الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في العراق رؤية في المفهوم السياسي

عماد عبد الكاظم العسكري

2017 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الديمقراطية هي مبدأ من مبادى الحرية فالحرية هي اساس هذا المبدأ والحرية وفق هذا السياق تعني التحرر من كل اشكال السيطرة والانقياد والتبعية وهي كلمة عربية الاصل قيل (( كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احراراً )) فالديمقراطية انطلاقاً من الفهم الاول للحرية تعني الحرية وهي ركن من اركانها فاذا قيد الانسان بقيود ازيلت حريته او انعدمت ولايعد للديمقراطية قيمة في حريته لانعدام الحرية فيه كأنسان ، اذن الديمقراطية من خلال ماتقدم داخل في حقيقية الحرية وليست خارجة عنها والديمقراطية بالاصل هي كلمة اغريقية تناولها الاصطلاح الرماني واليوناني اصلاً على انها مكونة من مقطعين هما (Demo) و (Gratia) وهاتان كلمة واحدة مكونة من مقطعين تعنيان حكم الشعب وفي اللفظ تعني ( ديمقراطية ) اذن اصل كلمة ديمقراطية هي اغريقية تنحدر من الاصل الروماني واليوناني اما في اللغة الانكليزية فهي (ديموكرسي) اما في اللغة العربية قلنا انها تعني حكم الشعب وهي مبدأ من مبادى الحرية وداخلة في حقيقية الحرية ليست خارجة عنها فممارسة الانتخابات على سبيل المثال حرية وهي ديمقراطية والانتخاب هو ديمقراطية وحرية بينما السجن وفرض القيود على الحرية هو عنصرية وقتل لمفاهيم الديمقراطية والحرية بأستخدام القيود والفروض على الشيء والحكم عليه وهذا يخالف مبادىء الحرية والتحرر من القيود على اعتبار ان الحرية هي تعبير وليست قيد ، فالديمقراطية اذن هي ممارسة وسلوك انساني وفكري واجتماعي وسياسي وتنظيمي والبلدان المتطورة تقاس بما تمتلك من هذه المفاهيم في الحرية وصولاًُ الى تحقيق الديمقراطية في انظمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والانسانية ، ولان العراق واحد من الدول التي لم تفهم معاني الحرية فأخذت بمفهوم الفوضوية في الحكم والقيادة والسلطة فلم تستطيع ان تقدم لنا نموذجاً سياسياً يمكن ان يتم الاقتداء به على المنهج والسلوك المعبر عن حقيقية الديمقراطية في العالم ، فالديمقراطية هي ممارسة الفرد لحياته السياسية والاجتماعية دون قيود او فروض او ولاءات تغرض عليه وذا ما اوجدت هذه الفروض وهذه القيود انعدمت الديمقراطية ولم يعد للحرية قيمة لذلك يصبح الانسان عبداً اما لحزب او لحركة او لفكر او لمنهج او لنظام معين ولان المجتمع العراقي مجتمع فقير من الناحية الثقافية في الكثير من طبقاته الاجتماعية فهو لايفهم معنى الديمقراطية الحقيقية لكنه يعبر فيما يعبر عنه بالفطرة الانسانية التي تقود الى الفوضوية وهذا المنهج منهجاً خاطئاً لايحقق ادنى مفهوم للديمقراطية في الحياة السياسية او الاجتماعية ولكي تتجقق الديمقراطية الحقيقية في المجتمع لابد من ان تكون هنالك طبقات اجتماعية تمتلك عقولاً راشدة في تحقيقها منهجاً وسلوكاً وتتبناها فكراً في عملها السياسي والاجتماعي وقد تشوب الديمقراطية شوائب التحريف والتضليل في بعض الممارسات السياسية والاجتماعية وبهذا يتحقق نوع من انواع الديمقراطية وهي الديمقراطية القاصرة في الممارسة والسلوك بينما هنالك الديمقراطية المثالية والديمقراطية الواقعية والديمقراطية التوافقية فكل واقع في المجتمعات هو ديمقراطية واقعية وكل ماهو توافق برؤى ديمقراطية هو ديمقراطية توافقية وكل ماهو غير موجود هو ديمقراطية مثالية غير متحققة لوجود القيود وسبل المنع والاقصاء والحظر ولكي تتحق الديمقراطية المثالية لابد من ان يتفهم الفرد معاني الديمقراطية لكي يتبناها منهجاً وسلوكاً في المجتمع ولكي يطبقها بمفرده دونما ان تكون على هذا الفرد قيود الفرض والمنع والاقصاء والتهميش ولان الديمقراطية التي جاءت الى العراق بعد عام 2003 كانت قاصرة في مفهومها ومنهجها ومن تبناها لذلك لم تقدم لنا نموذجاَ يمكن ان نصفه بالمثالي او الواقعي او التوافقي لما نتج عنه من فساد في منظومة الحكم والادارة فهذا لايعتبر نظاماً ديمقراطياً ، على العكس انما هو نظاماً فوضوياً اوصل مجموعة من اللاهثين خلف الحكم الى سدة الحكم فتسلطوا على ابناء المجتمع بأسم الديمقراطية وحكموا ابناءه بالقوة القهرية وبالفروض والولاءات والطاعات ، والديمقراطية هي منهج انساني واجتماعي وسياسي واقتصادي للحياة يحقق الرفاهية للمجتمع لا يحقق التعاسة لافراده ، انطلاقاً مما تقدم فأن الديمقراطية هي تعبير عن الارادة الفردية والجماعية في كل شيء اذا كانت هذه الارادة واعية لم تنجدر من جذور مصلحية او نفعية او متحزبة او تمتلك غايات في الوصول الى شيء عن طريق شيء هي تتبناه في منظومتها السياسية والاجتماعية والفكرية ، ولهذا نجد ان الديمقراطية الوافدة الى العراق بعد عام 2003 كانت قاصرة في بناء المجتمع والنهوض به اسوة بدول العالم الديمقراطي والمتطور نتيجة القصور في الفهم الديمقراطي للديمقراطية وجهل الافراد بمفهومها ولان المجتمع قاصراً كانت الديمقراطية قاصرة سياسياً واجتماعياً وفكرياً وسلوكاً ومنهجاَ فلابد من ان يكون هنالك وعي ثقافي وفكري واجتماعي لتحقيق مفهوم الديمقراطية الحقيقية وصولاً الى تحقيق الحرية في المجتمع وبناء المجتمع الخالي من القيود والفروض والولاء والطاعات ، وبهذا الفهم نستطيع ان نفهم الديمقراطية ونمارسها بعيداً عن الفوضوية ولغة المنع والقهر والاقصاء والتهميش اما اذا بقي القهر والعوز والحاجة والحرمان يطارد ابناء هذا المجتمع او ذاك انعدمت مفاهيم الديمقراطية ولم تتحقق ادنى مقومات لها في المجتمع السياسي وصولاً الى تحقيقها في المجتمع ككل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في شمال كوسوفو.. السلطات تحاول بأي ثمن إدماج السكان الصرب


.. تضرر مبنى -قلعة هاري بوتر- بهجوم روسي في أوكرانيا




.. المال مقابل الرحيل.. بريطانيا ترحل أول طالب لجوء إلى رواندا


.. ألمانيا تزود أوكرانيا بـ -درع السماء- الذي يطلق 1000 طلقة با




.. ما القنابل الإسرائيلية غير المتفجّرة؟ وما مدى خطورتها على سك