر من كلّ تلك الأسئلة .. يبدو أنه سيبقى بلا جواب إلا ما رحم ربي .. و هذا السؤآل هو:
(هل سيسبب البعض بدعوات لحل الحشد و دمجه هدر دماء و جهود الحشد و الشعب المظلوم لمصلحة السياسيين)؟

في وقتها كانت الأسئلة الكثيرة المعنية بحلّ الحشد تصدر من أفواه السياسيين ألمتحاصصين بشكل خجول, بعضها كانت موجهة حتى للمرجعية نفسها و بشكل مباشر, و البعض منها كانت على مستوى الأعلام مبطنة ضمن أسئلة أخرى؛ و منها : [هل وجود الحشد الشعبي و بعد القضاء على داعش يُعتبر ضرورياً؟]
هل حلّ الحشد سيكون أمراً خاضعاً لقرار آلمرجعية أم الحكومة بعد الأنتهاء من مرحلة داعش؟]
بل جعلوا قوات الحشد تحت أمرة شخص لا يعرف أبجديات القيم السماوية, و لم يكن يصلي و يعبد الله, حتى بعد السقوط, كل ذلك للتقليل من شأنه.

من أول نظرة لهذا الأسئلة؛ بل للعراق, يبدو لي بأن العراقيين و في مقدمتهم السياسيون؛ لم يتعوّدوا على تفعيل الحقّ و إظهاره و الأنتصار له؛ بل يستسيغون الفساد و الظلم و الطبقية والفوارق الحقوقية عملياً , و ينادون بآلوطنية و المساواة و عدم وجود مواطن من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة .. بل الكل متساووين .. لكن إعلامياً فقط]

هذا النفاق الواضح خصوصاً من قبل المتحاصصين يبشر بمستقبل صداميّ خطير سيواجهه أهل العراق إن لم يكن أسوء من صدام .. و هم – أي العراقيون - أنفسهم مسؤولين على إختيار هذا المستقبل الأسود, كما إختاروا المسؤوليين الفاسدين حين وصل البعثيون الصداميون للحكم عام 1968م و عددهم لم يكن يتجاوز ثمانين شخصاً في كل العراق, و حين بدأ الشعب يُصفق لهم و بغباء كامل ترسخت شوكتهم بمرور الزمن و إمتد سطوتهم , ليفعلوا بآلعراق ما فعلوا بعد ما إمتلأت جيوبهم و إرتفعت قصورهم و غرّتهم الأموال و الرواتب العالية و المناصب و المسميات و كما هو الجاري الآن!

و اليوم يمرّ العراق بمرحلة شبيهة بما حدث عام 1968م و لكن بشكل أوسع و أشمل شارك و يشارك هذه المرة فيه كل ؤؤوساء الأحزاب و العشائر و تيارات الشعب و كأنهم يمهدون للتدمير المبرمج القادم على قدم و ساق, و الشعب عادّة ما يتبع حكومات الشيوخ و آلرؤوساء بغباء مطلق طمعاً بالأموال التي بأيديهم, و كما شهدنا ذلك منذ شهادة الأمام الحسن ثم الحسين(عليهما السلام) و حتى قبل ذلك!

أنا أحذّركم و أكرّر تحذيري .. بأنّ تنتبهوا لما جرى أو سيجري في عراق القسوة و القتل و الخيانة و الإرهاب و الجّهل و المآسي؛ بأن لا تُكرروا التجارب السابقة فيسومونكم – أيّ الحكومات – و بقوانين قرقوشية "برلمانية" سوء العذاب و الجوع و القتل و الحرب و الفساد؛ و كما فعل بكم صدام و حزبه و من شاركه في الظلم من الأحزاب و الكيانات و القوميات الأخرى!؟

و إسمحوا لي بأن أخاطب المرجعيّة العليا الموقرة و بآلقلم العريض مرّة أخرى بعد الألف بهذا الخصوص؛
أيّتها المرجعية العتيدة: لقد عَلِمْتي و قد كنت تعلمين؛ بأنّ الأنظمة التي تعاقبت على العراق بعد سقوط دولة العدل العلوية الألهية و للآن؛ لم تكن حكومات منصفة بل كانت ظالمة و بعضها كانت أكبر من الظلم نفسه, بل جميعها و بشعارات براقة و جذابة و "قانونية" باسم الأسلام و الوطنية و العروبة تارة و آلانسانية تارة أخرى؛ قد نهبوا و سلبوا العراق و العراقيين بلا حياء و خجل و أدخلوه مرّات و مرّات في أتون حروب و نزاعات مدمرة و قتل و سجن و ما إلى ذلك لأرضاء الأسياد و صرف أسلحتهم و تضعيف الأمة .. و علة العلل في هذا الفساد و الأنحراف هو؛ [إبتعاد الجميع – يتقدمهم رؤوساء الأحزاب و الحكومات عن حبل ولاية الله, و التمسك بدل ذلك عملياً بحبل الشيطان المتمثل بـ (المنظمة الأقتصادية التي تملك المال و البنوك) بعيداً عن من يُمثل الولاية بحقّ, بل و الأمر من ذلك كانوا يقتلون الولي الأمام الذي كان يريد خلاصهم بسبب حبّ الدنيا و الجهل المركب الذي أصيب به أكثر أهل العراق و الشعوب العربية و أكثر الأمم الأسلامية للأسف , و لذلك تسلط الشيطان على الأرض, و هو الحاكم و القائد و الزعيم الأكبر الذي يحكم و يأمر و ينهي كي يدخل الجميع جهنم الدنيا قبل جهنم الآخرة و العياذ بآلله و بآلتالي ليثبت موقفه أمام الله تعالى؛ بكونه – أي الشيطان – على حقّ حين رفض السجود لآدم.

أخاطبكم اليوم يا مرجعيتنا و بكل صراحة و وضوح؛ بأنّ طريق النجاة و أنتم الأعلم؛ لا يُحقّقه الأحزاب و لا الشخصيات التي تصدّرت المشهد السياسي العراقي و كما أثبتت المحاصصة ذلك, و إن 15 سنة من عمر العمليّة السّياسيّة كافية لتثبت لكم فساد كلّ الأحزاب خصوصاً الرؤوساء من فوقهم, و إن القضاء على (داعش) العسكري هي مسألة بسيطة بآلقياس إلى تبعات النهج السياسي و القانوني و الحقوقي و المالي المتبع اليوم, بسبب الفوارق الطبقية و المواطنية عملياً و ليس إعلامياً و كما يُصرح بذلك الفاسدون كلّ مرّة بعدم وجود فوارق بين المواطنين و الكلّ سواسي و من هذا الكلام الكاذب الرخيص الذي يدحضه الواقع و الوثائق و الكتب الرسمية و الوقائع العملية على كلّ صعيد!

المطلوب و بوضوح : إعلان الحقّ و عدم التكتم عليه بدعوى آلتقية التي قتلتنا بدل أحيائنا .. من حيث أنّ (التقية) باطله في مثل هذا الزمن .. لأنكم تمتلكون فيه أقوى جيش في المنطقة و هو جيش الدولة الأسلامية مع (الحشد الشعبي) و بدعم عموم الشعب العراقي الذي إنصاع لكم و نفّذ أوامركم في كلّ صغيرة و كبيرة بإستثناء السياسيين منهم, لذلك هذا الزمن يا مولاي هو الزمن المناسب لتأخذوا دوركم ألألاهي لأحقاق الحقوق و تطبيق قوانين السماء و نجاة العراقيين بدل تدميرهم بقوانين الأرض التي يتحكم بها الشيطان و أعوان الشيطان المتمثل بـ (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُسيطر على البنك الدولي و بآلتالي على معظم حكومات الأرض عن طريق الديون المضمونة المدعومة بالأحلاف العسكرية الدولية كآلناتو التابعة لتلك المنظمة.

و لو فات هذا الوقت المناسب فلا أمل بآلخلاص ؛ لأن الأمور ستصل إلى طريق مسدود, و لا يبقى أمامكم سوى العودة للغرف المقفلة في الحوزة العلمية و سدّ الأبواب مرة أخرى و كما كان عليه الوضع في زمن المراجع العظام السابقين كزمن السيد الخؤوئي رحمه الله و ما قبله!

و من أولى الخطوات التي عليكم دعمها و إسنادها لا تمييعها هو تقوية الحشد الشعبي و عدم خلطه مع أية مؤسسة أخرى مشبوهة و مليئة بآلفاسدين مهما كانت المدعيات و التبريرات التي يعرضها عليكم السياسيون الفاسدون الناهبون الكاذبون المزوّرون الذين يجهلون فلسفة الأحكام و القيم و لا يهمهم سوى رواتبهم و مصالحهم الشخصية و الحزبية, و إن ضمّ الحشد تحت ظلّ أيّة مؤسسة أو وزارة لهو إجحاف و كفر بآلمبادئ و قيم السماء و هدر لمستقبل الأجيال القادمة و كما أثبتت الوقائع السابقة!

و الدليل الواضح على ذلك ؛ هو ما حدث في إيران, فعلى آلرغم من أنّ الولي الفقيه يشرف مباشرة على قيادة القوات المسلحة و رئاسة رئاسات كل الدولة الأسلامية و حتى القضاء بحسب النظام الأسلامي الجاري في إيران؛ إلا أنّ مؤسسة الحرس الثوري الأسلامي إلتي إنبثقت أول مرة كلجان شعبية صغيرة باسم (كميته إنقلاب إسلامي) بقت مستقلة بل و تطورت رغم دعوات الكثيرين بحلها في كل حين و دمج عناصرها مع الجيش أو الأمن؛ لكن القائد و الولي و المرجع الأعلى للأمة و للأنسانية السيد الخميني(قدس) و من بعده السيد الخامنئي حفظه الله وقفوا بشدّة أمام تلك الدعوات و التخرّصات الباطلة التي كان الهدف منها تمييع تلك المؤسسة العقائدية الثورية في الجيش أو الوزارات الأخرى تمهيداً لتضعيف الدولة و من ثم القضاء عليه, و لهذا نرى اليوم أمريكا و كل دول المتحالفة معها قد أعلنت بأن عدوها الأول و اللدود هي (حرس الثورة الأسلامية)!

و قد أثبت الزمن قوة و بصيرة و ولاية (الولي الفقيه) , حيث تطور (كميتة إنقلاب إسلامي) إلى (الحرس الثوري) لتصبح مؤسسة كبيرة و عماد (للدولة) تأتمر بأوامر القائد العام و لا تعترف بأية رئاسة أو حكومة, و لا تؤمن بأية مؤسسة أخرى, و في نفس الوقت لها علاقات منظمة مع جميع وزراء و مؤسسات الدولة الأخرى, و هم وحدهم من قضى على (داعش) و كما أعلن ألجنزال قاسم سليماني الذي تعهد بهزيمة داعش و كما أعلنها مؤخراً و قدّم الشكر لكم و لقائد الأمة!

أكرّر و للمرة الأخيرة بعد الألف و بكلّ إخلاص و تواضع :
أيتها المرجعية الرشيدة, لقد أنقذتي و حرس الثورة الأسلامي العراق و الأمة من خطر (داعش) الظاهري و بقي الخطر الباطني و الأصعب المتمثل بآلاقتصاد و الأدارة و الصناعة و الأموال التي يريد المتحاصصون الهيمنة عليها بعد القضاء على المؤسسة الشرعية الوحيدة المؤمنة بحبل الولاية التي قضت على داعش بعد ما قدّمت عشرات الآلاف من الشهداء و آلجرحى و أكثرهم لم يستلم حتى نصف حقه مع أربعين ألف مجاهد في الحشد لم يستلموا حتى راتبا ًواحداً, و هم صامتون و مهضومين إتّباعاً لأمركم و لوحدة العراق!
و إن دمج الحشد كقوّة ضمن تشكيلات القوات الأمنية أو العسكرية الحكومية, هي بداية المحن المستقبلية التي ستحرق العراق رويدا رويداً و كما حدث مع البعث و غيره من الحكومات الظالمة التي حكمت و نهبت حقوق و خزينة العراق و بأمر من اسيادهم في المنظمة الأقتصادية العالمية.و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
عزيز الخزرجي / مفكر كونيّ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟