الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزهار

كريم ناصر
(Karim Nasser)

2006 / 2 / 27
الادب والفن


والآن قولي ما الذي يجري هنا؟
ألم تكُفّي عن الملامةِ في يومٍ كهذا؟
أيّتها السمكةُ ما الخَطب؟
دعيني ألحظ مرفأَ حديقتكِ كلّما هدرَ افتتاني مُهدّداً ناصيةَ الفُحولة.
أنا في انتظارك هيّا اركضي.

لقد سبرتُ غورَكِ لمعاينتهِ في البهوِ المتدلّي،
مثل ذلك الحصان المُجندلِ في البريّة.
آهٍ كم صادفتُ الموت إذ لحظتُ ذلك قبل حين.
والآن قولي ما الذي يجري هنا؟

وللحال اعْلَمي إنني أميرٌ شريفٌ فرشَ قلبَهُ على سجّادة
أميرٌ حفظَ لآلىءَ البحرِ في العشيّات.
فاعْلَمي إنَّ ما أفعلهُ لا يثيرُ سخطَ المارّة، ريثما تضمنينَ لي طقسَ الحُبّ
ولذلك فإنَّ أسرابَ العصافيرِ ستتجنَّبُ نظراتي.
هذا أنا
عاشقٌ يخبّئُ في جيبهِ باقةَ ورد..
هيّا لتصفَعْكِ الرياحُ فأنتِ بحاجةٍ إلى الدهشة.

لقد غفرتُ لكِ ذنوبك
هذه النافذةُ لي ـ نافذة من أزهارٍ ورديّة.
هذا الشُحرورُ أبداً سيداعبُ خصركِ المُنجذبَ إلى صيفهِ المُرّ.
إنهضي من وجلَكِ فأنا أميرُكِ المُرتقب.
عارياً سأسبِرُ بدنك، سأهتزُّ كجذعٍ يؤدي رقصاتٍ ودودة..
كانتِ الأيّلةُ تتفرَّجُ على الأريكة، كما أنَّ الطائرَ مضى مُلقياً نظرةً صامتة.
سيّان لو تتقهقرُ خُيولي..
ويلكِ! لا تقرَعي عبثاً طبُول الوداع،
لأنَّ العواصفَ ستجرجرُ جذعي مثل شجرةٍ تزعقُ وهي جارية.
تبّاً لكِ فلا تُصفّقي للجُمهور
فأنا البطلُ الذي طالت يدُهُ وعليكِ أن تدركي المغامرة.
أنا الذي نفضَ عن جسمك القطط،
لئلاّ تحفظَ وجهك فيتسنّى لها القنص على ضوءِ القمر.
لقد مللنا منظرَ الحَلْبَةِ على أسرّتِنا
لقد فرّقتنا الدناءةُ هنا من قبل
لكنّ ذلك لا يكفي لاندلاعِ الفتنة..
هكذا سخرتِ الأصابعُ من الكأسِ التي طفحت كثيراً.
يا للعنة
أَعدّي إليَّ قرطاسي قبل أن تسودَ الفُوضى.
مُدّي يدَ العونِ مراراً لتصافحَ هواءَ الظهيرةِ أولاً
فالأولاد الذين قطفوا أزهارَك شعروا بالغَضَاضةِ عند منتصفِ الطريق..
أعلم ذلك لأنَّ ابنةُ الجيرانِ قالت لي ـ
فلنفترضْ أنّكِ ذهبتِ (من دون إنعام نظر)
أو دعست أصابعَكِ هرّةٌ ماكرة
فليس هناك أمرٌ سوى أنَّ قيثارةً أعطانيها الرجلُ الوسيمُ.
إنَّ الشمسَ ستسقطُ في كفّكِ منذ اللحظةِ الأولى في الشارعِ المتكىءِ على الصخرة.
ويلي
كم صعبٍ أن أقبلَ منكِ الابتسامة وفي يومٍ مثل هذا اليوم.
كم تحمّلتُ بشِقِّ الأنفسِ المشيَ.
فالريحُ حرّفت زوارقي لحظةً بلحظة والمطر يهطِلُ بغزارة.
والآن هزّي جذعي، هذا هو يومُكِ أيّتها الظبية.
كم أُحبُّك
كم رششتُ العطرَ عليكِ مُجلياً صدأَ الذكرى،
حيث ظننتكِ هذه المرة في الحديقة، وأنتِ تعرضينَ مفاتنك على الطبيعة،
فيما العطرُ ينسابُ في البريّة.
تعالي لنستكملَ معالمَ الصورة
تعالي لأُهدهدَكِ كهضبْة..
فإنَّ قمرَكِ بغيضٌ (لم يبتسم جَذَلاً).
فكما ترين..
إذ إنَّ المطرَ سيدغدغُ نهدَكِ بحماسة،
وستغطسُ ديدانُكِ في بِرَكِ الماءِ شهوراً طوالاً..
ستجري سيولُكِ صوب الأقمار كفيلقٍ ينهضُ في الحر.
ولأنّكِ لم تغرمي بالطبيعة، فاتبعيني لأستعرضَ عليكِ أيائلي
وهي ترعى في الهضبْة المجاورة.
مهما انفلقتِ المزارع في الطريق فالرملُ سيملأُ الآذان،
وسيطفرُ مُهرُكِ عارياً في النهر قبل أن يهُرَّ جرفُكِ فوق بلاط المدينة.
ممَّ يشتق اسمك؟
وأيّة امرأةٍ أنت؟
أنا أُناديكِ لأصنعَ من هذه العلاقة فُتوّةً مُعدية تعبثُ تحت إبطِكِ الوجل
كأبْنوسةٍ معانقةٍ الهواء.
***
لقد هدرَ صوتُك لسنواتٍ خلت إلاّ من ذلك الهذيان،
وكأنّما ورث عنك الخُشونة..
فلمْ يعد هنالك طائرٌ ينقرُ على ثيابك بموّدة
لا المطر ولا الريح
وإنَّ الطرقَ الذاهبةَ إلى منزلك متعرّجة،
مهما حرقت عيونك اللذّة، وأرهفتِ السمعَ إلى صراخي الذي خنقتهُ حبائلُكِ مرّة..
فكرةٌ كهذه كطفلٍ يعبثُ بورقة.
آهٍ يا عطرَ الورد إنني أعرفكِ تماماً.
كم نبّهتُكِ من الهَرَم في المنزل إبّانَ توطّنك..
كفى صراخاً في العليّة
فاليدُ التي دنت منكِ قصدت نهدكِ الذي زلقَ كسمكة.
كفى كفى يا عطرَ البنفسج، كلّ ذلك مرَّ كصيفٍ هرأَ تباعاً..
صيفٍ سحلَ شراعَهُ إلى اللانهاية.
إلى أين من لكِ هناك؟ من رسمَ طريقك؟
فالآخرون فاجئونا ريثما لوّحنا بزهرةِ الجرجير.
***
ما كان يهمّني هو: أنْ أخرجَ من هرََيانِ الشرنقة،
كدودةِ القزّ التي أُسيء فهمها على نحوٍ دائم.
أفضل العبارةِ أن تحسني الضربَ على أوتارِ القيثارة
وتلْحقي الضررَ بجيوشِ الظلام.
الشجار الجاري بيننا أغاظَ رُبّانَ السفينة.
في ذلك اليومِ الممطر ظننتُ أنَّ رفَّ الحمام سيمُرّ..
كانتِ الشمسُ تنحفُ كفرسٍ مريضة،
بينما الباشقُ يقنصُ الفرائسَ بنُبوءةٍ معتادة
ولعلَّ طائراً تائهاً ضلَّ طريقهُ هناك،
تعالي معي انظري
يا للعنة لماذا طارَ وهو حالمٌ إلى المدنِ الساحلية،
جميعُ الغرباء حيّوهُ عند مروره، وهو ينظرُ إلينا مسروراً مردّداً أُغنيةً مُشوّشة،
ولحُسنِ الحظِّ قطفنا أزهارَ النحس في يومٍ مثل هذا اليوم..
وهذا لا يعنينا أنّها محنةُ البطلِ وحدَه.

ما الخَطب؟
ألمْ تلْحظي عازفَ الكمانِ الفضوليَّ عند الباب
هاتِ الوردةَ من يدِك،
مَن أذِنَ لكِ أن تلْحَقي الضررَ بأزهاري؟
كُفّي عن حدقي بهذهِ الطريقة، إنَّ يديَّ لا تحملُ ورداً ذابلاً،
سيشهدُ لي عازفُ الكمان الفتى المراهق..
أترين؟ أنا نصفُكِ المتوهّج، أين ضحكتُكِ المِرنانة؟
والآن قولي ما الذي يجري هنا؟
إنَّ المطرَ سيغسلُ المزارعَ مداعباً هضبْةَ قلبك،
عندما يتفتّحُ فجأةً ورد الصباحِ الذي حسبتهُ قد ذبل.
آهٍ يا (أختَ القمر) الممتلئةَ حُبوراً..
يعني أن أعزفَ على القيثارةِ بنباهة،
مثل عاملٍ مياومٍ تجمّدت لذائذُهُ على أرضٍ حرجيّة
عاملٍ قصدَ برجَكِ فقط،
هو ذا قصدي لئلاّ تنفرطَ الطيورُ من حولي، وتفرَّ الغزلانُ هاربةً
وينتفشَ شعرُ النمرِ في الباحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-