الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ندين السياسة الحربية والعنصرية لترامب، لا للاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2017 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ندين السياسة الحربية والعنصرية لترامب،
لا للاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل
اعترف ترامب، رئيس الولايات المتحدة الامريكية، بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، الاسبوع الماضي، مؤكدا على ان هذا "انعكاس للواقع"، وقرر على نقل سفارة امريكا اليها لاحقا. وبهذا اقدم ترامب على ارتكاب جريمة أخرى جديدة بحق الفلسطينيين دعما لحليفها الإستراتيجي اسرائيل وتثبيت احتلالها للقدس الشرقية ضمن الاراضي التي استولت عليها في حرب 1967.
تجاوز ترامب بهذه الخطوة حتى تحفظ الإدارات الامريكية المتتالية منذ 1995 عن العمل بمشروع الكونغريس الامريكي العنصري بهذا الصدد، وخرق بشكل فاضح ومتغطرس حتى القوانين الدولية والمعاهدات وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن والتي كلها ترفض القبول بالحاق اسرائيل للقدس الشرقية.
تأتي خطوة ترامب هذه كجزء من سياسات وتوجهات امريكا المكشوفة والصريحة بالاعتماد على المحور الامريكي-الاسرائيلي والسعودي، السياسي والعسكري والامني ،الذي بات يتطور بشكل اكثر مما سبق، وذلك لتحقيق مصالحهم المشتركة واهدافهم الاستراتيجية في خضم الصراعات الدولية والاقليمية الجارية حول اعادة تقسيم مناطق النفوذ في الشرق الاوسط. إن حالة شبه صمت السعودية وحلفائها من الدول العربية تجاه ما اقدم عليه ترامب تفضح بشكل صارخ تواطؤ السعودية، وحلفائها من الدول العربية، مع امريكا واسرائيل في هذه المسألة وتشكل احدى تجليات هذا الحلف المقدس "القديم" الجديد.
لا زالت منطقة الشرق الاوسط تعيش مآسي الحروب الدامية المتنوعة ومآسي جرائم داعش والقاعدة ولكن نرى ترامب والهيئة البرجوازية الحاكمة في امريكا تفتح ابواب صراعات وازمات جديدة لتزج بها المنطقة، من تصعيد مواجهاتها مع ايران والتخندق مع اسرائيل والسعودية، الى دورها في تأزيم الوضع في لبنان وغيرها ووصولا الى اقدامها على الاعتراف بالقدس عاصمة اسرائيل. هذا، بالإضافة الى تصعيد ترامب للازمات على الصعيد العالمي.
تلجئ امريكا وبشكل مضطرب ومتخبط الى تأبيد حالة الحرب وتشديد العسكرتاريا وادامة الصراعات القومية والطائفية والدينية في منطقة الشرق الاوسط وتتجه كل يوم باتجاه توطيد تحالف عنصري مفضوح مع اسرائيل وسياساتها الشوفينية والتوسعية ضد الفلسطينيين وسكان المنطقة. يجري كل ذلك في اوضاع ما بعد فشل امريكا وتراجعها في العراق وسوريا وعلى صعيد المنطقة وفقدان دورها بمثابة القطب القيادي الاوحد على المسرح السياسي والعسكري العالمي بوجه خصومها العالميين من الصين وروسيا. ان مصالح ترامب والبرجوازية الامبريالية الامريكية عموما تستوجب عليهم العمل بهذه الاستراتيجية الحربية والعنصرية تجاه منطقة الشرق الاوسط وتغيراتها الجيو سياسية، دع جانبا ضرورة تحويلها الى سوق بيع الاسلحة ومحل جني مئات المليارات من الدولارات على وفق عجرفة ترامب الانتخابية ووعوده بنهب ثروات المنطقة بما فيها العراق.
يضاف الى ذلك، ان السياسات الحربية والعنصرية التي يتبعها ترامب وبالأخص قراره الاخير حول مدينة القدس ليس الا تطبيق سياسات جناح عنصري وشوفيني شبه فاشي ضمن الهيئة البرجوزاية الحاكمة في امريكا المتحالفة بقوة مع اسرائيل وسياستها العنصرية. ان قيام ترامب بهذه الخطوة، بالرغم من استياء وعدم رضى الامم المتحدة واكثرية دول العالم، من ضمنهم حلفاء امريكا الأقدمين مثل بريطانيا، وما ينجم عن ذلك من عزلة امريكا "الدولية" في هذا الامر، يشير الى واقع سيادة هذا الجناح البرجوازي الامبريالي العنصري والعسكرتاري على سياسات الادارة الحالية ويدل على ان هذا التيار ينفذ عمدا ما كان حتى زمن ليس بعيد يعتبر جزءا من المحظورات على صعيد العرف الدولي البرجوازي.
وفيما يخص اسرائيل، انها وبإدامة سياستها التوسعية باحتلالها للأراضي الفلسطينية وترسيخ قبضتها على ما احتلتها من الاراضي اثناء حرب 1967، لا بل ضمها للمزيد منها، يشكل ركنا اساسيا من اركان هذه الدولة القومية والدينية الغارقة في الرجعية، هذه الدولة العسكرتارية النووية والمدججة باخر الاسلحة الفتاكة. انها لم تكف ابدا، ومنذ اكثر من 50 سنة من احتلالها للأراضي التي اخذتها كغنيمة حرب 1967، في القتل والتنكيل وممارسة الظلم القومي على الفلسطينيين وفرض التراجع المادي والمعنوي عليهم وتشريدهم.
لم تكف اسرائيل عن مساعيها لتجريد كل مقومات "دولة مستقلة" من الفلسطينيين، منذ "صلح اوسلو" سنة 1993، حيث حولت عملية الصلح مع الفلسطينيين الى عملية تجسيد التوسع وتجزئة الضفة الغربية والمزيد من بناء المستوطنات والى التدمير الشامل والابادة الجماعية المتتالية في حملاتها الجوية على قطاع غزة، وبالتالي الى كارثة انسانية بالنسبة لأكثرية المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. انها وبالتالي افرغت الحل على اساس الدولتين المعترف بها دوليا، من كل معنى عملي. انها وبكسبها التأييد الرسمي من امريكا للاعتراف بالقدس عاصمة لها خطت خطوة اخرى في هذا المسلسل الدموي والاجرامي بحق الجماهير في فلسطين.
نحن في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ندين بشدة اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل وبنقل سفارة امريكا اليها ونعتبرها سياسة عنصرية ورجعية، كما وندين اسرائيل بقوة ونحملها مسؤولية جرائمها بحق الفلسطينيين ورفضها للصلح والحل على اساس الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لا لسياسة ترامب العنصرية والرجعية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها
يجب غلق السفارة الامريكية في العراق وطرد سفيرها
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
16 ديسمبر 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال