الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سبق الإمام الخميني عصره في القضية الفلسطينية ؟!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2017 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


كان ‏الإمام الخميني قدس سره يقول ومنذ بدء نهضته ضد الشاه سنة 1962حينما لم تكن القضية الفلسطينية ذاع صيتها بعد حتى بين الخواص في إيران،إن على الجميع الشعور بالخطر أمام هيمنة إسرائيل و عليهم أن يقفوا بوجهها و يجابهوها.ثم واصل هذا الطريق و كان هذا من الشعارات الكبرى له حتى بعد سقوط الشاه.
‏وقد بثت نهضة الإمام الخميني سنة 1962 روحاً جديدة في القضية الفلسطينية، وخلقت لها رصيداً من الإيمان المرفق دوماً بالجهاد والتضحية.الأمر الذي جعل الشاه المتحالف مع إسرائيل يتوجس من تأثيره على الشارع الإيراني، فقام بنفيه الى تركيا ومنها تم نفيه الى العراق لكنه واصل دعم قضية فلسطين في العراق.

‏فلم يتخلّ الإمام الخميني عن الدفاع عن مظلومي العالم إطلاقاً مداهنةً لعتاة العالم.وذكر القضية الفلسطينية باعتبارها قضية أصيلة على امتداد الأعوام، وكان قدس سره سابقاً لعصره في التنبيه لمؤامرات طمسها بحجة السلام في المنطقة وحذر مراراً وهو في النجف بـالعراق من تحويلها الى مجرد صراع على أرض ولاجئين.
‏ولقد أعلن الإمام الخميني في آب أغسطس 1979(كنتُ حينها معتقلاً في أمن البصرة) يوم القدس العالمي ، سابقاً بذلك عصره حيث قال :
‏"وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في #فلسطين".
وأضاف الإمام الخميني محذراً من بيع القدس والمساومة حولها :
‏"لسنوات عديدة،قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني"
وتابع
‏"وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في رمضان الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم".
لقد وجّه الامام الخميني الامة الاسلامية نحو القضية المحورية، فلسطين ورآها قلب الامة ، والقدس رآها قلب فلسطين، واعتبر أن فلسطين والقدس تمثلان التحدي التي في احد بعديها مؤشرات الضعف الذي يعتري المسلمين وفي البعد الاخر مؤشرات الاستكبار وامارات مشروعه للهيمنة على الامة ومقدراتها، وفي البعد الاول فان الواقع الذي حاول الامام الخميني قدس سره ان يكشفه لامة الاسلام انه لولا الضعف والوهن والانقسام والتبعية والتشرذم في عالم المسلمين وبين صفوفهم لما استطاع حفنة من اليهود المطرودين من عالم الرحمة والمشتتين في الاصقاع والقليلي العدد ان يجتمعوا ويتامروا على الامة ويخططوا للانقضاض عليها من خلال التواجد في قلبها وبناء القاعدة للانطلاق نحو دولها واماراتها وكياناتها مقدمة للسيطرة على الارض والثروات والمقدرات، وقد ركز الامام الخميني قدس سره على الاسباب الكبرى والرئيسية التي تقف وراء ما حصل، والتي تمثلت اساساً في الحكام والرؤساء والملوك والزعماء والامراء والحكومات والادارات والسلطات والانظمة الحاكمة في دول المسلمين، وهو بذلك يريد ان يضع الامور في نصابها ويؤشر الى مكامن الداء الحقيقية دون مواربة ودون مهابة احد، لان القضية لا تحتمل ذلك، ففلسطين ضاعت والامة ضعيفة والمستقبل لا يبشّر بالخير في حال التقاعس عن القيام بواجب المجابهة والمواجهة مع الكيان المختلق "اسرائيل" فاما ان هؤلاء الخونة والعملاء يفتضحون فتنتبه الشعوب الى ضرورة تغييرهم او مجانبة مشاريعهم ومقرراتهم، واما انهم يستيقظون على وقع الخطر الداهم ليس فقط على الشعوب وانما على الانظمة والحكام جراء بقاء "اسرائيل" التي تريد في نهاية المطاف حكاماً عبيداً لها، وعلى كل الاحوال لم يكن الامام الخميني قدس سره ليعوّل كثيراً على الحكام طالما انه يعرف طبيعة العلاقة بينهم وبين الدول الداعمة ل"اسرائيل"، فاما انهم صنيعة تلك الدول وإما انهم يخشون غضبها وسخطها.
لقد اخرج الإمام الخميني القضية الفلسطينية من كونها قضية شعارات ووضعها في قلب اهتمام العالم الاسلامي ، وأعاد لها طابعها الديني خصوصاً الاسلامي بعد ان كان حولها العرب الى لها صراع عربي مع اسرائيل حول أراض محتلة سرعان ما تقلص الى نزاع فلسطيني اسرائيلي محدود ...بأهداف صغيرة. .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل هذا معقول؟
سامي سامي ( 2017 / 12 / 19 - 15:01 )
الحوار المتمدن
عيب يا ناس
هل نتوقع قريبا مقالة لمخلوق فاقد الاحساس يمتدح ابو بكر البغدادي لانه سبق عصره في القضية الإسلامية مثلا؟
وهل حرية الرأي تعني السماح بامتداح السفاحين وعتاة المجرمين مثل الخميني قدس صرمه؟


2 - سيد سامي سامي
احمد الجندي ( 2017 / 12 / 20 - 16:47 )
الم ينم تقديس جورج بوش وترامب صح ولا خطا
ومعهم حتى شارون
اذن لماذا هذا الكلام


3 - احمد الجندي
سامي سامي ( 2017 / 12 / 20 - 19:02 )
اذن حضرتك تؤيد ان الخميني سبق عصره في القضية الفلسطينية ؟ والا فما سبب اعتراضك على تعليقي ، الا اذا كنت تحب ان تحشر نفسك في كل مناقشة بلا داعي؟

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا